نحن طالبات في الجامعة ، وكما تعلمون : ازداد في الفترة الأخيرة الأناشيد التي تحتوي على الإيقاع ، والموسيقى – والله المستعان – ، وكما تعلمون : القليل من يقتنع بتحريم هذه الأناشيد ، ونحن نريد حلاًّ ، أصبح الوضع مبكياً ؛ لما نراه من حال المنشدين ، وبالأخص المسلمين ، وكما تعلم نحن في ” غزة ” نعيش وضعاً صعباً ، وكان في الآونة الأخيرة الحرب على ” غزة ” ، ولعل من أسباب النصر التي يجب علينا أن نتبعها : الرجوع إلى الله ، وهذه الأناشيد شبيهة بالأغاني ، فيا شيخنا الفاضل نريد أن نعمل مشروع ” المقاطعة ” ، فهلا أكرمتنا بخطط ، أو فوائد في ذلك ؟ .
كيف نعالج تعلق الناس بالأناشيد المخالفة للشرع؟
السؤال: 129938
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
لا شك أن ما ذكرتين عن حال النشيد والمنشدين لم يعد خافياً على أحد ، وقد ظهرت نكارته التي حذَّر العلماء من الوقوع فيها ، ولم يعد المشاهد والمستمع العادي يفرِّق بين “منشد” و “مغنِّي” لا في الكلمات ، ولا في الألحان ، ولا في المعازف ، ولا في الجمهور ، ولا في الهيئة ، فتجد المنشد حليقاً أو شبه حليق ، مع لبس بنطال ضيق ، أو ثوب مسبل ، وتجد جمهوره يصفِّق ، ويصفِّر ، وهو في حفل مختلط من النساء والرجال ، وتجد آلات الطرب تصدح إما أمامه ، أو خلف الكواليس ، وتجد ألحان أناشيد فيها التمييع ، والتطريب ، والآهات ، مع حركات أيد ، وتغميض عينين ، وتجد كلماتها فيها تهييج مشاعر ، أو وطنية عنصرية ، أو توسل بالرسول صلى الله عليه وسلم ، أو تغزل بالمدينة النبوية ، هذا حال أكثر المنشدين وأناشيدهم هذه الأيام ، وللأسف الشديد ، فلا عجب بعدها أن تسمع عن ترك واحد منهم للاستقامة ، وتخليه عن الهداية ، ولا تعجب من تحول بعضهم إلى الغناء الصرف ! وهو إمام مسجد في الأصل ! ويقول بما نذكره عنهم ها هنا ، ومن قِبَل : أنه لا فرق بينهم وبين المغنين ، لذا فإنه كان “صريحاً” ! مع نفسه ، و “واضحاً” مع جمهوره ، فالتحق بركب الغناء ، وسار مع قافلة المغنين ، والله المستعان .
البيان لاخطاء بعض الكتاب – ( ص 319 ، 320 ) .
والعلماء لا ينكرون النشيد من حيث الأصل ، وإنكارهم إنما هو لما أُدخل فيه من أمور مخالفة للشرع ، وقد ذكرنا ملاحظات العلماء على هذه الأمور ، وتحذيرهم منها ، وخشيتهم من وجود الأسوأ ، فانظر هذا كله في جواب السؤل رقم : (99176) .
وبعد أن ذكر الشيخ صالح الفوزان حفظه الله خشيته من حصول ما هو أسوأ مما هو موجود الآن : علَّق على ذلك فيما بعد ، فقال :
“ولقدحصلماخشينامنهمنالتطور، فيمايسمَّىبـ ” النشيدالإسلامي” ،فقدأخبرنيبعضالإخوةمنطلاب العلمعنانتشارأشرطةكثيرةجدّاًفيبلادالشاماليوم،يصاحبالمنشدَفيهاالآلةُحتىأصبحتأقربإلى الغناء؛منأمثالأشرطة”السرميني” ،و “الترمذي” ،،و “أبيراتب” ،و “البراعمالمؤمنة” …وغيرهامنالأسماءالتي لايحصرهاعدد، والتيتعملمراكزالأشرطة، والفيديو، عندهمليل نهارعليها، وبأرباحتفوقأرباحهامن الغناءالماجن،حتىإنبعضدورالنشرفي”عمَّان” قدفرغتنفسهالنشرهذهالأشرطةعلىأنهعملإسلامي دعوي! والذينيتتبعونهذهالأشرطةمنشبابالمسلمينمنالأحزاب المختلفةلايقبلونأيغمز، أو اتهام في شأنها؛فهيعندهمحلإسلاميضروري، وملحّ،ويكاديكونجزءً منالدِّين،وكلمنيتناولهذه الأشرطة: فهومتحجر، ومتشدد، وأصولي،ولايعيشواقععصره! وأشدمنذلك: أنهقدحدثنيأحدالمشايخ أنهسمعشريطاًقدلحنتفيهبعضسورالقرآنمعالموسيقىعلىشكل” أناشيد” ؛نعوذباللهمنهذاالعمل، ومنأهله” انتهى .
” البيان لأخطاء بعض الكتَّاب ” ( ص 319 ) .
ولمعرفة حكم الأناشيد ومعرفة ضوابط الجائز منه : انظر جواب السؤال رقم : (5011 ) و (11563 ) .
ثانياً :
حتى تثمر جهودكم في الحد من تلك الظاهرة المؤسفة المنتشرة باسم الدين : فإننا ننصحكم بما يلي :
1. التلطف في الإنكار على المخالف ؛ فإنه من المعلوم تعلق قلوب كثيرين ، وكثيرات ! بالنشيد ، والمنشدين ، فليس من السهل عليهم ترك ذلك إذا استخدمت الشدة في الإنكار عليهم .
2. إبراز فتاوى العلماء بتحريم هذه الأناشيد التي وقعت فيها مخالفات شرعية .
3. إظهار البديل الجاد ، الذي لم تقع فيها مخالفات شرعية .
4. بيان أهمية العلم الشرعي ، وبذل المزيد من الجهود والأوقات في تحصيله ، والتركيز على حفظ القرآن ، وبيان فضل حفظه وتلاوته وتعلمه وتعليمه ، والمشتغل في حفظ القرآن والعلم الشرعي لا يجد وقتاً يلهو به بهذه الأناشيد ، ويضيع وقته في سماعها .
5. ذِكر أثر النشيد على قلوب مستمعيه ، وخاصة المكثر منها ، وقد تعدى أثر ذلك إلى التعلق بذات المنشدين ، كما هو معروف من خلال المنتديات ، ومن خلال أصحاب التسجيلات ، وكثير من الناس لا ينتبه لأثر ما يفعله حتى يقع في الفتنة ، فتحذير هؤلاء الناس من التمييع الحاصل في الأناشيد ، ومن التمايل ، وغير ذلك من المخالفات – وخاصة في ” الفيديو كليب ” – هو من المهم بمكان ، حتى يؤدي المسلم واجب النصيحة المؤتمن عليها .
ونسأل الله أن يعينكم على أداء رسالتكم ، وأن يسدد خطاكم ، ويوفقكم لما فيه رضاه .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة