توجيهات للدعاة في الخارج
السؤال: 12913
نحن شباب متوجهون إلى الغرب للدعوة إلى الله ، فنرجو منكم تزويدنا ببعض النصائح والتوجيهات للاستفادة منها في رحلتنا . والله يحفظكم ويرعاكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
فإن الدعوة إلى الله
من أوجب الواجبات ، وهي سبيل الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم من العلماء والدعاة
والمصلحين ، ورغبةً في استكمال وتحقيق الهدف من الجولة الدعوية والاستفادة من
وقتكم الثمين الذي تبتغون به الأجر من الله تعالى ، فإننا ننصحكم بما يلي :
1- تقوى
الله عزَّ وجل ومراقبته في السر والعلانية ، قال عليه الصلاة والسلام : ”
اتق الله حيثما كنت .. ” رواه الترمذي (1910) وحسنه الألباني
في صحيح الترمذي (1618) ، فتقوى الله هي رأس الأمر كله ، وهي سبب التوفيق
في الدنيا والمثوبة في الآخرة . واحتساب الأجر وإخلاص النية لله عزَّ وجل في
القول والعمل : ” إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ”
رواه البخاري (1) ومسلم (3530) ، وهذا مما يُعين الداعية ويجعل عمله
مباركاً ، كما أن تقوى الله هي رأس الأمر كله ، وهي سبب التوفيق في الدنيا والمثوبة
في الآخرة .
2- كونوا
قدوة حسنة في كلامكم ومظهركم وطعامكم ونومكم ، مقتدين في ذلك كله بالنبي صلى
الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله .
3- الحرص
على غض البصر وخصوصاً في البلاد التي يكثر فيها التبرج والسفور.
4- يُستحسن
اللباس العربي لأن فيه مصالح كثيرة ، ولا يُفضل ارتداء اللباس الإفرنجي ، أما
بالنسبة لما يُقال عن خطورة اللباس العربي في الخارج فهو مجرد إشاعات لا حقيقة
لها . ويمكن نزع الغترة أو الشماغ والاكتفاء بالطاقية عند الحاجة إلى ذلك .
5- السواك
سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وهو نادر في أغلب البلدان لذا فهو هدية
محببة لدى كثير من المسلمين .
6- استخدام
حقيبة يدوية للملابس ؛ لأن احتمال فقدان العفش في تلك الدول وارد ، وكذلك إفساح
المجال لشحن الكتب التي تحتاجونها ، وصرف ما معكم من أموال إلى الدولار للصرف
منها أثناء الجولة .
7- أخذ
جميع الاحتياطات اللازمة قبل السفر كالتطعيم من الأمراض المنتشرة في الدولة التي
سوف تُسافر إليها ، وأخذ بطاقة التطعيم الدولي الأصفر .
8- أخذ
جميع العناوين التي يُحتاج إليها مثل عنوان سفارات بعض البلاد العربية والإسلامية
، وكذلك المراكز والهيئات الإسلامية المعروفة والموثوقة .
الحذر من الإيحاء إلى المسلمين الذين تختلطون
بهم أنكم جئتم لمساعدتهم مادياً لأن هذا يفتح عليكم باب طلبات المساعدة والمطالب
الشخصية ، بل قد يفهم بعض الناس أن معكم أموالاً طائلة فيتربصون بكم شراً . ولكن
هذا لا يمنع من استصحاب بعض الزكوات والصدقات معكم لدفعها للمحتاجين إليها عند
اقتناعكم بذلك مع الحذر والسرية .
9- عدم
الخوض في أحاديث لا داعي لها ، والحذر من التطرق إلى أمور الزواج ولو من باب
المزاح لا سيما مع المترجمين ، وقد حدثت مآسي من جراء قيام بعض الدعاة من الزواج
في أول الرحلة الدعوية ، والطلاق في آخرها ، ومن ذلك تشويه سمعة الدعاة وتضييع
أولاد وزوجات .
10- التزود
بما يلي :
” مصحف
جيب ، ويُفضل أن يكون من المذيل بترجمة معاني الكلمات وأسباب النزول.
” كتاب
أو كتابين في العقيدة وخصوصاً التوحيد وما يتعلق بالطرق الصوفية .
” كتاب
أو كتابين في فقه العبادات وخصوصاً في فقه الطهارة والصلاة والصيام .
” كتاب
رياض الصالحين للإمام النووي فهو مرجع شامل خصوصاً في فقه الطهارة والصيام .
” فتاوى
اللجنة الدائمة .
” مجموعة
مختارة من الدروس والمحاضرات المسجلة للاستفادة منها خصوصاً أثناء الرحلات الطويلة
بالسيارة .
” استصحاب
وسيلة تعين على تحديد اتجاه القبلة وأوقات الصلوات وساعة منبه ، ويُفضل شراء
جهاز تسجيل صغير لتسجيل بعض الكلمات وإجراء بعض المقابلات مع السكان المحليين
عند الحاجة ، واللقاءات الدعوية وما ذُكر أعلاه يُفيد الداعية في إعداد الكلمات
والدروس والمحاضرات والإجابة عن الأسئلة ، وكذلك في تنظيم وقته والاستفادة منه
بإذن الله تعالى .
11- الاستفادة
قدر الإمكان من الوقت بما يُفيد الدعوة حيث إن زيارتكم هناك مكسب للمسلمين في
ذلك البلد ، فما من بابٍ للخير يُمكن طرقه إلا وعليكم به ولا تترددوا وليكن ذلك
بالتنسيق مع الاخوة المسئولين والمنظمين .
12- مراعاة
جانب ضعف العلم والجهل واختلاف المذاهب عند طرح أي موضوع أو قضية للنقاش مع محاولة
الابتعاد عن الخوض في المسائل الخلافية وتصنيف الناس ، والحرص على بيان الحق
من غير التعرض للأشخاص .
13- الحكمة
من أعظم الأمور الأساسية في منهج الدعوة إلى الله تعالى وخاصة في ظروف السفر
، وهي مطلوبة في ترتيب الأولويات والتدرج في تحقيق الأهداف كما أنها مطلوبة في
التعامل مع مختلف أصناف الناس ، ومن الحكمة أيضاً تقدير الناس وحفظ مقاماتهم
، وإنزالهم منازلهم .
14- سيجد
الداعية بعض الأسئلة الفقهية ترد عليه أثناء الجولة ، وخصوصاً بعد إلقاء الدروس
والكلمات فينبغي عليه التوسط في التعامل مع هذه القضية ، والإجابة على الأسئلة
الشرعية بالأدلة وذكر أقوال العلماء أو قول ” لا أدري ” ، كما قيل
: ” من قال لا أدري فقد أفتى ” . ولا مانع من تأجيل الجواب إلى حين
مراجعة المسألة .
15- الأفضل
أن تكون الدروس والكلمات بالتناوب بين المشاركين في الجولة ، ولا نرى أبداً أن
يستأثر واحد فقط بأعباء الجولة فيصبح هو المفتي والخطيب والواعظ حتى وإن كان
أكثر مقدرة وتمكناً ؛ لأن من أهداف الجولات تدريب الدعاة عملياً على الدعوة ،
وهذه الجولات فرصة ثمينة للتدرب على المواعظ والخطب خصوصاً بالنسبة للاخوة الذين
يجدون صعوبة وعدم مقدرة على تطبيق ذلك داخل البلاد نظراً لوجود العلماء وطلبة
العلم .
16- التعرف
على أحوال المسلمين وذلك بالتعرف على الوضع الإسلامي بعامة والجمعيات والمؤسسات
الإسلامية الرسمية وغير الرسمية في المنطقة بخاصة ، وكتابة عناوينها وتقارير
عن نشاطاتها ، وكذلك التعرف على الشخصيات الإسلامية البارزة والمؤثرة في المجتمع
، ومحاولة كسبهم قدر الإمكان بالزيارة والكلمة الطيبة ، للاستفادة فيما يعود
على الإسلام والمسلمين بالخير ،كل ذلك حسب الضوابط الشرعية ، وكذلك التعرف على
النشاطات المعادية للإسلام في المنطقة ومتابعتها .
17- توثيق
الصلات بالجهات الدينية والرسمية الموجودة ، وذلك عبر اللقاءات الودية وتهادي
الكتب والمواد السمعية الإسلامية ونحوها ، وهذا سيسهل لكم كثيراً من الأمور في
عملكم ويكون أبلغ في انتشار الدعوة وتأثيرها .
وختاماً نسأل الله لكم التوفيق والسداد
، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟