هل الاجتماع لمدارسة القرآن في بيت أحدنا يوم الجمعة لا تجوز على الرغم من كوننا نصل للجامع قبل صعود الخطيب بربع ساعة مع الدليل ؟
يتدارسون القرآن في البيت ويأتون الجمعة قبل صعود الخطيب بربع ساعة
السؤال: 119592
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
الاجتماع لمدارسة القرآن يوم الجمعة ، إن كان المقصود به أن يقرأ أحدكم ويستمع الباقون ، أو يقرأ كل منكم على التناوب ، فلا حرج في ذلك ، بل هذا من الاجتماع النافع ، بشرط ألا يكون تخصيص ذلك بالجمعة لاعتقاد فضل معين ، فإن ذلك لم يرد في الشرع ، لكن إن كان ذلك لأنه وقت فراغكم وأجازتكم فلا بأس .
وأما قراءة القرآن جماعة بصوت واحد ، فغير مشروعة وأقل أحوالها الكراهة ، وينظر جواب السؤال رقم (4039) .
ثانيا :
ينبغي التبكير للجمعة ؛ لما في ذلك من الثواب العظيم والأجر الكبير ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ راح في الساعة الأولى فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ) رواه البخاري (881) ومسلم (850) .
وهذه الساعات تبدأ من طلوع الشمس ، كما هو مذهب الشافعي وأحمد .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” أما بالنسبة لساعة الجمعة فاقسم ما بين طلوع الشمس إلى مجيء الإمام خمسة أقسام شتاءً أو صيفاً ، القسم الأول الساعة الأولى ، الثاني الساعة الثانية وهكذا ، ولهذا تختلف الساعات طولاً وقصراً بحسب طول النهار وقصره ” انتهى من “لقاء الباب المفتوح” (لقاء رقم /235) .
وينظر جواب السؤال رقم (60318) .
وروى النسائي (1381) وأبو داود (345) والترمذي (496) وابن ماجه (1087) عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ وَغَدَا وَابْتَكَرَ وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا ) وصححه الألباني في صحيح النسائي .
ووصولكم إلى الجامع قبل صعود الخطيب بربع ساعة لا يعد تبكيرا ، بل هو في الساعة الخامسة ، ولهذا ينبغي أن تبكروا إلى المسجد ، فإن أمكن تغيير هذا الموعد إلى ما بعد صلاة الجمعة مثلاً ، فهذا هو الأفضل والأولى ، حتى تكونوا حافظتم على الخيرين : التبكير إلى صلاة الجمعة ، ومدارسة القرآن الكريم .
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة