طرح عليَّ زملائي في العمل هذا السؤال : لماذا لم يدع موسى عليه السلام القوم العاكفين عن الأصنام عندما مر مع قومه معهم ؟
لماذا لم ينكر موسى عليه السلام على القوم العاكفين على الأصنام ؟
السؤال: 118869
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الأصل الذي دلت عليه الأدلة هو وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لكن يسقط الوجوب مع العجز ، أو لخوف ترتب مفسدة أعظم ، ثم إنكار المنكر على مراتب: باليد ثم باللسان ، ثم بالقلب .
هذا هو الأصل العام ، ولا يشكل عليه ما جاء في قصة موسى عليه السلام التي ذكرت ، فإن القرآن الكريم لم يقص علينا كل سيرة موسى عليه السلام ، بالتفصيل ، وإنما قص علينا بعضها مما فيه منفعة وعبرة لنا ، وفي القصة التي ذكرتها ، لم يذكر القرآن الكريم أن موسى عليه السلام أنكر على هؤلاء الذين يعبدون الأصنام ، والقرآن أيضاً لم ينف حصول ذلك ، وعلى هذا ، فلا يجوز لأحد أن يثبت ذلك ولا أن ينفيه .
لأننا لا ندري ما حدث ، والقرآن لم يذكر لنا ذلك ، فيحتمل أن موسى عليه السلام ، أنكر عليهم أو أرسل إليهم من أنكر عليهم ، باللسان أو باليد ، ولم يذكره القرآن ؛ لأن السياق كان في بيان حال بني إسرائيل ، وجهلهم وغفلتهم ، ومقابلتهم النعمة بالإساءة ، فلم يمض وقت على معاينتهم لهلاك فرعون ، ونجاتهم من الغرق ، وهذا من أعظم النعم عليهم ، حتى طلبوا الشرك من موسى عليه السلام وقالوا : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة .
ويحتمل أنه عليه السلام لم ينكر عليهم ، لسبب رآه في ذلك .
والحاصل : أننا لا يمكننا إثبات ذلك أو نفيه ، وعندنا من شرعنا ( الكتاب والسنة ) ما يدل دلالة قطعية على أن تغيير المنكر وإنكاره واجب باليد لمن استطاع ذلك ، ثم باللسان لمن لم يستطع تغييره باليد ، ثم بالقلب لمن لم يستطع إنكاره بالقلب .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب