0 / 0
85,45118/01/2009

يقنت عند النازلة بدعاء مناسب للنازلة، ولا يقنت بدعاء القنوت

السؤال: 126258

بعض الأئمة يدعو في قنوت النوازل بالمغفرة والرحمة أو بدعاء القنوت : (اللهم اهدنا فيمن هديت ..) . فما هو المشروع في مثل هذا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

المشروع في قنوت النوازل أن يكون الدعاء مناسباً للنازلة ، فلا يُدعى فيه بدعاء القنوت : (اللهم اهدنا فيمن هديت ..إلخ) .

وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم في النازلة عدة مرات ، وكان دعاؤه مناسباً للنازلة التي يقنت لها ، فلما دعا لنجاة المستضعفين في مكة قال : (اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ ، اللَّهُمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ ، اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ولما دعا على بعض قبائل العرب لشدة عداوتهم لله ورسوله ، قال : (اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ) رواه مسلم (675).
ولما قنت صلى الله عليه وسلم على أحياء من العرب غدروا بسبعين من الصحابة وقتلوهم ، دعا عليهم باللعنة ، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : (قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ) أخرجه وأبو داود (1443) ، وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" (1/280) ، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود .

وفي لفظ لمسلم (679) : (اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ ، وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ ، وَعُصَيَّةَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) .

وفي لفظ للبخاري (4070) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ : (اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"يشرع أن يقنت عند النوازل ، يدعو للمؤمنين ، ويدعو على الكفار ، في الفجر وفي غيرها من الصلوات ، وهكذا كان عمر يقنت لما حارب النصارى بدعائه الذي فيه : (اللهم العن كفرة أهل الكتاب …إلى آخره) .  وكذلك علي رضي الله عنه لما حارب قوما قنت يدعو عليهم ، وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة ، وإذا سمى من يدعو لهم من المؤمنين ومن يدعو عليهم من الكافرين المحاربين كان ذلك حسنا" انتهى .

"مجموع الفتاوى" (22/271) .

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (9/49) :

"ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في النوازل، يدعو على المعتدين من الكفار ، ويدعو للمستضعفين من المسلمين بالخلاص والنجاة من كيد الكافرين وأسرهم" انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (4/45) : "يقنتُ بدُعاءٍ مناسبٍ للنَّازلة التي نزلت، ولهذا كان الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم يدعو في هذا القُنُوتِ بما يناسب النَّازلة ، ولا يدعو فيقول : (اللَّهُمَّ اهْدِني فيمن هَديت) كما يفعله بعضُ العامَّة، ولم يَرِدْ عن الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم أبداً لا في حديث صحيح ولا ضعيف أنه كان يقول: (اللهم اهْدِني فِيمَنْ هَدَيت) في الفرائض، إنما يدعو بالدُّعاء المناسب لتلك النَّازلة، فمرَّةً دعا صلّى الله عليه وسلّم لقوم مِن المستضعفين أنْ ينجِّيهم اللهُ عزّ وجل حتى قدموا" انتهى .

فعلى هذا ؛ يختار المصلي الدعاء المناسب للنازلة ويدعو به .

ومن دعا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه يناسب نازلة المسلمين كأن يقول في مثل مصابنا هذه الأيام : ( اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في غزة ، اللهم انصرهم ، اللهم اشدد وطأتك على اليهود والنصارى ، ومن شايعهم وأعانهم ، اللهم العنهم ، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ) فقد أحسن ؛ لأن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأجمع ما يدعى به .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android