سمعت من أحد أصدقائي هذا الحديث : ( لعن الله مَن شبَّه الإنسان بالحيوان ) وأريد أن أتأكد هل هو صحيح أم لا ، شكرا لكل العاملين في هذا الموقع .
لم يرد حديث فيه لعن من شبه الإنسان بالحيوان
السؤال: 150889
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا نعلم لهذا الحديث أصلا في كتب السنة ، ولم نقف على من ينقله أو يرويه أو يستشهد به من أهل العلم ، فلا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يثبت أصله وسنده .
وأما معناه ومضمونه فيحتمل أمرين :
يحتمل النهي عن تشبيه الإنسان بالحيوان ، ولو على وجه ضرب الأمثال الحقة ، أو
المعاني الصحيحة : فهذا حينئذ معنى باطل ، فقد ورد في القرآن الكريم بعض الأمثال التي
ضربها الله عز وجل لمزيد من البيان والهدى للناس ، وذلك كقوله عز وجل : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) الأعراف/175-176.
وقوله سبحانه وتعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا
بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) الجمعة/5.
ويحتمل النهي عن سب المسلم ، والتحذير من تشبيهه بالحيوان على وجه التنقص والأذية ،
فهذا معنى حق ، جاء ما يشهد له في السنة الصحيحة ، كقوله صلى الله عليه وسلم : (
سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) رواه البخاري (48) ومسلم (64)،
وقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله: ” لا تقل لصاحبك يا حمار ، يا كلب ، يا خنزير ، فيقول لك يوم القيامة : أتراني خلقت كلبا أو حمارا أو خنزيرا ” انتهى. “مصنف ابن أبي شيبة” (5/282).
وقال إبراهيم النخعي رحمه الله :
” كانوا يقولون : إذا قال الرجل للرجل : يا حمار ، يا كلب ، يا خنزير ، قال الله له يوم القيامة : أتراني خلقت كلبا أو حمارا أو خنزيرا ” انتهى.
” مصنف ابن أبي شيبة ” (5/283)
قال الإمام النووي رحمه الله :
” من الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه :
يا حمار ، يا تيس ، يا كلب ، ونحو ذلك ، فهذا قبيح لوجهين :
أحدهما : أنه كذب .
والآخر : أنه إيذاء ” انتهى.
” الأذكار ” (ص/365)
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب