وددت استشارة موقعكم في موضوع يخص دعوة كافر إلى الإسلام – وهي أستاذة هندوسية في جامعتي التي أدرس بها – حاولنا دعوتها إلى الإسلام بإعطائها كتب بلغتها ، لكنها قالت : إنها لم تقتنع بكل ما ورد فيها ، لمسنا منها قبولها للحوار ، ولديها أسئلة تود الإجابة عليها , وبحكم أننا لا نعرف الأسلوب الأمثل لمناقشتها والرد المناسب على أسئلتها وددنا استشارتك في هذا الأمر .
يحاولون دعوة أستاذتهم الهندوسية للإسلام وترفض ذلك
السؤال: 103062
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الإسلام دين الفِطرة ، والإقناع ، واحترام الذات ، وهو ليس لطبقة معينة من الناس ، ولا لزمان خاص ، ولا لمكان دون غيره ، ولذا فقد انتسب إليه معتقداً صحته : الأبيض والأسود ، والمتعلم والأمِّي ، والذكَر والأنثى ، والفقير والغني ، ودخله أناس من أوربا وأفريقيا ، قديماً وحديثاً ، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ، ومن ضلَّ فإنما يضل عليها .
واهتمامكم بدعوة الأستاذة للإسلام حسنٌ طيب ، وعدم اقتناعها بما اطلعت عليه من شرائع الإسلام : فمرد ذلك إلى أمور :
1. عدم حسن العرض ، والخطأ في الأسلوب من الدعاة إلى الله .
2. عدم قوة أو صلاحية المادة المُعطاة لها لتقرأها عن الإسلام .
3. عدم وجود قدوة حسنة من المسلمين .
4. كونها من المجادلين بالباطل ، ومن أشباه من قال الله تعالى فيهم : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) النمل/ 14 .
والواقع أن سؤالكم لا يدل على هذه الصفة ، الجدال بالباطل ، فاجتهدي أنت وزميلاتك ، في دعوتها إلى الله تعالى الحسنى ، مع إشعارها دائما بأن هذا الدعوة ليس لها هدف إلا محبة الخير لها ، وليست قضية عصبية أو عنصرية ، أو نحو ذلك .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
يأتي إلى بعض مناطق ” المملكة ” عمال ، وأغلبهم كفار ، قد يكونون نصارى ، أو هندوس ، ويسكنون في مناطق المملكة، وقد يكون بجوارهم طلاب علم ، وطلاب العلم قد لا يدعونهم إلى الإسلام ، ويحصل منهم جفاء في المعاملة ، ويستمرون هكذا طيلة السنين ، ويذهبون إلى بلادهم ولا يدعونهم ، مع أن المسلمين لو كانوا في الخارج لبذل النصارى جهودهم في دعوتهم ، فما توجيهكم ؟ .
فأجاب :
أن الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم ، لكنه فرض كفاية ، إذا قام بها من يكفي سقطت عن الباقين ؛ لقول الله تبارك وتعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل/ 125 ؛ وقال الله تعالى: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ) يوسف/ 108
( أدعو إلى الله ) كل أحد .
( أنا ومن اتبعني ) فكلما كان الإنسان أشد اتباعاً للرسول صلى الله عليه وسلم : كان أشد دعوة لشريعته ، ولا شك أن هؤلاء الإخوة الذين نزل إلى جانبهم قوم من الكفار ولم يدعوهم إلى دين الإسلام لا شك أنهم مقصرون ، وأن الذي ينبغي بل الذي يجب عليهم أن يدعوا هؤلاء إلى دين الإسلام حتى بالتأليف ، فلو دعوهم إلى البيت وقدموا لهم الطعام ، ثم تحدثوا إليهم ودعوهم إلى الإسلام ، وبينوا لهم محاسنه كان هذا طيباً ، ولكن بعض الإخوة تغلب عليهم الغيرة مع الجهل فينفر من هؤلاء ، ويقاطعهم ، ويعاملهم بالشدة والقسوة ، حتى ينفروا من الإسلام بسبب هذا الرجل المسلم ، ويظنون أن أخلاق هذا المسلم هي الأخلاق التي يأمر بها الإسلام ، والغيرة وإن كانت حسنة محمودة لكنها إذا لم تقرن بالحكمة والعلم صارت في الحقيقة غيْرة ضارة ، فعلى هذا ننصح إخواننا هؤلاء – وغيرهم – بأن يدعوا إلى الله عز وجل .
وكما تفضلت بأن النصارى يبذلون كل غالٍ ورخيص من أجل الدعوة إلى النصرانية ، مع أنها دين باطل ، أبطله الإسلام ، ولكنهم حريصون بوحي الشيطان إليهم على دعوة الناس للنصرانية مع أنها دين باطل منسوخ بالإسلام ؛ فما بالنا نحن – ونحن أمة العزم والحزم والصدق – نتكاسل حتى عن جيراننا الذين لهم حق علينا لا ندعوهم إلى الإسلام ، ولا أدري عن هؤلاء الإخوة هل يقومون بحق الجوار أو لا يقومون ؟ ، وفي الحديث : ( إذا طبخت مرقة ؛ فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) ، وفي الحديث الصحيح أيضاً : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ) .
وقال العلماء : إن الجار إذا كان غير مسلم فله حق الجوار ، وإن كان مسلماً فله حق الجوار والإسلام ، وإن كان مسلماً قريباً فله حق الجوار والإسلام والقرابة ، فانصح هؤلاء وقل لهم : ادعوا هؤلاء للدين ، ربما يكون في دعوتهم خير ، ( ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمْر النَّعم ) وربما إذا اهتدى هذا الرجل دعا غيره كما هو مشاهد ومعلوم الآن .
” لقاءات الباب المفتوح ” ( 35 / السؤال رقم 5 ) .
ويمكنكم إعطاؤها بريد موقعنا الإلكتروني إذا رغبت بمراسلتنا ، ونحن على أتم الاستعداد لإجابتها عن مسائلها إن شاء الله ، كما يمكنكم إطلاعها على قسم الدعوة في موقعنا هذا ” دعوة غير المسلمين ” وقسم “تعرف على الإسلام ” فلعلها أن ترى ما تستفيد منه .
وانظر أجوبة الأسئلة : (7182 ) و (10590 ) و (12376 ) , (2690 ) , (5424 ) , (6703 ) .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة