تنزيل
0 / 0

هل ننصح المسلمين أن يعتزلوا الجامعات والعمل في الشركات المختلطة ؟

السؤال: 103248

هل تنصح المسلمين أن يعتزلوا الجامعات والعمل في الشركات ، لأنها أصبحت مرتعاً للأمراض الاجتماعية ، بسبب الاختلاط ، والتنكر لتعاليم شرعنا الحنيف ، بل والاستهزاء بالإسلام وأهله ، والتدبير له المخططات للقضاء عليه ، والقضاء على روح الأخوَّة في الدين ، والتضامن الاجتماعي و ” أنت ما لك دخل ” و إلخ ، فهل الدخول في هذه الأوساط واجب ؟ وبماذا تنصح : الانشغال بالبيع والتجارة – مع صعوبة هذا الأمر في هذا الزمان – أو الدخول في هذه الأوساط بما فيها من تبرج واختلاط ومحرمات واستهزاء بالدين وأهله ودعوة إلى ترك الدين ، بل وإلى الاستسلام في الحقيقة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
جعل الله تعالى في الرجال ميلاً للنساء ، وجعل في النساء ميلاً للرجال ، ولذا فقد
جاءت ضوابط العلاقة بين الجنسين في شرعنا المطهَّر قوية ومتينة ، وجعل الله تعالى
الزواج الشرعي سبباً للقاء بين الرجل والمرأة ، ليعف كل واحد منهما نفسه ، وليكونوا
أسرة ينتسب أفرادها للرجل ، وحرَّم الزنا ، وحرَّم دواعيه والأسباب التي تؤدي إليه
من الخلوة ، والاختلاط ، والمصافحة ، والنظر ، فمن الناس من يرضى لنفسه الوقوع في
المحرمات في هذه العلاقة ، ومنهم من يأبى إلا أن يكون طائعاً لربه ، مستجيباً لأمره
.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – :
الله تعالى جبل الرجال على القوة والميل إلى النساء ، وجبَل النساء على الميل إلى
الرجال مع وجود ضعف ولين ، فإذا حصل الاختلاط نشأ على ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض
السيئ ؛ لأن النفوس أمارة بالسوء ، والهوى يعمي ويصم والشيطان يأمر بالفحشاء
والمنكر .
” فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ” ( 10 / 35 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – :
فالواجب على المؤمن أينما كان : أن لا يرضى بأن يكون عاملاً بين العاملات من النساء
، وهكذا الطالب في الجامعات ، والمدارس المختلطة ، يجب عليه أن يحذر ذلك ، وأن
يلتمس مدْرسة ، وجامعة غير مختلطة ; لأن وجود الشباب بجوار الفتيات : وسيلة لشرٍّ
عظيم ، وفسادٍ كبير ، والواجب على المؤمن عند الابتلاء بهذه الأمور أن يتقي الله
حتى يجعل الله له فرَجاً ومخرجاً ، وأن يغض بصره ، ويحذر من النظر إليها ، أو إلى
محاسنها ، ومفاتنها ، بل يُلقي بصره إلى الأرض ، ولا ينظر إليها ، ومتى صادف شيئا
من ذلك غضَّ بصره .
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن نظر الفجأة ، فقال للسائل : (
اصرف بصرك ) – رواه مسلم – ، وفي اللفظ الآخر : ( فإن لك الأولى وليست لك الأخرى )
– رواه الترمذي وأبو داود- ، والله سبحانه وتعالى يقول : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ )
الآية النور/ 30 ، وقال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) الآية النور/ 31 ، فعلى المؤمن أن يغض
بصره ويحفظ فرجه ، فإن صادف شيئاً من غير قصد : صرف بصره ، ويعفو الله عن الأولى
التي صادفها ولم يقصدها لذلك .
وإذا بُلي بالمرأة ، والتحدث إليها في شيء يتعلق بالعمل : فإنه يتحدث إليها من غير
أن يقابل وجهها ، ولا ينظر إلى محاسنها ، بل يعرض عنها ، ويلقي بصره إلى الأرض حتى
يقضي حاجته وينصرف .
وهذا من الأمور الواجبة ، التي تجب على المؤمن العناية بها .
” فتاوى الشيخ ابن باز ” ( 5 / 313 ، 314 ) .
وقد سبق بيان تحريم الاختلاط في أجوبة كثيرة في الموقع ، ينظر جواب السؤال رقم (1200)
.
ثانيا :
إذا بلغ المرء ما في وسعه من البحث والتحري ، ولم يجد مكانا لدراسته إلا في المدارس
أو الجامعات المختلطة ، أو لم يجد وظيفة في بلده تتناسب مع إمكاناته ومؤهلاته إلا
في أماكن مختلطة ، فله أن يدرس في هذه الجامعات التي لم يجد بدلا عنها ، وأن يعمل
في مكان مختلط إذا لم يجد غيره ، لقول الله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا
اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/16 .
لكن ذلك لا يبيح له التوسع في مخالطة النساء في هذه الأماكن ، والترخص في الحديث
معهن ، وإنما تقدر الضرورة بقدرها ، وليجتهد في غض بصره ، وكف نفسه عن فضول النظر ،
والكلام ، والمخالطة ، إلا في حدود الضرورة التي يتطلبها عمله أو دراسته .
وينظر جواب السؤال رقم (70223)
، (103044)
.

والله الموفق

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android