يدرس في الجامعة ويمنع من أداء صلاة الجمعة
السؤال: 134691
نحن ندرس في جامعة حكومية ، بسبب ضغوطات سياسية تمنع إدارة الجامعة الطلبة من ممارسة نشاطات دينية ومن أهمها أداء الصلوات وخاصة صلاة الجمعة ، ولا بد أن نكون متواجدين في الجامعة أو في قاعة الدراسة ، فهل تسقط عنا صلاة الجمعة؟ إذا كان الجواب لا ، فماذا نفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
صلاة الجمعة من آكد الصلوات المفروضة التي يجب المحافظة عليها والاهتمام بها ، وهي
شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة ، ولهذا جاء الوعيد الشديد في تركها ، كما روى مسلم
(865) عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم أَنَّهُمَا
سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى
أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ : (لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ
أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ
الْغَافِلِينَ) .
وروى أبو داود (1052) والنسائي (1369) والترمذي (500) وابن ماجه (1125) عَنْ أَبِي
الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ
اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
والدراسة في الجامعة الحكومية إن ترتب عليها تضييع هذه الصلاة لم يجز الدخول فيها ،
إلا إن اضطر الإنسان لذلك ، كأن يجبر على الدراسة ، أو يتوقف عليها الحصول على
الوظيفة التي يتعيش منها ، فيجوز حينئذ ، ويسعى في التغيب يوم الجمعة ليدرك الصلاة
فإن لم يستطع فهو معذور في ترك الجمعة ، وقد نص الفقهاء على أن من أعذار ترك الجمعة
خوف الإنسان على نفسه أو على ماله أو على معيشة يحتاج لها .
قال
في “كشاف القناع” (1/495) : “ويعذر في ترك الجمعة والجماعة من يدافع الأخبثين البول
والغائط … أو خائف من ضرر في ماله ، أو في معيشة يحتاجها , أو أَطلق الماء على
زرعه أو بستانه , يخاف إن تركه فسد ، أو كان مستحفَظا على شيء يخاف عليه الضياع إن
ذهب وتركه , كناطور بستان (الحارس) ونحوه ; لأن المشقة اللاحقة بذلك أكثر من بل
الثياب بالمطر الذي هو عذر بالاتفاق” انتهى بتصرف .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟