0 / 0

هل يجوز للزوج أن يخفي قدْر راتبه ومقدار دخله عن زوجته ؟

السؤال: 160784

هل لي أن أخفي الرقم الحقيقي للمرتب عن زوجتي ؟ ليس للهو به مع امرأة أخرى ، بل للقيام بواجبي تجاه والدي وأشقائي ، أو أي شخص آخر أرغب في مساعدته بطريقة سرية تحفظ كرامته أمام الزوجة ، لا سيما أن هناك آباء وأمهات تأبى كرامتهم أن تعرف زوجة ابنهم أنهم يتلقون مساعدة منه ، كذلك للادخار والاستعانة على ما قد يحدث لا قدر الله ، وقد أخبرني غير واحد أن هناك أحاديث شريفة تبيح للزوج ذلك .
برجاء الإفادة بهذه الأحاديث إن كانت موجودة .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

تتعدد الأسباب عند الأزواج لإخفاء قدر رواتبهم ودخلهم عن زوجاتهم ، وأشهر هذه الأسباب :
1. خشيتهم من كثرة طلبات الزوجة لو عرفت بوجود مال بيد زوجها أكثر من النفقة الواجبة.
2. الادخار ، حيث يرون أنهم أقدر على ذلك من النساء .
3. النفقة على والده أو والدته أو أحد من أهل بيته ، حيث يرى بعض الرجال أنه لو علمت الزوجة بذلك فقد تحول دون إعطاء تلك النفقة أو أنها تقلل منها ، وبعضهم يرى أنه من المحرج لأهله علمُ زوجة ابنهم أنه ينفق عليهم .
4. رغبة الزوج بالتصدق الشهري في سبيل الله كمن يُستقطع من راتبه في وجوه الخير فيخشى أن تحول الزوجة دون ذلك أو أنها تقلل منها .
فهذه أسباب عديدة ، وقد يكون لكل شخص أسبابه الخاصة سوى ما ذكرنا ، مما يسمح له بمثل هذا التصرف المتعلق بتنظيم حياته ، وسياسته لأموره .
وأفضل من ذلك : أن يُظهر الزوج قدر راتبه ومقدار دخله ، ويتعاون مع زوجته على ما فيه خير دنياهم وأخراهم ، من حيث الادخار والإنفاق على المحتاجين وإكرام أهله ، ويكون مع ذلك ضبط للنفقات من قبَل الزوجة ، ونرى أن المصارحة بحقيقة الراتب والدخل مع التعاون على الخير أفضل من الإخفاء ، كما أنه قد يعتري الزوج مرض مفاجئ أو موت فلا تدري الزوجة ماذا له وماذا عليه ، كما أن بعض الأزواج يموت ولا يدري أحدٌ أين خبَّأ ماله ، ولو كان ثمة مصارحة وتعاون بين الزوجين لما كان لشيء من هذا أن يحصل .
أما من حيث الشرع فلم نجد في السنَّة النبوية ما يُلزم الزوجَ بإظهار قدْر دخله ، ولم نجد ما يحثه على إخفائه ، والمهم أنه يجب عليه أن ينفق على زوجته وبيته بالمعروف ، وليس له أن يقصِّر في النفقة من أجل الادخار أو الإنفاق على غيرهم ؛ فهم أولى الناس بماله وإنفاقه .

لكن إذا رأى الزوج أن من المصلحة إخفاء حقيقة دخله عن زوجته ، فبإمكانه ألا يذكر الأمر أمامها مطلقا ، وبإمكانه أيضا أن يستعمل التورية والمعاريض ، فعلى سبيل المثال : بإمكانه أن يقول : أنا أستلم ألفا ـ مثلا ـ وراتبه ألفان ، لأنه إذا كان راتبه ألفان فسوف يستلم ألفا ، وهو لم ينف أنه يستلم ألفا أخرى . وهذا خير له من أن يقول : راتبي ألف ، فهذا أظهر في الكذب من غير ضرورة إليه .
وينظر جواب السؤال رقم (27261) .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android