0 / 0

حكم الذكر بالاسم المفرد

السؤال: 126336

هل يجوز ذكر الله بدعاء بعض أسماء الله عز وجل ، كقولنا : ” اللهُ اللهُ ” ، أو أن نقول : ” يا غفورُ يا غفورُ ” ، وأنا أعلم أن قول ” الله الله ” هي بدعة ، لكن ماذا عن قول ” اللهُ اللهُ ” يعني بضم الهاء ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ذكر الله تعالى من أجل ما يُعبد الله به ، ولأجل ذلك كان الذاكر في حاجة إلى معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العبادة ، كما هو في حاجة إلى معرفة ذلك في سائر العبادات .

وليس في سنته صلى الله عليه وسلم الاقتصار في الذكر ولا في الدعاء على لفظ الجلالة : الله ، الله ، لا برفع الهاء ولا بتسكينها ، وليس في سنته كذلك الاقتصار على نداء أسماء الله الحسنى ، كقول بعضهم : يا لطيف ، يا لطيف ، يا لطيف ، أو : يا غفور ، يا غفور ، يا غفور . ثم إن مثل هذا الذكر لا يعد كلاما في اللغة ، ولا له معنى فيها ؛ إنما هو كلمات مفردة ، لا تفيد شيئا .

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

” هذا من البدع ؛ قراءة أسماء الله الحسنى بعد الصلوات واعتياد ذلك ، وترديد كلمة ( يا لطيف ) بعدد معين وبصفة معينة ؛ كل هذا من البدع المحدثة في الإسلام ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ” انتهى.

” المنتقى من فتاوى الفوزان” (2/8)

وانظر جواب السؤال رقم :(9389) ،(26867) .

أما إن أراد السائل الجواب عن استدلال بعضهم بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ ) رواه مسلم (148)، فقد سبق الجواب عليه بتوسع في جواب السؤال رقم : (91305) .                                                                                        

ويقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :

” للعلامة محمد صديق حسن خان رحمه الله تعالى بحث مهم في عدم مشروعية الذكر بالاسم المفرد ( الله ) ، وأنه لا أصل له في الكتاب ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من أهل القرون المفضَّلة .

وهناك نصوص يحتجون بها ولا دلالة فيها : منها قوله تعالى : ( قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ) ، وحديث أنس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض : الله الله ) رواه مسلم والترمذي . وذكره الذهبي في ” السير “، والمراد بهذين النصين قوله : ( لا إله إلا الله ) على طريق الإشارة .

قال محقق ” السير ” : ” وليس في هذا الحديث مستند لمن يُسوِّغ الذكر بالاسم المفرد ؛ لأن المراد منه : أنه لا يبقى في الأرض من يوحد الله توحيداً حقيقياً ويعبده عبادة صادقة ، كما جاء مفسراً في رواية أحمد : ( لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض : لا إله إلا الله ) . وسنده صحيح ، ولم يثبت عنه ، ولا عن صحابته ، ولا عن أحد من القرون المشهود لها بالفضل : أنهم ذكروا الله بالاسم المفرد ” انتهى كلام محقق السير.

ومنها حديث : أسماء بنت عميس – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( ألا أُعلمكِ كلمات تقوليهن عند الكرب : الله الله ربي لا أُشرك به شيئاً ) رواه أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه . وهذا ليس مفرداً ، بل مضاف ، إما تقديراً أو تصريحاً .

ومنها : أثر ابن عباس وأبي الدرداء رضي الله عنهم : ( إن اسم الله الأكبر : رَبِّ ربِّ ) رواه الحاكم ، وسكت عليه الذهبي . وهذا للبيان . والله أعلم ” انتهى.

” معجم المناهي اللفظية” (120-121) .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android