على علاقة هاتفية محرَّمة ويخيرها بين قبوله زوجاً أو رجوعه للمعاصي!
السؤال: 129917
أنا بنت ، أخاف الله كثيراً ، تعرفت على شاب عبر الهاتف بقصد الزواج ، وهو كذلك ، لكن هناك مشكلة ، هو يتكلم في ” الحب ” ، و ” الغرام ” ، إنه يقول : ” قولي لي ” أحبك ” ، وإلا لن أتزوج بك ، أنتِ لا تحبيني ” ، وهو لا يعرف عن الدّين ، ويريد أن يتوب ، يسألني أيضاً عن العلاقات الجنسية بين الرجل فيما تجوز وما لا تجوز ، وأنا هذا الشيء رفضته ، لكن في مرات أجيب عليه ! لأني أحبه ، هل يجوز أن أستمر معه وهو في هذا يتكلم معي في حبه ؟ وكان له علاقات جنسية مع بنات ، وعندما عرفني تاب عنها ، وقال : إن لم تتزوجي بي سأرجع إليها ، وتكوني أنتِ السبب ، وأنا خائفة إن تركته أن يذهب ، ويرجع إلى المعاصي ، وأكون مذنبة في ذلك ، وهل أضحي وأتزوجه ؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً:
نشكر لك مراسلتك لنا ، وحرصك على معرفة الصواب مما ستتخذينه من قرار ، ونسأل الله
أن يوفقنا لدلالتك على ما ينفعك وما هو خير لك .
ثانياً :
نعتب عليك في البداية وقوعك في معصية العلاقات المحرمة عبر الهاتف ، وهو ما جرَّك
للكلام في الحب ، والغرام ، واستثارة الشهوات الكامنة عند الطرفين ، وقد كانت مثل
هذه العلاقات المحرمة سبباً لوقوع كثير من الناس في فاحشة الزنا .
وقد
نهانا الله تعالى عن اتباع خطوات الشيطان ، فقال : (وَلَا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة/ 168 .
فالشيطان يصل بالإنسان إلى ما يريده بالتدريج ، خطوة خطوة ، وهو الطريق الذي تسيرين
فيه الآن ، فلا شك أنك في بادئ الأمر كنت تتحرجين من الكلام في الهاتف مع شاب غريب
عنك ، ثم حصلت عندك الجرأة وفعلت ذلك ، ثم كنت تتحرجين من الكلام معه في الأمور
الجنسية ، ثم بدأت تجاوبينه في ذلك ، ولا ندري ما سيصل إليه أمرك إن استمرت هذه
العلاقة .
ولقد ذكرت عن نفسك أنك تخافين الله كثيراً ، ونرجو أن تكوني صادقة في ذلك
، ولكن هذا الذي تفعلينه يتعارض مع خشيتك الله ، فلو كنت تخافينه فعلاً ، لتركت هذا
الفعل المحرم ، ولاجتهدت في الاستقامة على أوامر الله .
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة :
(وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا قَالَ :
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ) رواه البخاري (6421) ومسلم (1031) . فالخوف من الله هو
الذي منعه من الوقوع في تلك الفاحشة .
أختنا
الكريمة
إنه ليحزننا كثيراً أنك تساقين إلى هلاكك وأنت لا تشعرين ، وتُخدعين بكلام
الحب والغرام والوعد بالزواج ، وهذا الكلام قد خُدعت به كثيرات مثلك ، ثم لما
افترسها ذلك الذئب تخلى عنها ، وتركها تواجه الفضيحة بمفردها ، ثم ذهب يبحث عن
فريسة أخرى يخدعها بالكلام نفسه …
وقد جاءتنا عشرات الأسئلة بذلك ، وبعض السائلات تسألنا عن حكم الإجهاض ، وأخرى لا
تدري ماذا تفعل ……
إننا نؤكد عليك وأنت في بداية طريق الشيطان أن تعودي فوراً ، عودي إلى طريق الله ،
عودي إلى طاعته ، والفرار من معصيته ، عودي إلى طريق العفة والطهارة ، وفي النهاية
… عودي إلى طريق الجنة ، (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ
مُبِينٌ) الذاريات/50 .
إن مثل هذا الشاب ليس جديراً بأن يكون زوجاً صالحاً ، بسبب علاقاته الآثمة
التي لا مانع عنده من العودة إليها ، بل نحن نشك في تركه إياها فعلاً ، وقد يكون
تركها فترة إلى حين تمكنه من فريسته الجديدة .
ولهذا
ينبغي
أن لا تترددي في قطع علاقتك بهذا الشاب ، للأسباب التالية ::::: ::::::
1-
أن ما تقومين به الآن هو عمل محرم ، فعليك تركه خوفاً من عذاب الله .
وانظري جواب السؤال رقم (34841)
.
2-
أن هذا الرجل الذي يتجرأ على فعل المحرمات الآن ، ولا يبدو منه أثر توبة ، وخوف من
الله : ليس بالذي يصلح زوجاً لك ، يرعاك ، ويحافظ عليك ، ويربي أولادك ، فلا تجعلي
من حياتك محط تجربة لشيء فاسد ترينه أمام عينيك ، وفي الرجال من أهل الاستقامة
والدِّين من هو أليق وأفضل بأن يكون زوجاً لك ، ومثل هذا الشاب لا يؤسف عليه ،
وعنده من النساء غيرك ما يتسلى به عنك ، ولا تظني للحظة أنه يريدك زوجة عفيفة ،
مصونة ، مكرمة ، بل يريد هذا وأمثاله العبث ، والتسلية ، ولو كان جاداً في أمر
الزواج لتقدم لخطبتك ، وأتى البيوت من أبوابها .
وأما خداعه لك بأنك إذا لم تتزوجيه عاد إلى ماضيه السيئ ، فلا يضرك ذلك شيئاً ، وكل
إنسان مسؤول ومحاسب على فعله ، استقام أم انحرف ، ولست مسؤولة عن إصلاحه .
فالحذر من استمرار العلاقة أو المكالمات الهاتفية معه ، والحذر من الاغترار بكلامه
، والحذر من قبوله زوجاً .
ونسأل الله أن يلهمك رشدك ، ويوفقك لك خير .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة