تنزيل
0 / 0

هل يؤثر اسم الطفلة على صحتها ؟

السؤال: 116400

رزقنا بطفلة مؤخراً ، وأسميناها ” دانية فاطمة ” ، وهي تمرض باستمرار منذ مولدها ، ويدعي البعض أن هذا الاسم لا يناسبها ، وعلينا تغييره ، فهل بوسعكم رجاءً إخباري بمدى صحة هذا القول من الناحية الشرعية .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا نرى في الاسم المركب : ” دانية فاطمة ” أي مانع شرعي ، فمعناه مقبول مذكور في
القرآن الكريم ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى : ( فهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . فِي
جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ )
الحاقة/21-23.

قال البراء بن عازب رضي الله عنه : ” أي قريبة ، يتناولها أحدهم وهو نائم على سريره
” انتهى . “تفسير القرآن العظيم” (8/214) .

فإذا سميت الفتاة بـ ” دانية ” تفاؤلا بقربها من الخير واللين والسهولة : فلا حرج
في ذلك ، فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (
حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ )
رواه أحمد (1/415) وحسنه محققو المسند .

ولا نرى أي علاقة بين اسم ابنتكم وبين كثرة الأمراض التي تلحقها ؛ فالمرض من قدر
الله سبحانه وتعالى ، وهو ابتلاء منه عز وجل ، كتبه على البشر في هذه الدنيا ،
وجعله خيراً للمؤمنين ، وعقاباً على الكافرين .
وليس لاسم الإنسان تأثير فيه ، اللهم إلا من الناحية النفسية :
وقد سبق في موقعنا شرح هذه المسألة في جواب السؤال رقم : (14626)
، وبينا ما ذكره العلماء أن لكل امرئ من اسمه نصيبًا ، وبعض الشواهد من السنة
النبوية على ذلك .
ولكن ينبغي التنبيه إلى أن العلماء لا يقصدون تقرير أن الاسم مؤثر في الأقدار ،
وأنه سبب كوني مستقل كسائر الأسباب ، وإنما يقصدون بذلك أن للنفس تأثراً بالغاً
باسمها الذي تحمله لكثرة تكراره في مسامعها ، ولكونه أصبح عَلَمًا تُعرف به ، فإذا
كان الاسم يحمل معنىً إيجابياً خَيِّرًا أثَّر تَكراره في النفس الحضَّ على امتثال
هذا المعنى ، والعكس كذلك صحيح ، فالأمر يعود إلى انطباع النفس بما يحمله ذلك الاسم
من معنى ، حتى يصير ذلك عادة لها وسجية .
ولكننا ننبه هنا – من باب الاحتياط – إلى تخوفنا من أن تكون تسمية البنت بـ ” دانية
فاطمة ” يقصد بها ـ في عرفكم ولغتكم ـ إضافة عبودية أو ملك أو رزق أو تدبير أمر هذه
المولودة إلى السيدة فاطمة رضي الله عنها ، بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أنها
قريبة منها ، يعني : في جوارها .
فإذا كان هذا هو الواقع والمراد ، وكان ذلك المعنى معروفاً في بلادكم ولغتكم ، فهو
اسم محرَّمٌ حينئذ ، يجب تغييره ، ولا يستبعد أن يكون مرض الطفلة له علاقة بهذا
المقصد الشركي في مثل هذه الأسماء ، فمن تعلَّق شيئاً وُكل إليه ، ومن لم يعترف لله
بالألوهية والربوبية المطلقة أسلمه الله إلى ضعف بشريته وهوان نفسه .
والحاصل أننا لا ننصحكم بتغيير هذا الاسم لعلاج ابنتكم ، إلا إذا قصد به إضافة
شركية للسيدة فاطمة رضي الله عنها أو غيرها من البشر ، وإنما يكون العلاج ببذل
الأسباب الحقيقية الطبية ، وكثرة الدعاء لها ، والصدقة عنها ، واحتساب أمرها عند
الله عز وجل .
نسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يمن عليها بالشفاء العاجل من عنده سبحانه
.
والله أعلم .

 

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android