0 / 0

“تمارين النظر المغنطيسي” و “تمارين التنفس العميق”

السؤال: 126176

1. ما حكم الإسلام في تعلم تمارين ” النظر المغناطيسي ” من أجل تقوية العينين ، وتقوية التركيز الفكري ، واستخدامها في الحياة العملية ؟ .
2. وما حكم الإسلام في تعلم تمارين ” التنفس العميق ” لعلاج القلق ، والضغوطات النفسية ، وتقوية الإرادة ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

تمارين ” النظر المغناطيسي ” – ويطلق عليه كذلك ” النظر الممغنط ” – هي إحدى الترهات التي تسوَّق من خلال خديعة الناس وجعلهم يعيشون في أوهام التقدم ، والرقي ، والطاقة الفعَّالة ، وقوة الشخصية ، وغير ذلك مما يعقد لكل فرع منها دورات بآلاف الدنانير .

واعتماد مدَّعي هذه النظرية كان – كالعادة – على كلام لأحدِ كفَّار الغرب ، أو مخرفي الشرق ، وهذا الكلام هو المسطور في كتاب ” القوة الفكرية في المغناطيسية الحيوية ” تأليف : الأمريكي ” وليم ووكر أتكنسون ” .

وبالنظر في مقتطفات في الكتاب نجد أنه لا يخرج عن تسويق الأوهام ، والخيالات ، والخرافات ، وهو يرسم الطريق لمن أراد إتقان ” التنويم المغناطيسي ” وهو ضرب من ضروب الكهانة والدجل ، كما بيناه في جواب السؤال رقم : (12631) .

وقد سوق بعضهم لهذه النظرية على أنها حقيقة علمية لا تقبل النقاش والجدال ، وكعادة هؤلاء فإنهم ينظرون لمخالفيهم نظر ازدراء ، ويتهمونهم بالتخلف ، والناظر لهؤلاء وعلمهم المزعوم يرثي لحالهم ، فبعض أساطين هذه العلوم تخلوا عنها ، وبعضهم اكتشف دجله ، وبعضهم تبين أنه يسوق لعقيدة وثنية ، وكثيرون كان هدفهم المال ، وقد حصلوا عليه بتسويق كتبهم باهظة الثمن ، وعقد الدورات بأغلى الأسعار .

وحتى يتم التسويق لتمارين ” النظر المغناطيسي ” فلا بد من إيهام المتدرب أنه سيحوز على علم لا يبدله بمال الدنيا ! ولم لا وهو سيؤثر في المخاطَب ، وسيكسبه من طاقته ، أو يسحب منه طاقته ، ويؤثر على عقله ، بل تعدى ذلك إلى التأثير على الحيوانات المفترسة ! فإنها ستفر من أمام من ينظر إليها ممن أكسب عينيه ” القوة المغناطيسية ” !

وهذه مقتطفات مما جاء في ذلك الكتاب :

1. ” وستشعر بالتدريج بلذة هذه الاختبارات عندماتطبقها على الأشخاص الذين يلوذون بك ! ويتحقق لديك أنهم لا يقوون على احتمال حدةنظراتك التي تصوبها إليهم ، ويشعرون ببعض القشعريرة إذا حدجتهم ببصرك بضع دقائق ” .

2. وقال :

” ومتى حصلت على هذه النتيجة ، واكتسبت البصر الـممغنط : لن ترغـب في استبداله ، ولا بمال العالم ” .

3. وقال :

” ومتى وصلت إلى هذه الدرجة دون أن تغرورق عيناكبالدموع : فتأكد أن نظرك قد حاز على القوة المغنطيسية المطلوبة , وبها تستطيع التأثير على مخاطبك , حتى إن الحيوانات سوف تضطرب من نظراتك ، وتفزع منها ! ” .

” تستطيع أيضا أن تجرِّب قوة نظرك في أي حيوان ، وستتحقق من أنه يخشاك ، ويفر من أمامك فزعاً ” .

4. ومما في الكتاب من الفجور :

” ولا تقنط من الوصول إلى غرضك ، بل ثابر على العمل فمن لم يخاطر بشيء لا ينال شيئاً ، كما أن القلب الخائف الوجل لا يربح حب المرأة الجميلة ! .

وإذا صدقنا المثل القائل “ما فاز باللذة إلا الجسور” : لوجب علينا أن نعلم أن من الناس من يستسلم بسهولة والبعـض بصعـوبة ، فيجب إذن المثـابرة ، والثبات لنيل المراد .

لا تكتفي بكلمة ” كـلا ” جواباً على سؤالـك ، بل تمشي في الأفعال ، كما تتمشى مع امرأة جميلة ! تتحبب إليها ، فتتدلل عليك ، وبلا شك أنها كلما تجنبت ورفضـت مبادلتها غرامك : كلما زدت هياماً بها ! ولم تأبه برفضها مرة ، وثانية ، وثالثة ” .

وملخص التمرين : هو تحديق النظر بالتدرج نحو بقعة ، وإبقاء العين مفتوحة من غير أن ترمش ، ويستمر على ذلك لأيام حتى يصل إلى القدرة على التحديق ربع ساعة من غير أن ترمش عيناه ! .

وقد سئل الدكتور وهبه الزحيلي وفقه الله :

هل علوم ” الميتافيزقيا ” حرام ؟ هل علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو حرام ؟ وهي ” التلبثة ” – التواصل عن بُعد – ، ” قراءة الأفكار ” telepahtic، ” الخروج الأثيري عن الجسد ” out of body experience، ” تحريك الأشياء بالنظر ” ، ” النظر المغناطيسي ” ، ” اليوجا ، و ” التنويم الإيحائي ” ، ” التاي شي ” ، ” الريكي ” ، ” التشي كونغ ” ، ” المايكروبيوتك ” ، ” الشكرات ” ، ” الطاقة الكونية ” ، ” مسارات الطاقة ” ، ” الين واليانغ ” ؛ لأني وجدت موقعاً يحرِّمها – موقع الأستاذة فوز كردي – السعودية – ؟ .

فأجاب :

“هذه وسائل وهمية ، وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة ، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها ، سواء بالخيال ، أو الفعل ، فإن مصدر العلم الغيبي : هو الله وحده ، ومن اعتمد على هذه الشعوذات : كفر بالله ، وبالوحي ، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف ، والكاهن ، ونحوهما” انتهى من موقع الشيخ على الشبكة .

وللفائدة : فإن نظرية ” المغنيطسية الحيوانية ” هي أقدم بكثير من زمن ذلك المدعي لاكتشافها ، وهي تسمى هكذا أصلاً ، وقد حرِّفت الكلمة في بعض الترجمات العربية إلى ” الحيوية ” ! حتى إن مترجماً صرَّح بذلك فقال : ” لا أدري لمَ نجد في الترجمة العربية للكتاب استخدام لفظ ” المغناطيسية الحيوانية ” ، ولقد استبدلتهابـ ” المغناطيسية الحيوية ” !؛ لأنني وجدت ذلك أفضل ! “.

وأول من قال بهذه النظرية هو طبيب نمساوي ، وقد ثبت بحكم لجان طبية كذب هذه النظرية ، وعدم ثبوت شفاء مرضى بها ، وأن من شُفي منهم فإنما هو وليد خياله ! .

وقد جاء في ” الموسوعة العربية العالمية ” :

” المسمرية ” :

يُعزى التطور العلمي للتنويم المغنطيسي إلى جهود ” فرانز أنطون مسمر ” ، وهو طبيب نمساوي ، اشتهر خلال السبعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي ، وقد أطلق على نظريته ” المغنطيسية الحيوانية ” .

اعتقد بعض الناس يومئذ أن المرض ينشأ ويتطور عندما يُقطع سبيل سوائل مغنطيسية خفية ، أو يساء توزيعها ، واستخدم مسمر حوض استحمام وعصيّاً مغنطيسية ؛ لتوجيه السوائل المزعومة نحو مرضاه ، وادّعى كثير من المرضى شفاءهم بهذه المعالجة .

وفي عام 1784م تشكّلت لجنة فرنسية للتحقيق في مزاعم ” مسمر ” ، وأتباعه ، وقررت اللجنة أنه لا وجود للسوائل المغنطيسية ! وفُسرت حالات الشفاء بأنها : وليدة خيالات المرضى ! .

ساعد كثير من مرضى ” مسمر ” ، وطلابه ، على نشر فكرة ” المغنطيسية الحيوانية ” ، حتى صارت تدعى بـ ” المسمرية ” .

واصل تلاميذ هذه المدرسة إجراء تجاربهم باستخدام بعض وسائله ، لكن سرعان ما اكتشف بعضهم أنه لا لزوم للمغنطيسات ، أو السوائل . انتهى .

ثانياً :

أما تمارين ” التنفس العميق ” فلا تخرج عن صاحبتها السابقة من حيث المبالغة ، والتهويل ، وهي من الفروع التابعة للبرمجة العصبية ، ومن دعايات هذه التمارين :

” التنفس العميق يعالج كل شيء ! ” ، ” التنفس العميق يحافظ على صحتك ! ” ، ” التنفس العميق يطيل العمُر ! ” ، ” التنفس العميق يشحن جهاز الإثارة ! ” ، ” التنفس العميق يقضي على المشاكل ! ” ، وكل ذلك من المبالغات ، والتهويلات ، وقد يكون هناك بعض فوائد لمثل هذا العمل ، لكن ليس له تلك الآثار المنسوبة له ، بل هناك من ينبه على خطر المداومة على هذه التمارين ، أو المبالغة في أدائها ؛ وأن ذلك يزيد في عدد ضربات القلب ، ويسبب الدوار لصاحبه .

والعجيب أن كثيراً من هؤلاء المفتونين بتلك الحضارة الزائفة ، وبتلك العلوم القائمة على الوهم والخيال يخجل أحدهم من ذِكر آيات من القرآن ، وأحاديث صحيحة من السنَّة النبوية تدل على العلاج بالعسل ، والحبة السوداء ، والقسط الهندي ، وغير ذلك ، ويحاول كتم هذه النصوص ، وفي الوقت نفسه يعظم تلك الخرافات ، ويجعل من تمارينه وقاية من الأمراض جميعها ! بل وعلاجاً لها إن وقعت .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android