كنت متحمساً جدّاً لأكون ملمّاً بالمهارات ، والفنون الحربية ، لكن أصابني الفزع بعد ذلك من بعض الأشياء المتعلقة بهذا الفن نفسه ، فالفن الذي أمارسه يقال إن منشأه في بلاد ” الماسونية ” ، فقد قرأت أن التثليث كان مشهوراً جدّاً في بلد المنشأ لمثل هذه الفنون ، فقد كانوا يستخدمون التثليث بحركة القدمين – الهرم بالعين – ، وكانوا أيضاً يفعلون بعض الجروح على شكل زوايا ، مستخدمين السيف ، وفي نوع آخر من الفن الذي أود أن أمارسه كانوا يستخدمون حركة القدمين على شكل دوائر ، ويفعلون بعض الجروح ، ويقولون : إن تأثير هذه الأشياء تكون بالتوافق مع الطبيعة ، – أعلم أن كل هذه المعتقدات ما هي إلا هراء وأكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة – ، وعلى الرغم من كل هذه الأشياء التي ذكرتها في أصول نشأة هذا الفن : فهل أظل أمارس مثل هذه الفنون التي ذكرتها ؟ أم أن هذا سيكون من قبيل الشرك بالله ؟ وأيضاً لو كانوا يركعون ، ويقومون بالانحناء عندما كانوا يمارسون هذا الفن ، وأنا لا أركع ، ولا أنحني عندما أمارسه ، فهل أستمر في ممارسته ؟ فضلا التكرم بالإجابة ، مع الدليل .
حكم ممارسة فنون قتالية تحتوي على خرافات عقيدية ومخالفات شرعية
السؤال: 127607
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الأصل في التدرب على ممارسة الفنون القتالية : الجواز .
وقد شاب بعض هذه الفنون ما يُخرجها عن حكم الإباحة ، كالشعوذة ، والخرافة ، والعقائد البوذية ، وعقائد الشرك والضلالة .
ومن استطاع أن يتعلم من تلك الفنون ما فيها من نفع وفائدة للبدن ، وأن يخلصها مما فيها من شرك ، وخرافة : جاز تعلمها ، وتعليمها .
ويصدق على تلك الفنون القتالية ما يصدق على غيرها من الألعاب ، من ضرورة الالتزام بالشروط الشرعية ، والكف عن فعل ما يخالف الشرع أثناء ممارستها ، فلا يجوز أثناء ممارسة تلك الفنون كشف العورات ، وإضاعة الصلوات ، كما لا يجوز الضرب على الوجه ، ولا انحناء اللاعب للمدرب أو غيره .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
“أجمع أهل العلم على أن الانحناء لا يجوز لأحد من المخلوقين ؛ لأنه لا يكون إلا لله تعالى ؛ تعظيماًله سبحانه ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه لغير الله ، فقد سأله رجل كما في حديث أنس رضي الله عنه ، فقال : (يا رسول الله ، الرجل منَّا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال : لا) رواه التزمذي وابن ماجه” انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 24 / 130 ، 131 ) .
وقالوا – أيضاً – :
“لا يجوز لمسلم أن يحني رأسه للتحية ، سواءً كان ذلك لمسلم ، أو كافر ؛ لأنه من فعل الأعاجم لعظمائهم ، ولأنه شبيه بالركوع ، والركوع تحية ، وإعظاماً : لا يكون إلا لله” انتهى
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 26 / 116 ) .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 20198 ) .
فعليك – أخي السائل – ترك الأفعال التي هي شرك ، أو خرافة ، وترك ما فيه مخالفة شرعية ، ولا حرج عليك من الاستفادة من تلك الفنون القتالية ، مع الالتزام بالضوابط الشرعية في عموم الألعاب الرياضية ، وغيرها .
وتجد تلك الضوابط – مع بيان بعض المخالفات في كثير من الألعاب الرياضية – في أجوبة الأسئلة : (10238 ) و (10427 ) و (22963 ) و (40527 ) .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة