يستحب تخير الزوج الصالح حسن الصورة
السؤال: 127173
قرأت حديثًا وأريد أن أعرف صحته ، وما الأحكام المنوطة به ، وما معنى سيء المنظر .
ذكر القرطبي فيما معنى الحديث :
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أولياء الأمور أن لا يزوجوا بناتهم لمن كان قبيح المنظر أو دميم الخلقة .
كما ذكر أيضاً أن امرأة ثابت بن قيس ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم ما تجده من قبح زوجها وأنها لا تطيق أن ترى وجهه ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أتردين عليه مهره ؟ فقالت : وأكثر لو أراد ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : خذ ما أعطيتها وخل سبيلها ، فطلقها .
أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الذي وقفنا عليه من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في اعتبار الجمال
في الخاطب المتقدم للفتاة ، حديثان اثنان :
الحديث الأول :
عن
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(
تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ،
وَلِدِينِهَا ، فَاظفَر بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَت يَدَاكَ )
رواه البخاري (4802) ومسلم (1466)
والعلماء يقولون إن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للرجال هو خطاب للنساء أيضا ،
وقد سبق في موقعنا في جواب الرقم :
(125907) ، بيان استحباب هذه الصفات في الرجال والنساء .
الحديث الثاني :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما :
( أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم
فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتُبُ عَلَيْهِ فِي
خُلُقٍ وَلاَ دِينٍ ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الإِسْلاَمِ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ .
قَالَتْ : نَعَمْ .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اقْبَلِ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا
تَطْلِيقَةً )
رواه البخاري (رقم/5273)
وفي رواية أنها قالت :
يَا
رَسُولَ اللَّهِ ! إِنِّي لاَ أَعْتُبُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلاَ خُلُقٍ ،
وَلَكِنِّي لاَ أُطِيقُهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
فَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ . قَالَتْ نَعَمْ
)
رواه البخاري (رقم/5275)
وقد
ذكر الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث أن من أسباب طلب امرأة ثابت بن قيس الطلاق
منه هو أنه دميم الخلقة . يراجع في ذلك ” فتح الباري ” (9/400)
وهذان الحديثان ليسا صريحين في حث الأولياء على مراعاة جمال صورة من يخطب بناتهم .
ولكن روي ذلك صريحا عن بعض الصحابة والتابعين :
قال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
(
لا تكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح ، فإنهن يُحبِبْنَ ما تحبون )
رواه سعيد بن منصور في سننه (رقم/781)، وابن أبي شيبة في ” المصنف ” (4/94)، وابن
شبة في ” تاريخ المدينة ” (2/338)، وابن أبي الدنيا في ” العيال ” (ص/272)، من طرق
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن الخطاب .
وروي أنه رضي الله عنه أُتِيَ بامرأة شابة زوجوها شيخاً كبيراً فقتلته ، فقال :
(
يا أيها الناس ! اتقوا الله ولينكح الرجل لمته من النساء ، ولتنكح المرأة لمتها من
الرجال ، – يعني : شبهها – )
رواه سعيد بن منصور في سننه (1/210)
وروى ابن أبي الدنيا أيضا في ” العيال ” (ص/275) بسنده عن ابن جريج قال : قلت لعطاء
: أبو بِكرٍ دعاها إلى رجل فهويت غيره ؟ قال : يلحق بهواها .
يقول الغزالي رحمه الله :
”
يجب على الولي أيضا أن يراعي خصال الزوج ، ولينظر لكريمته ، فلا يزوجها ممن ساء
خَلقُهُ أو خُلُقه ، أو ضعف دينه ، أو قصر عن القيام بحقها ، أو كان لا يكافئها في
نسبها .
قال
صلى الله عليه وسلم : ( النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته ) – قال البيهقي في
” السنن الكبرى ” (7/83) : روي مرفوعا والموقوف أصح – .
والاحتياط في حقها أهم ؛ لأنها رقيقة بالنكاح ، لا مخلص لها ، والزوج قادر على
الطلاق بكل حال ، ومهما زوج ابنته ظالما أو فاسقا أو مبتدعا أو شارب خمر فقد جنى
على دينه ، وتعرَّض لسخط الله لما قطع من حق الرحم وسوء الاختيار .
وقال رجل للحسن : قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوجها ؟
قال
: ممن يتقي الله ، فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها ” انتهى.
”
إحياء علوم الدين ” (2/41)
وانظر جواب السؤال رقم :
(5202)،
(6942)
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة