0 / 0
61,85907/06/2011

” اعرف شخصيتك من صفة يدك ” هل يدخل في قراءة الكف المحرَّمة ؟

السؤال: 111047

” من أصابع يديك اعرف شخصيتك ” !!
اكتشف عدد من الباحثين البريطانيين أن أصابع يد الإنسان بأطوالها وأشكالها تعطي
فكرة عن شخصيته وقدراته ومدى تعرضه للاضطرابات النفسية والعصبية ، من خلال شكل اليد
وحجمها يمكننا أن نستدل على شخصيتنا وشخصية الآخرين ، إن كانت اليد كبيرة أم صغيرة
، صلبة ، قاسية ، غليظة ، أم طرية ، لينة ، نحيلة ، أو مجوّفة ، إليكم هذه الدلالات
لتتعرفوا على شخصيتكم وشخصية الآخرين من خلال اليد .
أحجام اليد وليونتها :
اليد الكبيرة : صاحبها محلل ناجح ، ومفكر ناضج ، متزن في أفعاله ، واثق بما يتخذه
من قرارات دون مشورة الآخرين ، فخور بنفسه ويتحكم بمشاعره ، ولا يفضلها على العقل ،
ونظراً لشخصيته القوية يصفه البعض بالأناني .
اليد الصغيرة : عاطفي ، وخيالي ، ويميل إلى الأعمال الفنية ، والحرفية ، والراقية ؛
لأن أفكاره تتوالد باستمرار ، ونظرته سريعة وصائبة إلى الأمور المهمة في حياته ،
ومن الممكن أن يتخذ قرارات فورية قبل التفكير المملي بمردودها عليه ، لذلك فهو
بحاجة إلى التروي أكثر ، وهو طيب ، وحنون ، ويتأقلم مع الآخرين ، والعاطفة لديه
تسيطر على العقل .
اليد القصيرة : يعاني صاحبها من الفوضى والتهور في حياته ، ويجد صعوبة في تنفيذ
التزاماته مع الآخرين ؛ لأن تصرفاته تحكمها الغريزة أكثر من العقل ، لذلك فإن حياته
تفتقر إلى الجدية ، والمنطق ، والتفكير السليم للمستقبل .
اليد الضيقة : عزيز النفس ، وخجول ، حساس جدّاً ، ولطيف ، ضعيف الشخصية ، يجد صعوبة
في اتخاذ القرارات ، ويبدو حذراً من الآخرين ، صحته دقيقة ، يميل إلى الاكتئاب
الوجودي ، لا يهتم كثيراً بشكله الخارجي وبهندامه ، ويسعى لإرضاء الآخرين .
اليد العريضة : واثق من نفسه ، ويستطيع أن يتدبر أموره مهما عظمت ، لكنه عصبي ،
ويملك جرأة كبيرة في العمل ، ويحب التسلط حتى ولو فقد السيطرة على نفسه وعلى لياقته
في التصرف والكلام ، كما أن المادة لديه تسيطر على العاطفة .
اليد الصلبة : عملي ، ومثابر ، ويتمتع صاحبها بصحة جيدة ، وقرارات حاسمة ، ويبقى
يقظاً لأتفه الأمور حتى لا يقع في أي مأزق ، لا يتأثر بالعوامل الخارجية ، ويبقى
على طبيعته ، لذلك فهو يفتقر إلى الرومانسية .
اليد القاسية : عنيد ، وشرس ، ويجد صعوبة في التفاهم مع الآخرين ؛ لأن تفكيره مغلق
، ولا يحب أن يبني علاقات اجتماعية ، ويفضل التفرد بآرائه حتى ولو كان على خطأ .

اليد الغليظة : صاحبها يحترم نفسه ، ويحافظ على علاقته مع الآخرين ، ويعمل على
النجاح ، ويحب المال ، والتمتع به ، شجاع ، ومقدام ، ويسعى دائماً إلى الأفضل ،
الحياة معه متعة دائمة .
اليد الطرية : صاحبها خياله واسع ، ورومانسي ، يضع خططه في العمل بطرق دبلوماسية
وهادئة ، وأحيانا بطيئة ، لذلك فهو بحاجة إلى بعض الحركة والنشاط في الإنتاج ليلقى
النجاح المطلوب .
اليد اللينة : فكر لين ، ومحلل منطقي ، وعميق في اتخاذ أي قرار ، يضع نفسه مكان
الآخرين ليتمكن من فهمهم ، متسامح ، وكريم ، ويتأقلم بسرعة مع أي مجتمع ، لذلك تجده
ناجحاً دائماً ، ومحبوباً .
اليد المجوفة ( باطن اليد مجوف ) : يكدّ ويتعب ويناضل لكسب ما يصبو إليه بعرق
الجبين ، كرامته فوق أي اعتبار ، وعزّة نفسه كبيرة ، حذر من الوقوع في الأخطاء ، أو
العجز المادي ، لذلك تجده يكافح باستمرار ليتزود بما يقيه شر السؤال .
اليد النحيلة : مرهف الإحساس ، يكره – أو يحب – بكل أحاسيسه ، يرضى ويغضب بسرعة ،
تلعب الغيرة دوراً أساسيّاً في حياته ، ويتملك الأشياء لدرجة لا يحب أن يشاركه فيها
أحد ، وهو ينبوع فكري وثقافي ، لكنه غيور جدّاً ، ولحرارتها دور أيضاً .
اليد الرطبة : متوتر ، عصبي ، وخمول ، ويفتقر إلى النشاط الجسدي .
اليد الجافة : عصبي المزاج ، مما يعرضه لأوجاع الرأس ، وفقدان الذاكرة .
اليد الدافئة : كريم ، وحنون ، ومليء بالطيبة والفرح ، لكنه يميل للثرثرة .
ملامحها :
اليد نافرة العظام : جدير بالثقة ، مبدع ، وحيوي ، واستقلالي .
اليد غير المتناسقة : مزاجي ، وغامض ، ويصعب التكهن بتصرفاته .
ظهر اليد فيه نتوءات : متفهم ، ورائع ، إنساني ، ومحب للناس .
ظهر اليد فيه تجاعيد : ناضج ، وحريص على احترام شعور الآخرين .
ما رأي فضيلتكم في هذا الكلام ؟ وهل يعتبر من التنجيم وقراءة الكف ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
ما ذُكر في السؤال ليس من باب ” الكهانة ” و ” العرافة ” ، ومن المعلوم أن الغيب المطلق لا يعلمه إلا الله ، وكل من يعلم ما قد يحدث في المستقبل فإما أن يتلقى ذلك من عالم الغيب والشهادة ، فيصدق ، ويحصل ما أخبر عنه ، وإما أن يتلقى ذلك من الشياطين ، فيكذب ، ولا يحدث ما أخبر عنه .
ويتوصل بعض المشعوذين لقلوب وعقول العامة ممن يصدقهم بطرق ، منها زعمه أنه يعرف المستقبل بالنظر في النجوم ، أو بالخط بالرمل ، أو بقراءة الكف ، أو من خلال فنجان القهوة ! وغير ذلك من الطرق ، والتي تتجدد بتجدد الزمان .
وقراءة الكف التي ذكرها العلماء فيما ذكروا من طرق العرَّافين الكهَّان ليست هي ما ذُكر في السؤال ، بل هي أن يأتي العراف أو الكاهن إلى رجل – أو امرأة – فينظر في كفه – أو كفها – فيخبره بما يحدث معه مستقبلاً ! وهذا من الكذب على الله ، ومن ذهب لهذا الكاهن أو العراف فهو متوعد بحرمان أجر الصلاة أربعين يوماً إن ذهب لمجرد التسلية ، أو لفضول النظر والمشاهدة ، أما إن اعتقد أن هذا الكاهن يعلم الغيب فعلاً : فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، ومما أُنزل على محمَّد صلى الله عليه وسلم : قوله تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) النمل/ 65 ، وإذا كانت هذه حال السائل فكيف المسئول ؟! .
ويُنظر تفصيل هذا في أجوبة الأسئلة : (8291 ) و (32863 ) و (45569 ) و (12578 ) .
ثانياً:
أما ما ذُكر في السؤال فهو ذِكر صفات وأخلاق لمن كانت كفه على صفة معيَّنة ، وهذا أمر قديم معروف ، وهو مذكور في أقسام الفراسة ، وهي ” الاستدلال بالخَلْق على الخُلُق ” ، فيقولون : طويل القامة فيه صفة كذا ، وقصيرها فيه صفة كذا ، ومن كان طويل الرقبة فهو يدل على كذا ، وهكذا ، فهم يتوصلون لمعرفة خُلق الإنسان بمعرفة خِلقته ، وهذه مواهب يهبها الله تعالى لبعض خَلقه ، كما قال ذلك الأعرابي : ” أنا إذا رأيت الرجل من قفاه عرفت خُلُقه ” ، فقيل له : فكيف إذا رأيتَ وجهه ؟ قال : ذاك كتاب أقرأه ! .
قال ابن القيم رحمه الله :
“الفراسة الثالثة : الفراسة الخَلْقية ، وهي التي صنف فيها الأطباء وغيرهم ، واستدلوا بالخَلْق على الخُلُق ؛ لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله ، كالاستدلال بصغَر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل ، وبكبَره ، وبسعة الصدر ، وبُعد ما بين جانبيه : على سعة خُلُق صاحبه ، واحتماله ، وبسطته ، وبضيقه على ضيقه ، وبخمود العين ، وكلال نظرها : على بلادة صاحبها ، وضعف حرارة قلبه ، وبشدة بياضها مع إشرابه بحمرة – وهو الشكل – : على شجاعته ، وإقدامه ، وفطنته ، وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها : على خيانته ، ومكره ، وخداعه .
ومعظم تعلق الفراسة بالعين ؛ فإنها مرآة القلب ، وعنوان ما فيه ، ثم باللسان ؛ فإنه رسوله ، وترجمانه .
وبالاستدلال بزرقتها مع شقرة صاحبها على رداءته ، وبالوحشة التي ترى عليها : على سوء داخله ، وفساد طويته ، وكالاستدلال بإفراط الشعر في السبوطة : على البلادة ، وبإفراطه في الجعودة : على الشر ، وباعتداله : على اعتدال صاحبه .
وأصل هذه الفراسة : أن اعتدال الخلقة والصورة : هو من اعتدال المزاج والروح ، وعن اعتدالها يكون اعتدال الأخلاق ، والأفعال ، وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال : يقع الانحراف في الأخلاق والأعمال ، هذا إذا خليت النفس وطبيعتها” انتهى .
” مدارج السالكين ” ( 2 / 487 ، 488 ) .
وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله في كتابه ” كتاب الحمقى والمغفلين ” أن ” صفات الأحمق تنقسم إلى قسمين : أحدهما من حيث الصورة ، والثاني من حيث الخصال والأفعال .
ومن صفات الأحمق : صغر الأذن ، ويُعرف الأحمق بمشيه ، وتردده ، وكلام الأحمق أقوى الأدلة على حمقه ” انتهى .
وهذه قد تخطئ ، وقد تصيب ، وهي مشتركة بين المسلم والكافر ، وهي نفسها الواردة في السؤال .

ثالثاً:
ما ذُكر في السؤال ليس علماً يُرجع إليه ، وليس أمراً قطعيّاً حتى لا يكون قابلاً للنقاش ، ويمكننا نقضه بما يلي :
1. من المعلوم أن الله تعالى قد بعث المرسلين لهداية الناس ، وإنقاذهم من الشرك ، كما أرسلوا لدلالة الناس على الأخلاق الحميدة ، وتخليص النفوس من شرها ، وقد استجاب كثيرون ، ولا يزال يستجيب كثيرون لما تدلهم عليه أحكام شرعنا المطهَّر ، وهؤلاء – لا شك – تختلف أحوال صفات أكفهم ، فماذا تنفع تلك الأحوال المذكورة في السؤال مع ما نراه من تغير أحوال أصحابها ؛ لاستجابتهم لشرع الله ، أو لمعاشرتهم لأهل فضل وخير يغيِّرون لهم من أخلاقهم ؟! .
قال ابن القيم رحمه الله وهو تتمة للكلام السابق المنقول عنه – :
“ولكن صاحب الصورة والخِلقة المعتدلة ، يكتسب بالمقارنة والمعاشرة أخلاق من يقارنه ويعاشره ، ولو أنه من الحيوان البهيم ، فيصير من أخبث الناس أخلاقاً وأفعالاً ، وتعود له تلك طباعاً ، ويتعذر – أو يتعسر – عليه الانتقال عنها .
وكذلك صاحب الخِلقة والصورة المنحرفة عن الاعتدال ، يكتسب بصحبة الكاملين – بخلطتهم – أخلاقاً وأفعالا شريفة ، تصير له كالطبيعة ؛ فإن العوائد ، والمزاولات تعطي الملكات والأخلاق .
فليتأمل هذا الموضع ، ولا يعجل بالقضاء بالفراسة دونه ؛ فإن القاضي حينئذ يكون خطؤه كثيراً ؛ فإن هذه العلامات أسباب لا موجبة ، وقد تتخلف عنها أحكامها ، لفوات شرط ، أو لوجود مانع” انتهى .
” مدارج السالكين ” ( 2 / 488 ) .
2. ماذا لو كانت اليد الواحدة لها أكثر من صفة ؟! فقد تكون اليد كبيرة وقاسية ، وقد تكون صغيرة ولينة ، بل قد تكون للكف الواحدة ثلاث صفات ، فكيف سيكون الحكم على صاحبها ، وخاصة إن كان هناك تباين أو تضاد في صفاتها ؟! .
3. من المعلوم أن أصحاب هذه الصفات للأيدي قد يكونون صغاراً في سنهم وقد يكونون كباراً ، وقد يكونون ذكوراً ، وقد يكونون إناثاً ، وقد يكونون سليمي الأعضاء ، وقد يكونون من المعوَّقين ، فكيف ستكون لهم كلهم تلك الصفات يشتركون فيها ، مع تباين أحوالهم ، وأعمارهم ؟! .
والخلاصة :
أن ما ذُكر في السؤال له أصل من كلام العرب ، وليس هو من العلوم الحديثة ، ولا القطعية ، ولا ينبغي الجزم بصحة ما فيه .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android