بما أنني في حالة استياء بعد ما فكرت أنني عملت عملا جيدا ، هذا الذي حدث عندما كنت أعمل في مكان ما ، وتركت سيارتي ، جاءني أحد المارة ، وقال لي هل ستشتري بعض أعواد البخور فتساعدني ؟ أعطاني علبتين ، وأخذ مني درهمين ، ثم قال لي "بما أنه شتاء فهل يمكن أن تشتري لي بطانية ؟ " أعطيته 50 درهما ، فكان سعيدا ثم أخبرني أنه ليس لديه عمل و عليه أن يدفع إيجار البيت ، وهذا هو السبب الذي جعله يبيع أعواد البخور. لم يكن عندي مانع أن أعطيه 100 درهم أخرى ، ثم قال لي إنه يلبس جاكيت أعطاه إياه رجل ، فقلت له أحب أن أعطيك جاكيت ما دام أنه ليس معك والجو بارد ، ثم قال جيد أن أعطيه لكي يهبه لأولاده . عندها أعطيته جاكيتي الذي كان في السيارة وأخبرته أنه ليس مغسول ، فقال ليس مشكلة وأخذه . لست مباليا بكل ما فعلت وخاصة المال ، إلا أنني عندما عدت سألت أمي هل بإمكاننا أن نعطي ملابس من ملابسنا لشخص ما ، أجابتني بإجابة هزت حياتي ، قالت : لا تعط أحد لباسا إذا لم يغسل ، وخاصة في الليل ، و أخبرتني بقصة رجل الذي بركته كاملة مسحت ، بل إنه لم يملك ملابس ليلبس طوال العام . يا شيخ لقد شعرت فقط بأسف على ذلك الشخص وأردت أن أساعده ، والآن أشعر بحالة الأسى. أرجو النصيحة عما يمكنني فعله في هذه المسألة .
التصدق بالملابس المستعملة ، من غير غسلها !!
السؤال: 114257
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أخانا الكريم أحسنت – أحسن الله إليك – فيما فعلت من مساعدة هذا المسكين ، قال تعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة/261-262 ، وقال الله تعالى : ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) سبأ/39 .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفىء غضب الرب ، وصلة الرحم تزيد في العمر ) رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن ، وقال عنه الألباني : " حسن لغيره " انتهى .
"صحيح الترغيب والترهيب" (1/216) .
وأما ما أمرت به أمك ، فليس له أصل في الدين ، ولا فرق بين أن يتصدق الإنسان بجديد ، أو بما هو عنده من الثياب المستعملة ، ولو لم تغسل .
وأما قصة الذي غسلت بركته ، كما ذكرت ، فلا شك أنها من قصص أهل الجهل والخرافة ، والبركة ليست في الملابس ، بل البركة في الدين ، واتباع سيد المرسلين ، ولا يجوز التبرك بشيء من ملابس شخص ، أو جسده ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
غير أن الذي ننصح به أن يتحرى الإنسان بصدقته أهل الحاجة المتعففين عن السؤال ، أو من يغلب على ظنه الصدق في المسألة ، ولا يسأل أموال الناس تكثرا ، ويتخذها مهنة يأكل بها أموال الناس بالباطل ، فإن جهل حال السائل ، فله أن يعطيه بقدر ما يدفع عنه مسألته ، أو يغلب على ظنه الوفاء بحاجته ، إن كان ذا حاجة .
على أنه إذا قدر أن السائل كان كاذبا ، فإن ذلك لا يضرك عند الله ، ولا ينقص أجرك ، إن شاء الله ، ما دمت أخرجت هذه الصدقة لله ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ وَعَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ ، فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ ) رواه البخاري (1421) .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب