والخلاصة : أن المقصود بالحديث الأمر بالصمت ، إلا عن الخير فهو مأمور به ، كذكر الله تعالى وتعلم العلم وتعليمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر … ونحو ذلك . والله أعلم.

وعلى هذا : لا ينبغي للمسلم أن يتحدث عن أمر ليست له معرفة كافية به ، ولا عن أمر لا يتذكر وقائعه بشكل صحيح ، ولا عما لا علم له به ، ولكن يتحدث – إذا تحدث – بعلم ، وإلا ، ففي الصمت السلامة ، ولا يكلفه الله أن يتحدث بالظن الذي هو أكذب الحديث ، ولا بما لا معرفة له به كافية . وقد يحتاج المسلم أحيانا إلى التكلم بما يظنه أو لا يتذكره جيدا ، فينبغي عليه في هذه الحالة أن يبين هذا لسامعه أنه إنما يتكلم عن ظن وليس عن علم . وبالجملة : فلا يتكلم المسلم إلا بما يعلمه ، ويتجنب حديث الظن والتخمين والاحتمالات ، إلا في حدود المصلحة التي يتعين معها مثل هذا الحديث . والله تعالى أعلم .

مقولة “لقمة في فم جائع خير من بناء ألف جامع” قد يظن بعض الناس أنها حديث نبوي وهذا ليس بصحيح .قال العجلوني (لقمة في بطن الجائع أفضل من عمارة ألف جامع) الظاهر أنه ليس بحديث. وهي مقولة باطلة من حيث المعنى، فكيف يصح تفضيل لقمة واحدة على بناء ألف مسجد يعبد الله فيها؟ وتفضيل الأعمال بعضها على بعض بهذه الطريقة وإثبات المفاضلة بالعدد لا يمكن معرفته إلا بثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو باب لا يدخله الاجتهاد ولا القياس.

والحاصل : أنه لا حرج عليك في ذهابك للمسجد بهذه النية ، ولا ينافي ذلك إخلاصك لله تعالى. والله أعلم .

والحاصل : أن حفظ القرآن الكريم ، والعناية به : من جلائل الأعمال ، وحامل القرآن ، غير الغالي فيه ، ولا الجافي عنه ، المقيم لحروفه وحدوده : هو من أولياء الله ، بل من ساداتهم ؛ لكننا لا نعلم أن لجسده خصوصية ، فلا تأكله الأرض . ونظر جواب السؤال رقم : (14035) للتعرف على مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة . والله تعالى أعلم .