يعترض على مغفرة الله لسيئات الكافر إن هو أسلم ، ومحاسبة الله للمسلم العاصي!
السؤال: 129710
إنني قد ولدت مسلماً – والحمد لله – ، أريد أن أسأل سؤالاً أزعجني كثيراً في الآونة الأخيرة ، كنت أتناقش وزميل لي في العمل حول مغفرة الله للكافر إذا ما أسلم عند موته ، فقال زميلي : بأن الله يغفر للكافر إذا ما نطق بالشهادة عند موته ، وقد قلت له : كيف يغفر الله له كل هذه الآثام ؟ وأقصد بقولي أنه قد جمع جميع الملذات أيام كفره ، فلا حصر لما مارسه من زنا ، مع نساء ، أو رجال ، وقد كان يشرب الخمر ، ويقتل ، ثم إنه بعد ذلك يسلم عند موته ؟ فلماذا يغفر الله له ؟! فهذا ليس عدلاً في منظور أي فرد وخاصة المسلمين ، أليس كذلك ؟
وإنني أعني أنه لو قال كافر : ” إنني سوف أشرب الخمر ، وأزني بالنساء دونما زواج ، وإذا ما قرُبت منيتي : أسلمت لله ” ، أو إنه حتى لم يفكر في ذلك ، ولكنه أسلم في النهاية ، على أية حال ( وكان إسلامه صادقاً ) ، فلماذا يغفر الله له ؟
كما أنني مسلم صادق ، وأعبد الله وحده ، وقد قال زميلي : إن الله سوف يغفر له لأنه لم يكن على معرفة بالإسلام ، ولكنني لم أصدق مثل هذا القول ، ولا أرضى به ؛ لأنه لو غفر الله له فماذا عن سيئاتي أنا وهل يغفرها الله ؟ وإذا ما كان الله يغفر للكافر في آخر لحظات حياته : فإن هذا غير عادل تماماً بأن لا يحاسبه على جميع أعماله ، ولماذا أُسأل أنا ( المسلم ) عن سيئاتي بينما يغفر للكافر ؟ .
برجاء الإجابة على هذا السؤال ؛ حيث إنه أقضَّ مضجعي ، ليلاً ، ونهاراً ، ولا أريد أن تجيبني بأنه ليس لنا أن نحكم في هذا ، لأن هذه كانت ضمن الإجابات التي قيلت لي كثيراً ، ولكنني أريد إجابة أفضل ، وأكثر إيضاحاً .
جزاك الله خيراً .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
قبل
الإجابة لا بد من التنبيه على أمرٍ جلل ، وهو أنه يحرم الكلام في دين الله تعالى
بغير علم وهدى .
قال
تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا
بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا
لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
) الأعراف/ 33 .
كما
أنه يحرم الاعتراض على شرع الله في أحكامه ، بل يجب التسليم ، ولا مانع من السؤال
عما خفي حكمه ، أو حكمته ، لكن ليس أن يبدأ بالاعتراض والرد ، فيقول القائل : كيف
هذا ، وأنا لا أرضى به ؟! حتى لكأنه يتحكم في أمر من ملكه ، أو يحكم على صبي من بني
جنسه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قال
تعالى : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) النساء/ 65 .
فنحن وإن كنا فرحين بمراسلتك لنا ، واستفسارك عن المسألة ، لكن قد أحزننا
، بل أفزعنا ، ذلك الكلام ، وذلك الحوار بينك وبين صاحبك ، فهلا سألتما ـ قبل
الاعتراض ، والرد والتكذيب ـ عما جهلتما ؛ فإنما شفاء العيّ السؤال ؟!
وهل
علمتما خطر الرد والتكذيب بأمر ، لم تحيطا به علماً ؟! قال الله تعالى : ( بَلْ
كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ
كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الظَّالِمِينَ ) يونس/39 .
قال
الشيخ ابن سعدي رحمه الله :
”
والذي حملهم على التكذيب بالقرآن المشتمل على الحق الذي لا حق فوقه ، أنهم لم
يحيطوا به علمًا ؛ فلو أحاطوا به علمًا وفهموه حق فهمه ، لأذعنوا بالتصديق به …
وهذا التكذيب الصادر منهم، من جنس تكذيب من قبلهم ، ولهذا قال: كَذَلِكَ كَذَّبَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وهو
الهلاك الذي لم يبق منهم أحدًا .
فليحذر هؤلاء أن يستمروا على تكذيبهم ، فيحل بهم ما أحل بالأمم المكذبين والقرون
المهلكين.
وفي هذا دليل على التثبت في الأمور، وأنه لا ينبغي للإنسان أن يبادر بقبول شيء أو
رده، قبل أن يحيط به علمًا
” .
ثانياً :
أيها الأخ السائل :
لنا
مع كلامك الذي سطرته آنفاً وقفات ، نرجو تأملها ، والتفكر بها :
1.
ما كان ينبغي لك الاعتراض على رحمة الله ، وفضله ، وكرمه ، وأنت أحوج ما تكون لذلك
؛ لأنه لا بدَّ أن يقع منك تقصير في حق الله ، ما تحتاج معه لرحمة ربك تعالى ،
واعلم أن ما تقدمه من أعمال لا يؤهلك لدخول الجنة به ، ولا يدخل أحدٌ الجنَّة – حتى
النبي محمد صلى الله عليه وسلم – إلا برحمته عز وجل .
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَنْ يُنَجِّيَ
أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ . قَالُوا : وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
وَلا أَنَا ، إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ) .
رواه البخاري (6098) ومسلم (2816) .
2.
اعلم أن مقارنتك المذكورة ليست أكثر من مغالطة ، أو وسوسة لفظية من وسوسات الشيطان
؛ فالله جل جلاله لا يغفر للكافر حين كفره : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ
يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ
بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) النساء/48 . وإنما يغفر الله تعالى
للكافر إذا أسلم وآمن ، يعني : أنه حين كفره قد صار مسلماً ، تائباً من أعمال
الجاهلية والكفر ، قد بدأ صفحة جديدة مع ربه ، وعفا الله له عما سلف ، لأجل إسلامه
؛ فأنت توازن في حقيقة الأمر بين مسلم تاب من ذنب سابق ، ومسلم آخر مقيم على ذنب في
الحاضر!!
3.
اعلم أن فضل الله تعالى على الناس عظيم ، فهو يغفر الذنب مهما عظم ، ويقبل التوب من
التائب ، بل ويفرح بتوبة عبده – مع استغنائه عز وجل عن جميع خلقه – ، ليس هذا فحسب
، بل ويبدل سيئاته حسنات ! ولا فرق في هذا بين كافر أسلم ، وبين عاصٍ تاب .
قال
تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً
رَحِيماً ) الفرقان/ 68 – 70 .
ومما لا شك فيه أن أمر التوبة من المعصية أهون من إسلام الكافر ، فأنت تتقلب في نعم
الله تعالى ، والتوفيق للتوبة والاستغفار توجد له أسبابه الكثيرة وأنت في دائرة
الإسلام ، وأنَّى يكون مثل هذا لكافر يحتاج أولاً أن يتخلى عن دينه ، ثم يدخل في
الإسلام ؟! ولعظم أمر التخلي عن التدين بغير الإسلام ، وعظم التخلي عن المعصية :
وعد الله تعالى جميع هؤلاء بمغفرة ذنوبهم ، وإبدالها حسنات إن هم فعلوا الصواب ،
فأسلم الكافر ، وتاب العاصي ، وهذا من عظيم فضل الله تعالى ورحمته .
فاعتراضك على أن الله يسألك عن ذنوبك ، ولا يسأل الكافر إذا أسلم : في غير محله ؛
لأنه جاء بما يمحو ذنوبه كلها ، فبماذا جئت أنت ؟ وما هو مطلوب منك أنت أيسر مما هو
مطلوب منه ، فمن يقال له : دع دينك الذي أنت عليه : يُغفر لك ذنبك : أتساويه بمن
يقال له من المسلمين : تب من معصيتك : يُغفر لك ذنبك ؟! فمن جاء بما يمحو به ذنبه
من إسلام ، أو هجرة ، أو توبة ، أو حد يقام عليه : غفر له ذنبه ، ومن لم يأت من ذلك
بشيء فهو إلى الله إن شاء غفر له ، وإن شاء عذَّبه ، إلا أن يلقى الله تعالى بالكفر
، فمثله لا يغفر الله له .
قال
تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ
ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً
) النساء/ 48 .
وهذا وجه آخر في الرد على كلامك : وهو أن لقاء المسلم ربه بذنوبه لا يعني الجزم
بتعذيبه عليها ، بل قد يغفرها الله له ، بخلاف الكافر فإنه محروم من المغفرة
حرماناً أبدياً ، ومخلد في النار أبد الآبدين ، إذا لم يتب من شركه .
4.
وهل تظن الأمر بهذه السهولة حتى تعترض عليه ؟! فهل كل من جاء بالكفر ، والمعاصي
الكبيرة والصغيرة هل تظن مثل هؤلاء يوفق للإسلام قبل وفاته ، حتى تظن أنه سوف يقول
: أنا أزني ، وأقتل .. ، ثم أتوب قبل أن أموت ؟ وهل يعلم أحد متى تأتيه منيته ؟ وهل
يجزم أحد بتوبته قبل لقاء ربه ؟ هذا أبو طالب مثال ، فقد كان مدافعاً عن النبي صلى
الله عليه وسلم ، ومقتنعاً بصدقه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو بنفسه الداعي
له للدخول في الإسلام بكلمة واحدة ، فهل قالها ؟ هل وُفِّق لقولها ؟ وهل انتفع والد
إبراهيم بدعوة ابنه عليه السلام ؟ وهل انتفعت امرأة نوح وولدها بدعوة نبي الله نوح
عليه السلام ؟ ليس الأمر كما ظننته أخي السائل بهذه السهولة ، أن يكفر الكافر ثم
يسلم وقتما شاء ، أو يعصي العاصي ثم يتوب وقتما شاء ، إن المسألة متعلقة بتوفيق
الله ، وهدايته ، وبما تكنه صدورهم من حب الخير لأنفسهم ، والبحث عن الحق ، فاجعل
قلبك معلقا بربك أن يوفقك ، ويحسن ختامك ، ويصلح لك شأنك .
5.
وكما أن الله تعالى يقبل توبة العاصي ، وإسلام الكافر ، قبل موتهما – ما لم يغرغرا
– : فإنه يُحبط عمل المسلم إذا ختم حياته بردة ، ولو قضى عمره كله في الطاعة ، فعاد
الأمر إلى صدق الباطن وكذبه عند الطرفين ، ولا علاقة لحياة الأول المليئة بالكفر
والمعاصي ، ولا حياة الثاني المليئة بالطاعة ، بل العبرة بالخواتيم ، ولا تغتر بما
يظهر لك من نفسك ، ومن الناس ، واحرص على صلاح الباطن ، فالأمر بما يعلمه الله بما
في بواطن الناس لا بما ظهر لنا منها .
عَنْ سَهْل بنِ سَعْد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ
أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) .
رواه البخاري ( 2742 ) ومسلم ( 112 ) .
وفي
رواية للبخاري ( 6233 ) بزيادة في آخره : ( وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ
بِالْخَوَاتِيمِ ) .
قال
ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – :
وقوله ( فيما يبدو للناس ) إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك ، وأن خاتمة
السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد ، لا يطلع عليها الناس ، إما من جهة عمل سييء ،
ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت ، وكذلك قد يعمل الرجل
عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير ، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر
عمره ، فتوجب له حسن الخاتمة .
”
جامع العلوم والحِكََم ” ( 1 / 57 ) .
فتأمل أخي السائل حكمة الرب الجليل من هذا التشريع ، فالطائع لا ينبغي له أن يغتر
بعمله ، فإنه لا يدري بم يُختم له ، والعاصي لا يقنط من رحمة ربه ؛ فإنه لعله أن
يوفق للتوبة .
قال
النووي – رحمه الله – في فوائد الحديث الأخير – :
ففيه
التحذير من الاغترار بالأعمال ، وأنه ينبغي للعبد أن لا يتكل عليها ، ولا يركن
إليها ؛ مخافة من انقلاب الحال للقدر السابق ، وكذا ينبغى للعاصي أن لا يَقنَط ،
ولغيره أن لا يقنِّطه من رحمة الله تعالى .
”
شرح مسلم ” ( 2 / 126 ، 127 ) .
6.
واعلم أخيراً : أن ما ذكرناه من قبول الله تعالى لإسلام الكافر ، وتوبة العاصي :
إنما هو في حال أن يكون ذلك منهم قبل حضور الموت ، وقبل الغرغرة .
قال تعالى : ( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ
حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا
الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً
أَلِيماً ) النساء/ 18 .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ.
رواه الترمذي ( 3537 ) وابن ماجه ( 4253 ) ، وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي ” .
ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه يقبل التوبة حتى ممن جُهزت الحجارة لرجمه ، وجهز
السيف للقصاص منه ، وأصيب بمرضٍ أيس من شفائه – كما بيناه في جواب السؤال رقم : (1807)
– وكل ذلك لا يصدق عليه أنه في حال الغرغرة ، ولا حضره الموت ، وهذا من لطف الله
تعالى ، ورحمته ، وعظيم فضله ، وبالغ كرمه ، وقد سبقت رحمته تعالى غضبه ، وادخر
تعالى للخلق تسعاً وتسعين رحمة في الآخرة ، فهذا الرب تعالى الذي آمنَّا به ،
وعلمنا أسماءه وصفاته ، ونرجوه أن يغفر لنا زلاتنا ، ويستر علينا ذنوبنا ، ويتجاوز
عنها ، ونرجوه عظيم فضله ، وواسع جنانه يوم نلقاه .
ولتعلم يا عبد الله أن أمر الله في عباده دائر بين العدل والفضل ؛ فالله حكم قسط ،
لا يظلم الناس شيئاً ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ
أَجْراً عَظِيماً) النساء/40 ؛ فتأمل كيف أن الله جل جلاله وعد ، وهو جل جلاله لا
يخلف الميعاد ، ألا يظلم مثقال ذرة ، وهذا عدله سبحانه ، وأما فضله : فيضاعف
الحسنات : الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة . فتعرض لنفحات
ربك ، وتعرض لرحمته وفضله ، ودع عنك الوساوس ومغاليط الكلام .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة