أنا حاليّاً مسيحية ، وقد بدأت أبحث فى الإسلام عندما قال لي رفيقي إنه يرغب في الزواج مني ، وقد قرأت الكثير من الكتب ، وواظبت على الذهاب للمسجد ، وأنا أستمتع – حقيقة – بالقراءة عن الإسلام ؛ بالرغم من حيرتي ؛ وعدم فهمي لبعض جوانب الإسلام ؛ ولكون أسرتي تدين بالمسيحية : فإنها غير سعيدة لبحثي في الإسلام ، ولهذا فأنا بحاجة للنصح حول ما يجب عليَّ القيام به ؟ ما زالت تراودني بعض الشكوك حول الإسلام ، لكني أتطلع لعيش حياة أكثر روحانية كمسلمة ، ومع ذلك فأنا أخشى ألا أتمتع بإيمان قوي أو أن أفقده بسهولة ، برجاء تقديم العون لي بالإجابة على هذه الأسئلة ، فأنا بحاجة للمساعدة ، وأعاني من ضغط عصبي شديد . وشكراً .
نصرانية مترددة في الدخول في الإسلام وتطلب نصحها وتوجيهها
السؤال: 101572
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
1. إننا لنسعد بأنك قرأتِ عن الإسلام ، ورأيتِ كيف يعبد المسلمون ربهم تعالى ، ونشعر في قرارة أنفسنا أنه تولَّد لديك شعور براحة وطمأنينة قد لا تستطيعين التعبير عنها ، لكنها بالتأكيد موجودة ؛ لأنك في الواقع أحييتِ الفطرة التي فطر الله الناس جميعاً عليها ، وهي توحيد الله تعالى ، والإيمان به وحده لا شريك له .
2. ولو تأملتِ في حال غير المسلمين ممن دخل في هذا الدين العظيم لرأيتِ عجباً ، فليس يوجد يوم لا يدخل فيه أحدٌ في الإسلام ، ولكل واحدٍ من أولئك قصة ، وليس لهؤلاء مصلحة دنيوية في دخول الإسلام ، بل كل أولئك يدخل الإسلام عن اقتناع واعتقاد جازم بأنه الدين الحق .
3. ونحن وإن كنا نحب الهداية لكِ ولأهلك لكننا نرجو أن لا يكونوا عقبة بينك وبين الهداية لهذا الدين ، واعلمي أن يوم القيامة آتٍ لا محالة ، وفيه كل واحد من الناس يقول " نفسي ، نفسي " ، وفي ذلك اليوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، لكل واحد منهم شأن يغنيه ، فسارعي في إنقاذ نفسك أولاً ، ثم التفتي لأهلك ، واسعي في هدايتهم وإرشادهم ، ولا تجعلي أحداً يحول بينك وبين الهداية ، وفي تعليمات الطيران عند وقوع حالة طارئة في الطائرة تقول التعليمات : ضع الأكسجين لنفسك أولاً ، ثم التفت لمن بجانبك ، يعني : أنقذ نفسك ، ثم باشر بإنقاذ من بجانبك ، ولو كان أقرب الناس لقلبك ، وفي شرعنا يقول الله تعالى : ( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) فعليك بنفسك أولاً ، سارعي دون تردد في اللحاق بالركب المبارك الذين يتقدمهم الأنبياء والمرسلون ، واعلمي أنكِ على الحق والصراط المستقيم الذي سار عليه أولئك الصفوة من خلق الله تعالى .
4. في ديننا الحنيف لا يتم إسلام أحد إلا بأن يؤمن بالأنبياء والمرسلين جميعاً ، وبكتبهم التي أنزلها الله تعالى عليهم ، ومن ينتقص أحداً منهم فإنه يخرج من الدين ، بينما الأديان الأخرى تنتقص بعض الأنبياء والمرسلين ، وكل أتباعهم لا يؤمنون بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فانظري للفرق العظيم بين ديننا الذي يأمرنا بالإيمان بأولئك الصفوة من خلق الله وتعظيمهم وتقديرهم ، وبين غيرنا ممن يكفر برسولنا – وبغيره – وينتقص بعض الأنبياء والمرسلين ، ويتهمونهم بما يُستحيى من ذكره .
5. تعرَّض هذا الدين المبارك لكثير من الطعن والتشويه في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، ولكن بفضل الله تعالى ما ازداد أهله إلا تمسكاً به واقتناعاً ؛ لأنهم رأوا الطعن والتشكيك قائمين على الهوى والجهل والحقد ، وليس له أصل من العلم ، ومع كل تلك الحرب والتشكيك في الإسلام فإننا نرى الآلاف يدخلون في دين الله أفواجاً من شعوب تلك البلدان التي يتزعم المتطرفون فيها الطعن والتشكيك في الإسلام .
وخذي مثالاً على ذلك : أمريكا ، فبعد أحداث ما يعرف بـ " الحادي عشر من سبتمبر " بلغ عدد من دخل في الإسلام في أمريكا ( 25000 ) مسلماً ، وهي أعلى نسبة في تاريخها ، وهذا مع التشكيك والطعن والتشويه للإسلام من قبل الحكومة ومن قبَل كثير من المؤسسات والجمعيات .
6. ونحب أن نطمئنك أنك لن تجدي شيئاً في الإسلام قابلاً للتشكيك ، وأحكام الله وشرائعه محكمة ، شرعها الله تعالى لتكون صالحة مصلحة في كل زمان ومكان ، وها نحن في هذا الموقع قد تلقينا رسائل كثيرة من أناس توقفوا عن الدخول في الإسلام بسبب ما يسمعونه من طعن وتجريح وتشكيك في أحكام الإسلام ، وقد أجبناهم عنها ، وسرعان ما تبين لهم الحق والصواب ، فلم يتردد من أراد الله هدايته وإنقاذه من الهلاك من أن يعلن إسلامه واستسلامه لهذا الدين وأحكامه .
7. في هذا الدين العظيم ما يجعل إيمانك قويّاً ويزداد يوماً بعد يوم ، فالإيمان في الإسلام يزداد بالطاعات ، وفي الإسلام سبل كثيرة تجعل إيمانك في ازدياد مستمر لو أنك تقومين بتلك الطاعات ، فلا تجعلي هذا الأمر عائقاً لك في دخولك في الإسلام ، فالقرآن الكريم آياته كثيرة ، نجزم لك أن قراءة كل آية فيه تزيد في إيمانك ، وكل ركعة تصلينها تجعل إيمانك في ازدياد ، وهكذا الصيام والعمرة والحج والصدقات وإعانة المحتاجين وغير ذلك من أبواب الخير .
8. تداركي نفسك ، والتحقي بهذا الركب ، واركبي سفينة النجاة ، ولا تترددي ، واشكري الله تعالى أن هيأ لك فرصة تقرئين فيها عن الإسلام ، وترين المسلمين وهم يصلون ، وأن هيأ لك موقعاً إسلاميّاً موثوقاً تراسلينه ، وتطلبين منه النصح والإرشاد ، وهذه نعَم يبذل غيرك فيها الأموال والأوقات حتى يتحصل على شيء منها ، فلا تفوتي الفرصة من يديك ، ولا تجعلي لأحد من الناس فرصة ليثبطك عن الدخول في هذا الدين .
ونحن نسأل الله تعالى أن يهديكِ لما يحب ويرضى ، ونسأله تعالى أن يوفقك لما فيه خير وصلاح دينك ودنياك ، ونسأله تعالى أن يعجِّل لك بالهداية ، إنه على ذلك قدير .
والله الموفق
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب