تنزيل
0 / 0

هل تواصل دراستها في مدرسة مختلطة وليس فيها مسلمين؟

السؤال: 126695

بدأت مؤخرا ولله الحمد بالالتزام بالحجاب والعباءة ولكن المشكلة أنني أدرس في مدرسة حكومية مختلطة ، ويكاد المسلمون ينعدمون فيها ، وفي الوقت ذاته لا أستطيع تحمل تكاليف مدرسة إسلامية ، كما أنني لا استطيع تجنب الاختلاط في كثير من الأحيان نظراً لكل هذه الظروف . ، فهل أنتقل إلى مدرسة حكومية أخرى فيها عدد لا بأس به من المسلمين مع العلم أن مشكلة الاختلاط موجودة أيضا هناك ؟ أم أنه يتوجب علي الصبر في البيئة التي أنا فيها حتى يأذن الله بحل ؟ وما واجبي تجاه أصدقائي وصديقاتي ، فلا أريد لمن حولي أن يأخذ انطباع سيء عن الإسلام والمسلمين بأنهم يعتزلون أصدقاءهم ولا يحبون الاجتماع بهم لا سيما وأنهم تقبلوا هذه التغيرات التي طرأت في حياتي ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
نحمد الله تعالى أن وفقك للالتزام بالحجاب ، ونسأله تعالى أن يزيدك هدى وثباتاً على
الحق .
ثانياً :
اختلاط الرجال بالنساء في التعليم أو العمل أو غير ذلك ينطوي على مخاطر ومفاسد
عديدة ، وقد صارت مفاسده وأضراره واضحة لا تنكر ، حتى في البلاد الغربية نفسها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب ” انتهى من
“الاستقامة” (1/361) .
وانظري لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (1200)
.
ويزيد الخطر في المدرسة التي تدرسين بها بسبب عدم وجود مسلمين بها .
وعلى هذا ، فلا يجوز لك الاستمرار في هذه المدرسة ، وإذا وجدت وسيلة مباحة للتعليم
، لا اختلاط فيها ، كالتعليم المفتوح أو غيره … فهذا هو الواجب ، فإن لم يوجد هذا
أو يتيسر فينبغي أن تنتقلي إلى مدرسة أخرى بها مسلمون ، فهذا أقل شراً مما أنت فيه
الآن .
وعليك تجنب مخالطة الرجال ومحادثتهم بقدر الإمكان ، ولتكن صديقاتك من المسلمات فقط
.
وانظري لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (113431)
و (72448) و (45883)
.
أما قولك : وما واجبي تجاه أصدقائي وصديقاتي .. إلخ
فأما الذكور منهم فلا يجوز لك أن تتخذيهم أصدقاء .
وأما صديقاتك فقد ذكرت أنهن غير مسلمات ، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على
حسن اختيار الصديق صاحب الدين والخلق ، لأن الإنسان يتأثر بصديقه ويتشبه به ، فقال
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الْمَرْءُ عَلَى دِينِ
خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) رواه أحمد (7968) وصححه
الألباني في “سلسلة الأحاديث الصحيحة” (927) .
قال في “تحفة الأحوذي” : ” يَعْنِي الْإِنْسَانَ عَلَى عَادَةِ صَاحِبِهِ
وَطَرِيقَتِهِ وَسِيرَتِهِ ، فَلْيَتَأَمَّلْ وَلْيَتَدَبَّرْ مِنْ يصادق ويؤاخي ,
فَمَنْ رَضِيَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ خَالَلَهُ وَمَنْ لَا تَجَنُّبُهُ , فَإِنَّ
الطِّبَاعَ سَرَّاقَةٌ وَالصُّحْبَةُ مُؤَثِّرَةٌ فِي إِصْلَاحِ الْحَالِ
وَإِفْسَادِهِ ” انتهى بتصرف يسير .
وأما قولك : لا أريد لمن حولي أن يأخذ انطباعاً سيئاً عن الإسلام والمسلمين بأنهم
يعتزلون أصـدقاءهم ولا يحبون الاجتماع بهم ، لا سيما وأنهم تقبلوا هذه التغيرات
التي طرأت في حياتي .
فالإسلام لم يأمر المسلم بالعزلة عن الناس وترك الأصدقاء ، ولكن يأمر باعتزال الشر
، والبعد عن مواطن الفتن ، والبعد عمن يجر الإنسان إلى معصية الله .
والمطلوب من المسلم أن يلتزم بالأحكام الشرعية ، وليحسن عرض الإسلام لغير المسلمين
، بأن الإسلام دين العفة والحياء والأخلاق الفاضلة ، ولا يجيز لأتباعه أن ينساقوا
وراء الشهوات والفتن ، والإسلام ينهى عن الفحشاء والمنكر ، ومنها : اختلاط الرجال
بالنساء كما سبق .
نسأل الله تعالى أن يهديك لما فيه خيرك في الدنيا والآخرة .
والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android