أحرم ولم يشترط ومنع من دخول مكة فعاد لبلده
السؤال: 127398
أحرمت من ذي الحليفة ولم أشترط ومنعت من قبل الشرطة لانتهاء الفيزا ، ورجعت إلى بلدي ، ماذا علي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
من
أحرم بالحج أو العمرة ومنعه مانع من الوصول للبيت الحرام وإتمام نسكه ، فإن كان قد
اشترط عند إحرامه بأن قال : اللهم محلي حيث حبستني ، تحلل ولا شيء عليه ، وإن لم
يكن قد اشترط فهو محصر ، فيذبح شاة في مكانه الذي أحصر فيه ، سواء كان في الحرم أو
في الحل ، ويعطيها الفقراء في مكانه أو ينقلها إلى فقراء الحرم ، ثم يحلق أو يقصر
شعره ، ويتحلل .
قال
الله تعالى : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ
فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ
الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) البقرة/196 .
قال
ابن قدامة رحمه الله : “أجمع أهل العلم على أن المحرم إذا حصره عدو من المشركين ,
أو غيرهم , فمنعوه الوصول إلى البيت , ولم يجد طريقا آمنا , فله التحلل . وقد نص
الله تعالى عليه بقوله : ( فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ) . وثبت أن النبي صلى
الله عليه وسلم أمر أصحابه يوم حصروا في الحديبية أن ينحروا , ويحلقوا , ويحلوا .
وسواء كان الإحرام بحج أو بعمرة , أو بهما , في قول إمامنا (الإمام أحمد) , وأبي
حنيفة , والشافعي ….. وعلى من تحلل بالإحصار : الهدي , في قول أكثر أهل العلم ،
لقول الله تعالى : (فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي) . قال الشافعي : لا خلاف بين
أهل التفسير أن هذه الآية نزلت في حصر الحديبية” انتهى من “المغني” (3/172).
وذهب بعض العلماء إلى أن المحصر إذا لم يجد الهدي فإنه يصوم عشرة أيام ، قياساً على
المتمتع .
واختار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن المحصر إذا لم يجد الهدي لا يلزمه الصيام ،
لأن الله تعالى لم يذكر الصيام في آية الإحصار .
ولأن الظاهر من حال الصحابة في صلح الحديبية أنهم كانوا فقراء ، ولم يرد أن النبي
صلى الله عليه وسلم أمر من ليس معه هدي منهم أن يصوم عشرة أيام .
وانظر : “الشرح الممتع” (7/184، 185) .
وعلى هذا ؛ فالواجب عليك الآن أن توكل من يذبح عنك ذبيحة في مكة توزع على فقراء
الحرم ، ثم تحلق أو تقصر وتتحلل .
ويلزمك اجتناب محظورات الإحرام كلها حتى يتم تحللك .
وما
وقع منك من المحظورات أثناء هذه المدة جهلا منك فلا يلزمك فيه شيء .
فإن
لم تستطع ذبح الهدي فإنك تحلق أو تقصر وبذلك تكون قد تحللت من إحرامك .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟