0 / 0

حكم عمل المرأة مذيعة في الإذاعة والتليفزيون

السؤال: 111839

ما حكم عمل المرأة مذيعة في الإذاعة أو التليفزيون؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
جاء الشرع بتدابير عديدة تحمي المجتمع من الفتن ومن انحلال الأخلاق ، ولا شك أن خروج المرأة من بيتها ومخالطتها للرجال وتكسرها في الكلام مع كونها في أكمل ما يكون من الزينة ، كل ذلك من أعظم أسباب الفتن ، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ) رواه البخاري (5096) . وقال صلى الله عليه وسلم : (فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ) رواه مسلم (2742) .
وإذا نظرنا إلى الواقع ازداد يقيننا بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فالدول والمجتمعات ـ الإسلامية وغير الإسلامية ـ التي خرجت نساؤها وتبذلت واختلطت بالرجال لم تَجْنِ من وراء ذلك إلا الشر ، والانحلال الخلقي ، وكثرة اللقطاء .
وقد أشارت إحصائية حديثة إلى أنه للمرة الأولى في التاريخ تتجاوز نسبة المواليد غير الشرعيين في بريطانيا نسبة المواليد الذين ولدوا داخل مؤسسة الزواج ، وفي هذا عبرة لمن يعتبر .
وفي أمريكا توضح الإحصائيات إلى أنه من 70-90% من الموظفات العاملات ارتكبت معهن فاحشة الزنا . “مجلة الدعوة” عدد (1783) .
وقد حَذَّر بعض العقلاء من ذلك ، ولكن … لا حياة لمن تنادي .
فقد قالت الكاتبة الإنجليزية الشهيرة (اللادي كوك) في جريدة (الأيكو) :
“على قدر الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا، ولا يخفى ما في هذا من البلاء العظيم على المرأة، فيا أيها الآباء لا يغرنكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن في المعامل ونحوها، ومصيرهن إلى ما ذكرنا ، فعلموهن الابتعاد عن الرجال، إذ دلنا الإحصاء على أن البلاء الناتج من الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء، ألم تروا أن أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات في المعامل ومن الخادمات في البيوت ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار.
ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعاف ما نرى الآن” انتهى .
“الإسلام روح المدنية” لمصطفى الغلايينى (ص212) .
ثانياً :
جاء الإسلام وقد أمر المرأة بما هو أكمل في المحافظة على صيانتها وعفتها ، وصيانة المجتمع مما قد يضره ، ومن ذلك : أنه نهاها عن الجهر بالقول أمام الرجال الأجانب عنها ، إلا إذا وجدت حاجة ملحة لذلك .
ففي صلاة الجماعة إذا أخطأ الإمام ، ينبهه الرجال بالتسبيح ، والنساء بالتصفيق ، حتى لا تجهر بصوتها في مجمع الرجال ، مع أنهم في عبادة عظيمة هي أعظم عبادات الإسلام .
والمرأة المحرمة بحج أو عمرة لا تجهر بالتلبية إلا بقدر ما تسمع رفيقاتها فقط .
ولا شك أن عمل المذيعة منافٍ لذلك أعظم المنافاة ، إذ يسمعها آلاف أو مئات الآلاف من الرجال الأجانب عنها ، من غير ضرورة ولا حاجة ماسة لذلك .
فقد رأينا وسمعنا المرأة مذيعة لنشرة الأخبار ، ومقدمة برامج رياضية واقتصادية ، ودينية ، فما هو الداعي أو الضرورة لذلك ؟ أليس هناك من الرجال من يقوم بذلك على وجه أكمل وأحسن ؟
ثالثاً :
أما إذا نظرنا إلى عمل المرأة مذيعة في التليفزيون فهو يتضمن مجموعة من المخالفات الشرعية :
1- اختلاطها بالرجال الأجانب عنها ، كالمصور ، والمخرج ، والمنتج … وغيرهم من العاملين معها ، بل قد تقع كثيراً في الخلوة المحرمة مع أحد هؤلاء .
2- ضرورة كشفها للوجه ، مع تزينها وتجملها بأبهى ما تستطيع من الزينة ، والله تعالى قد قال عن العجائز من النساء : (وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ) النور/60 . فكيف يجوز للمرأة الشابة أن تظهر بكامل زينتها أمام مئات الآلاف من الرجال الأجانب عنها ؟
3- تكسر كثير منهن في الكلام ، وكلهن يكن جميلات الأصوات ـ فهذا من أساسيات اختيارها مذيعة ـ وجمال صوت المرأة يوقع في الفتنة ، فكيف إذا انضم إليه تكسرها وميوعتها في الكلام ، والله تعالى يقول : (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) الأحزاب/32 .
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
“المرأة لا يجوز لها مخاطبة الرجال الذين ليسوا محارم لها إلا عند الحاجة ، وبصوت ليس فيه إثارة ، ولا تبسط في الكلام معهم زيادة عن الحاجة” انتهى .
“فتاوى المرأة المسلمة” (1/432) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل يجوز للمرأة أن تعمل مذيعة يسمع صوتها الأجانب ؟
فأجاب :
“إن المرأة في الإذاعة تختلط بالرجال بلا شك ، وربما تبقى مع الرجل وحده في غرفة الإرسال ، وهذا لا شك أنه منكر ، وأنه محرم ، وقد ثبت عن النبي الصلاة والسلام أنه قال : (لا يخلون رجل بامرأة) ولا يحل هذا أبداً ، ثم إن المعروف أن المرأة التي تذيع تحرص على أن تجمل صوتها ، وتجعله جذاباً فاتناً ، وهذا أيضاً من البلاء الذي يجب تجنبه لما فيه من الفتنة . وفي الرجال .. الشباب والكهول ما يغني عن ذلك ، فصوت الرجل أقوى من المرأة وأبين وأظهر” انتهى .
“فتاوى المرأة المسلمة” (1/433، 434) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android