ما حكم كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في بداية المقالات والروايات والقصص والأشعار ؟
حكم كتابة البسملة في بداية الأشعار والقصص والمقالات
السؤال: 105316
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الروايات والمقالات والقصص والأشعار إن كان موضوعها حسناً ، كالدعوة إلى التمسك بالدين وحسن الخلق ونحو ذلك ، أو كان موضوعها مباحاً خالياً من المحرمات والمنكرات ، فلا حرج من بدايتها بالبسملة ، بل ينبغي ذلك ، تبركاً بذكر اسم الله تعالى ، واقتداء بالقرآن الكريم ، فإن الله تعالى ابتدأه بالبسملة .
وأما إن كان موضوع هذه المقالات والقصص والأشعار محرماً فلا يجوز كتابتها ، ولا نشرها ولا يجوز قراءتها إلا لمن ينكر ما فيها من الباطل ، ولا يجوز كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في بدايتها ، لأن ذكر اسم الله تعالى على شيء من معاصيه يتنافى مع توقير الله تعالى وتعظيمه الواجب ، بل قد يصل الأمر إلى نوع من الامتهان والاستهزاء باسم الله تعالى .
قال الشيخ بكر أبو زيد :
( كل محرم أو مكروه ، من قول أو عمل ، لا يجوز افتتاحه بشيء من ذكر الله تعالى ؛ لما فيه من الامتهان ، وافتتاح المعصية بالطاعة .
وذلك مثل : كتابة البسملة ، أمام الشعر غير الحسن ، واستفتاح اللعب المحرم ، والرهان المحرم ، والبرامج المضلة بالقرآن ، أو الحمد ، والصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك .
وقد وصل الناس في هذا إلى حد العبث ، وعدم المبالاة ، والتغطية على عقول السذج بمشروعية تلك المحرمات ؛ بل وصل الحال إلى : "سجود المعصية" عندما يفوز فريق رهان على آخر ، يسجد الفائز لتفوقه المحرم ، وهذا السجود من أسباب سخط الله وعقابه ، فالله المستعان .
وعن مكحول الأزدي قال : قلت لابن عمر : أرأيت قاتل النفس وشارب الخمر والسارق والزاني يذكر الله ؟ وقد قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) البقرة/152 ؟ قال : إن ذكر اللهَ هذا ذكره اللهُ بلعنته حتى يسكت .
وعلَّق على هذا الأثر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في "عمدة التفسير" (1/273) قائلاً : " وهذا الذي قال ابن عمر حق ، ينطبق تماماً على ما يصنع أهل الفسق والمجون في عصرنا ، من ذكر الله سبحانه وتعالى في مواطن فسقهم وفجورهم ، وفي الأغاني الداعرة ، والتمثيل الفاجر الذي يزعمونه تربية وتعليماً ، وفي قصصهم المفترى ، الذي يجعلونه أنه هو الأدب وحده أو يكادون ، وفي تلاعبهم بالدين ، بما يسمونه "القصائد الدينية" و "الابتهالات" التي يتلاعب بها الجاهلون من القراء ، ويتغنون بها في مواطن الخشوع وأوقات التخلي للعبادة ، حتى لَبَّسوا على عامة الناس شعائر الإسلام ، فكل أولئك يذكرون الله فيذكرهم الله بلعنته حتى يسكتوا") انتهى من "تصحيح الدعاء" ص-49 .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب