تنزيل
0 / 0
1405022/03/2012

ترك صيام رمضان وكان يسيء الظن بالله تعالى

السؤال: 128866

تركت صيام شهر رمضان هذا العام ، وكنت أظن أن الله هو سبب كل المصائب التي أصاب بها ، فهل لي من توبة ؟ وهل يجب علي أن أنطق الشهادة من جديد؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ، ويغفر ذنبك ، ويشرح صدرك للإيمان والهدى ، ويصرف
عنك ظن السوء بربك وخالقك ، فإنه لا أعجب من الإنسان يظن بربه السوء ، وقد أنعم
عليه وتفضل بآلاف النعم ، التي أعظمها نعمة الإسلام ، ونعمة العقل ، فاصطفاه من
خلقه ولم يجعله كافرا ، وأنعم عليه فجعله إنسانا يعقل ويتدبر ليس كالبهائم
والمجانين ، ثم وضع في بدنه ونفسه من النعم ما لا يحصيه إلا الله .
ومن نعمه سبحانه : أنه يبتلي عبده ببعض المصائب ليكفر عنه من سيئاته ، أو ليزيد في
درجاته ، أو ليذكره بالعودة إليه والوقوف بين يديه ، فكم من مُعْرِضٍ عن الله كانت
المصيبة سبباً في عودته وأوبته ، ثم في سعادته وفرحه .
وإذا أيقن العبد بأن الله تعالى أرحم به من كل أحد ، رضي بقضائه ، وصبر على بلائه ،
ورجى الفرج فيما عنده .
فتأمل أخي في نعم الله عليك ليزداد شكرك له واعترافك بفضله ، واعلم أنه لا يصيبك
بلاء إلا وفيه خير لك .

قال صلى الله عليه وسلم : (
مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا
أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا
مِنْ خَطَايَاهُ ) رواه البخاري (5642) ومسلم (2573).
وروى الترمذي (2399) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ
بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى
اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) .
وروى الترمذي (2398) وابن ماجه (4023) عَنْ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ :
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ، قَالَ :
(الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى
حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ
فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ
بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
ثانياً :
من قام بقلبه بغض الله تعالى أو التسخط من قضائه أو ظن السوء به – عياذا بالله من
ذلك – ، فليجدد إسلامه وينطق الشهادتين وليجتهد في الإحسان والعمل الصالح .
ولا يلزمه قضاء الصوم الذي تعمد تركه ؛ لأنه عبادة مؤقتة بوقت معين فمن تعمد تركها
في وقتها لم تقبل منه بعد ذلك ، ولأن الإسلام يهدم ما كان قبله من الذنوب .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان
يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه
القضاء إن تاب ؟ .
فأجاب : “الصحيح : أن القضاء لا يلزمه إن تاب ؛ لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد
الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر : فإن الله لا يقبلها منه .
وعلى هذا ؛ فلا فائدة من قضائه ، ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل
الصالح، ومن تاب تاب الله عليه ” انتهى من “مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين” (19/87)
.

نسأل الله أن يزيدك إيمانا
وهدى .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android