0 / 0

على علاقة هاتفية محرَّمة ويخيرها بين قبوله زوجاً أو رجوعه للمعاصي!

السؤال: 129917

أنا بنت ، أخاف الله كثيراً ، تعرفت على شاب عبر الهاتف بقصد الزواج ، وهو كذلك ، لكن هناك مشكلة ، هو يتكلم في ” الحب ” ، و ” الغرام ” ، إنه يقول : ” قولي لي ” أحبك ” ، وإلا لن أتزوج بك ، أنتِ لا تحبيني ” ، وهو لا يعرف عن الدّين ، ويريد أن يتوب ، يسألني أيضاً عن العلاقات الجنسية بين الرجل فيما تجوز وما لا تجوز ، وأنا هذا الشيء رفضته ، لكن في مرات أجيب عليه ! لأني أحبه ، هل يجوز أن أستمر معه وهو في هذا يتكلم معي في حبه ؟ وكان له علاقات جنسية مع بنات ، وعندما عرفني تاب عنها ، وقال : إن لم تتزوجي بي سأرجع إليها ، وتكوني أنتِ السبب ، وأنا خائفة إن تركته أن يذهب ، ويرجع إلى المعاصي ، وأكون مذنبة في ذلك ، وهل أضحي وأتزوجه ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:

نشكر لك مراسلتك لنا ، وحرصك على معرفة الصواب مما ستتخذينه من قرار ، ونسأل الله أن يوفقنا لدلالتك على ما ينفعك وما هو خير لك .

ثانياً :

نعتب عليك في البداية وقوعك في معصية العلاقات المحرمة عبر الهاتف ، وهو ما جرَّك للكلام في الحب ، والغرام ، واستثارة الشهوات الكامنة عند الطرفين ، وقد كانت مثل هذه العلاقات المحرمة سبباً لوقوع كثير من الناس في فاحشة الزنا .

وقد نهانا الله تعالى عن اتباع خطوات الشيطان ، فقال : (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة/ 168 . فالشيطان يصل بالإنسان إلى ما يريده بالتدريج ، خطوة خطوة ، وهو الطريق الذي تسيرين فيه الآن ، فلا شك أنك في بادئ الأمر كنت تتحرجين من الكلام في الهاتف مع شاب غريب عنك ، ثم حصلت عندك الجرأة وفعلت ذلك ، ثم كنت تتحرجين من الكلام معه في الأمور الجنسية ، ثم بدأت تجاوبينه في ذلك ، ولا ندري ما سيصل إليه أمرك إن استمرت هذه العلاقة .

ولقد ذكرت عن نفسك أنك تخافين الله كثيراً ، ونرجو أن تكوني صادقة في ذلك ، ولكن هذا الذي تفعلينه يتعارض مع خشيتك الله ، فلو كنت تخافينه فعلاً ، لتركت هذا الفعل المحرم ، ولاجتهدت في الاستقامة على أوامر الله .

وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة : (وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا قَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ) رواه البخاري (6421) ومسلم (1031) . فالخوف من الله هو الذي منعه من الوقوع في تلك الفاحشة .

أختنا الكريمةإنه ليحزننا كثيراً أنك تساقين إلى هلاكك وأنت لا تشعرين ، وتُخدعين بكلام الحب والغرام والوعد بالزواج ، وهذا الكلام قد خُدعت به كثيرات مثلك ، ثم لما افترسها ذلك الذئب تخلى عنها ، وتركها تواجه الفضيحة بمفردها ، ثم ذهب يبحث عن فريسة أخرى يخدعها بالكلام نفسه …

وقد جاءتنا عشرات الأسئلة بذلك ، وبعض السائلات تسألنا عن حكم الإجهاض ، وأخرى لا تدري ماذا تفعل ……

إننا نؤكد عليك وأنت في بداية طريق الشيطان أن تعودي فوراً ، عودي إلى طريق الله ، عودي إلى طاعته ، والفرار من معصيته ، عودي إلى طريق العفة والطهارة ، وفي النهاية … عودي إلى طريق الجنة ، (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) الذاريات/50 .

 إن مثل هذا الشاب ليس جديراً بأن يكون زوجاً صالحاً ، بسبب علاقاته الآثمة التي لا مانع عنده من العودة إليها ، بل نحن نشك في تركه إياها فعلاً ، وقد يكون تركها فترة إلى حين تمكنه من فريسته الجديدة .

ولهذا ينبغيأن لا تترددي في قطع علاقتك بهذا الشاب ، للأسباب التالية ::::: ::::::

1- أن ما تقومين به الآن هو عمل محرم ، فعليك تركه خوفاً من عذاب الله .

وانظري جواب السؤال رقم (34841) .

2- أن هذا الرجل الذي يتجرأ على فعل المحرمات الآن ، ولا يبدو منه أثر توبة ، وخوف من الله : ليس بالذي يصلح زوجاً لك ، يرعاك ، ويحافظ عليك ، ويربي أولادك ، فلا تجعلي من حياتك محط تجربة لشيء فاسد ترينه أمام عينيك ، وفي الرجال من أهل الاستقامة والدِّين من هو أليق وأفضل بأن يكون زوجاً لك ، ومثل هذا الشاب لا يؤسف عليه ، وعنده من النساء غيرك ما يتسلى به عنك ، ولا تظني للحظة أنه يريدك زوجة عفيفة ، مصونة ، مكرمة ، بل يريد هذا وأمثاله العبث ، والتسلية ، ولو كان جاداً في أمر الزواج لتقدم لخطبتك ، وأتى البيوت من أبوابها .

وأما خداعه لك بأنك إذا لم تتزوجيه عاد إلى ماضيه السيئ ، فلا يضرك ذلك شيئاً ، وكل إنسان مسؤول ومحاسب على فعله ، استقام أم انحرف ، ولست مسؤولة عن إصلاحه .

فالحذر من استمرار العلاقة أو المكالمات الهاتفية معه ، والحذر من الاغترار بكلامه ، والحذر من قبوله زوجاً .

 ونسأل الله أن يلهمك رشدك ، ويوفقك لك خير .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android