السؤل :
لي صديق كثيرا ما يتحدث في أعراض الناس ، وقد نصحته ولكن دون جدوى ، ويبدو أنها أصبحت عادة عنده ، وأحيانا يكون كلامه في الناس عن حسن نية ، فهل يجوز هجره ؟
هجر المغتاب
السؤال: 120230
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
” الكلام في أعراض المسلمين بما يكرهون منكر عظيم ، ومن الغيبة المحرمة ، بل من كبائر الذنوب ؛ لقول الله سبحانه : ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) الحجرات/12 .
ولما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أتدرون ما الغيبة ؟ فقالوا الله ورسوله أعلم ، فقال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : يا رسول الله ، إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته ) .
وصح عنه صلى الله عليه وسلم ( أنه لما عرج به مر على قوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم ، فقال : يا جبريل من هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم ) أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد جيد عن أنس رضي الله عنه ، وقال العلامة ابن مفلح : إسناده صحيح ، قال : وخرج أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة مرفوعا : ( إن من الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق ) .
والواجب عليك وعلى غيرك من المسلمين عدم مجالسة من يغتاب المسلمين مع نصيحته والإنكار عليه ؛ لقول النبي : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم في صحيحه .
فإن لم يمتثل فاترك مجالسته ؛ لأن ذلك من تمام الإنكار عليه .
أصلح الله حال المسلمين ووفقهم لما فيه سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة ” انتهى .
“مجموع فتاوى ومقالات متنوعة” للشيخ ابن باز (5/401) .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب