هل يصلي الجنازة على تارك الصلاة؟
السؤال: 127296
هل يتعين علي حضور جنازة من كان يدعي أنه مسلم ( يشهد أن لا إله إلا الله) ولكنه كان يشرب الخمر ، وما صام ولا صلى يوماً في حياته ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
شهود جنازة المسلم ، أي : تغسيله أو تكفينه أو الصلاة عليه أو دفنه، واجب على
الكفاية ، فإن وجد من يقوم به من المسلمين أصبح مستحبا في حقك وليس واجبا .
قال
في “زاد المستقنع” : ” غسل الميت ، وتكفينه ، والصلاة عليه ، ودفنه فرض كفاية “.
قال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه : ” واعلم أن كل فرض كفاية إذا قام به من يكفي
سقط عن الباقين، فإن لم يوجد إلا واحد صار في حقه فرض عين .
وقول المؤلف: ” دفنه فرض كفاية ” وما يتوقف عليه الدفن فرض كفاية أيضا ، وكذلك ما
تتوقف الصلاة عليه فرض كفاية ، فحمله من بيته إلى المصلى فرض كفاية ، وحمله من
المصلى إلى المقبرة فرض كفاية ؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ” انتهى من
“الشرح الممتع” (5/265).
ثانيا :
تارك الصلاة الذي لا يصليها مطلقا ، كافر ، سواء تركها كسلا أو جحودا ، في أصح قولي
العلماء ؛ لأدلة كثيرة ، سبق ذكر بعضها في جواب السؤال رقم (
5208 ) ورقم (
83165 ) .
وعليه ؛ فلا يجوز أن تصلي الجنازة على من علمت أنه مات تاركا للصلاة ؛ لعموم قوله
تعالى : (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى
قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)
التوبة/84 .
وقوله تعالى : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا
لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) التوبة/113.
فتارك الصلاة لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ، ولا يدفن في مقابر المسلمين ؛ لأنه
كافر كما سبق .
وأما
المسلم العاصي كالذي يشرب الخمر ، لكنه محافظ على الصلاة لا يتركها ، فهذا يصلى
عليه، وقد يترك الإمام أو العالم الصلاة عليه زجرا للناس عن فعله ، وتخويفا لمن كان
على مثل حاله ، لكن يصلي عليه غيره من الناس .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة