لا تترك المصالح العظيمة في الالتحاق بالجيش من أجل مفسدة سماع الموسيقى
السؤال: 134008
سؤال:
يتحرج كثير من الطلبة العسكريين الذين مَنَّ الله عليهم بالالتزام من سماع الموسيقى ، فكيف يتصرفون حيث إنه إجباري ، أي : الموسيقى ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
“لا
شك أن الموسيقى في الجيش وغير الجيش من البلاء الذي أصيب به الناس اليوم ، وصارت
جزءاً من أعمال بعض الجهات ، وهذا لا شك أنه جهل بالشريعة ، أو تهاون أو تقليد لبعض
من أجاز ذلك من أهل العلم ، لأن من العلماء من أجاز المعازف بحجة أن حديثها الذي في
البخاري فيه انقطاع كما يزعمون ، ومن هؤلاء : ابن حزم ، وبعض المعاصرين ، فربما
يعتمد بعض الناس على مثل هذه الأقوال الضعيفة ، ويرى لنفسه حجة في هذا ، لكننا نرى
أن المعازف حرام ، سواء في الجيش أو في غير الجيش ، وأنه يجب على المسلمين أن
يستغنوا بما أحل الله لهم عما حرم الله عليهم ، وليست الشجاعة ولا الإقدام مبنية
على هذا أبداً ، الذي يملأ القلوب شجاعة وإقداما هو ذكر الله تعالى قال الله تعالى
: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا
اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الأنفال: 45 ، هذا هو الذي يملأ القلوب
شجاعة وإقداماً .
ولكن على كل حال .. هؤلاء الإخوة الذين يكرهون الموسيقى أو العزف هم مأجورون على
كراهتهم ، ومثابون عند الله فإن قدروا على إزالتها أو تخفيفها فهذا هو المطلوب ،
وإن لم يقدروا فلا تترك المصالح العظيمة في الالتحاق بالجيش من أجل هذه المفسدة
اليسيرة بالنسبة للمصالح ، لأن الإنسان ينبغي له أن يقارن بين المصالح والمفاسد ،
وأهل الخير إذا تركوا مثل هذه الأعمال من أجل هذه المعصية بقيت لأهل الشر ، وتعرفون
خطورة الجيش فيما لو لم يوفق لأناس من أهل الخير ، ولا أحب أن أعين بضرب الأمثلة
لَمَّا استولى أهل الشر والفساد على الجيوش ووصلوا إلى سدة الحكم ماذا كان ؟
كان
من الشر والفساد ما الله به عليم ، فأنا أحث إخواني الملتزمين خاصة أن يلتحقوا
بالجيش ، وأن يستعينوا بالله عز وجل في إصلاح ما أمكنهم إصلاحه ، وهذه المفسدة –
أعني مفسدة الموسيقى – أو العزف مفسدة لا شك فيها عندي ، وان كان فيها اختلاف أشرت
إليه قبل قليل ، لكني أقول : هذه المفسدة تنغمر بجانب المصالح العظيمة الكبيرة في
أن يتولى قيادة الجيش أناس أهل دين و صلاح” انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .
انتهى من لقاءات الباب المفتوح (1/102) سؤال رقم 168.
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟