ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)؟
السؤال: 128162
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
“هذا حديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعنى
(ومثله معه) يعني أن الله أعطاه وحيا آخر وهو السنة التي تفسر القرآن وتبين معناه ،
كما قال الله عز وجل : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ
مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/44 ، فالله أوحى إليه
القرآن وأيضا السنة وهي الأحاديث التي ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق
بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من أمور الدين والدنيا ، فالسنة وحي ثان
أوحاه الله إليه لإكمال الرسالة وتمام البلاغ ، وهو صلى الله عليه وسلم يعبر عن ذلك
بالأحاديث التي بينها للأمة قولا وفعلا وتقريرا ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم :
(إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى) وقوله عليه الصلاة والسلام : (لا
تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا تقبل صلاة
بغير طهور ، ولا صدقة من غلول) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس ،
ورمضان إلى رمضان ، والجمعة إلى الجمعة ، كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر) إلى
غير ذلك من الأحاديث الصحيحة في كل ما يحتاجه العباد ، وفيما يتعلق بتفسير كتاب
الله عز وجل عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وهذا الوحي وحي أوحاه الله
إليه ، وأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبَيَّنه للأمة ، فهو من الله وحي
بالمعنى ، وهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما تقدم في قوله صلى الله عليه
وسلم : (إنما الأعمال بالنيات . . . إلخ). ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : (البيعان
بالخيار ما لم يتفرقا . . . إلخ) الحديث .
ويدخل في الوحي الثاني الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم : الأحاديث القدسية
التي يرويها الرسول عن ربه عز وجل ، فهي وحي من الله ، ومن كلامه سبحانه ، ولكن ليس
لها حكم القرآن، مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل : (يا عبادي
، إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم
ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم . . . إلى آخر الحديث) وهو حديث طويل رواه مسلم
في صحيحه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، وكل ذلك داخل في قوله سبحانه :
(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * [يعني محمدا صلى
الله عليه وسلم] وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)
النجم/1-4″ انتهى .
“مجموع فتاوى ابن باز” (25/58-61) .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟