تنزيل
0 / 0

معنى “أن الله تعالى في السماء”

السؤال: 131956

سمعت بعض من ينفي أن يكون الله تعالى في السماء يقول : السماء إلى فناء ، تعالى الله أن يتحيز فيها ، وقال عليه الصلاة والسلام : (أطَّت السماء وحُقَّ لها أن تئط فليس فيها مكان إلا فيها ملك قائم أو راكع أو ساجد) فتعالى الله أن يتحيز بين الملائكة .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الكلام المذكور في السؤال حق أريد به باطل ! فالحق أن الله ليس متحيزاً في السماء ، ولا هو – تعالى – متحيز بين الملائكة ، والباطل : هو إرادة نفي علو الله تعالى على خلقه ، وإيهام الناس أن أهل السنة والجماعة إذا قالوا : إن الله تعالى في السماء ، أن معنى ذلك أن السماء تحويه وتحيط به .

وهذا لم يقل به أحد من أهل السنة .

ولم يقل أهل السنَّة : إن الله تعالى في السماء أخذاً من شِعرِ شاعر ، ولا من نثر فصيح ، بل قالوا ذلك واعتقدوه أخذاً له من قول الله تعالى عن نفسه ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم.

وللوقوف على شيء من أدلة علو الله تعالى على خلقه انظر جواب السؤال رقم (992) و (124469) .

ولدحض هذه الفرية الواردة في السؤال نقول : إن لفظ “السماء” له معنيان : الأول : العلو ، والثاني : الجرم المخلوق المعروف ، الذي هو السقف المحفوظ ، فإذا قال أهل السنة : “الله في السماء” فمعنى السماء هنا : العلو .

ومن أراد بلفظ السماء ذلك الجرم المخلوق : فإنه يجعل “في” بمعنى “على” .

قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :

“وأما قوله تعالى : ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ ) الملك/16 فمعناه : مَن على السماء يعني : على العرش .

وقد يكون “في” بمعنى “على” ، ألا ترى إلى قوله تعالى : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) التوبة/2 أي : على الأرض ، وكذلك قوله : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) طه/71″ انتهى .

“التمهيد” (7/130) .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

“معنى كون الله في السماء : معناه على السماء أي فوقها ، فـ (في) بمعنى “على” ، كما جاءت بهذا المعنى في قوله تعالى : (قل سيروا في الأرض) أي : عليها .

ويجوز أن تكون (في) للظرفية ، و (السماء) على هذا بمعنى العلو ، فيكون المعنى : أن الله في العلو ، وقد جاءت السماء بمعنى العلو في قوله تعالى : (أنزل من السماء ماء) .

ولا يصح أن تكون (في) للظرفية إذا كان المراد بالسماء الأجرام المحسوسة ؛ لأن ذلك يوهم أن السماء تحيط بالله ، وهذا معنى باطل ؛ لأن الله أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته” انتهى .

“مجموع فتاوى الشيخ العثيمين” (4/283) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

“السلف ، والأئمة ، وسائر علماء السنَّة إذا قالوا : ” إنه فوق العرش ” ، و ” إنه في السماء فوق كل شيء ” : لا يقولون إن هناك شيئاً يحويه ، أو يحصره ، أو يكون محلاًّ له ، أو ظرفاً ، ووعاءً ، سبحانه وتعالى عن ذلك ، بل هو فوق كل شيء ، وهو مستغنٍ عن كل شيءٍ ، وكل شيءٍ مفتقرٌ إليه ، وهو عالٍ على كل شيءٍ ، وهو الحامل للعرش ، ولحملة العرش ، بقوته ، وقدرته ، وكل مخلوق مفتقرٌ إليه ، وهو غنيٌّ عن العرش ، وعن كل مخلوق .

وما في الكتاب والسنة من قوله : (أأمنتم من في السماء) ونحو ذلك : قد يَفهم منه بعضُهم أن “السماء” هي نفس المخلوق العالي العرش فما دونه ، فيقولون : قوله (في السماء) بمعنى : “على السماء” ، كما قال : (ولأصلبنكم في جذوع النخل) أي : على جذوع النخل ، وكما قال : (فسيروا في الأرض) أي : على الأرض .

ولا حاجة إلى هذا ، بل ” السماء ” اسم جنس للعالي ، لا يخص شيئاً ، فقوله : (في السماء) أي : في العلو دون السفل .

وهو العلي الأعلى فله أعلى العلو ، وهو ما فوق العرش ، وليس هناك غيره ، العلي الأعلى ، سبحانه وتعالى” انتهى .

“مجموع الفتاوى” (16/100 ، 101) .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android