ابتلينا ببعض العامة إذا ما سلم الإمام من ركعتين من صلاة القيام رفعوا أصواتهم بالتسبيح “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” وهكذا بين كل ركعتين إلى أن ينتهي الإمام من الصلاة فيدعون جميعا بدعاء خاص وبورد خاص . وقام بعض الإخوة بإعلام الناس ملتزمين في ذلك الحكمة والرفق ومستندين إلى الأدلة من الكتاب والسنة أن عملهم ذلك خلاف السنة وأنه ليس من هدي السلف ، لكن لم ينصاعوا للحق واستمروا في ذلك . فما الذي علينا فعله ؟ هل نفارقهم أم نبقى معهم ونذكرهم بين الفينة والأخرى ؟ علما أنهم مصّرون على عملهم ، والخطب جلل حيث ترك الكثير صلاة التراويح في المساجد متحججين بأنها سنة ترافقها بدعة ودرأ المفاسد مقدم على جلب المصالح . أفتونا حفظكم الله .
هل يصلون التراويح في المساجد مع إصرار أهلها على بعض البدع؟
السؤال: 108506
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
سبق في جواب السؤال رقم (50718) أن ما يفعله بعض الناس من الذكر الجماعي بعد كل ركعتين من صلاة التراويح : بدعة ، لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من أصحابه .
وقد أحسنتم بتعليم الناس السنة ، وإنكار البدع ، وكان الواجب عليهم أن يرجعوا إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي هو خير الهدي وأكمله .
وينبغي لكم أن تستمروا في صلاتكم معهم ، ودعوتهم إلى السنة ، وسييسر الله لكم من يقبل الحق ويحرص عليه ، وإن رفضه بعضهم ، (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ) الأنعام/89 .
لكن .. إن وجدتم من أهل المسجد عناداً واستكباراً ورفضاً للحق ، فإن أمكنكم الصلاة في مسجد آخر ، أهله حريصون على اتباع السنة ، واجتناب البدعة فهو الأولى ، فإن لم يتيسر ذلك ، فصلاتكم في ذلك المسجد خير ، وقد قمتم بالواجب عليكم ، ولعلهم يهتدون ، (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الأعراف/164 .
وإذا ترك أهل السنة المساجد من أجل مثل هذه البدع لكان سبباً في زيادة البدع وانتشارها ، وانطماس السنة وموتها ، فعليكم بالصلاة في المساجد ، وبيان السنة للناس ، ملتزمين في ذلك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق بالجاهل واللين معه .
وفقكم الله إلى كل خير .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة