الأخذ ممن يتعامل بالحرام
السؤال: 13503
هل يجوز لي الأخذ من مال رجل يتعامل بالربا ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذه المسألة مما اختلف فيه السلف رحمهم الله ؛ فبعضهم رخص في ذلك
، وبعضهم منع منه ، وفَصَّلَ بعض أهل العلم بين من كان أكثر ماله الحرام ، فينبغي
اجتنابه ، وجوبا أو استحبابا ، وبين من كان أكثر ماله الحلال ، فتجوز معاملته
والأكل من ماله .
[ انظر تفصيل المسألة في جامع العلوم والحكم ، لابن رجب ، شرح الحديث السادس ] .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : هل يجوز أخذ الهدية
من رجل يتعامل بالربا ؟
فقال رحمه الله :
( القاعدة أن ما حرم لكسبه ، فهو حرام على الكاسب فقط ، دون من
أخذه بطريق مباح ؛ وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الهدية من اليهود ؛ فقد أهدته
المرأة الشاة بخيبر ، وعاملهم ، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي ، مع أنهم يتعاملون
بالربا ، كما أخبر الله تعالى عنهم : ( فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا
حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ
أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا
أَلِيمًا ) النساء/160-161 .
فعلى هذا يجوز قبول الهدية ممن يتعامل بالربا ، وأيضا يجوز معه
البيع والشراء ، إلا إذا كان في هجره مصلحة ، فنعم ، فنمتنع من هذا لأجل المصلحة .
أما ما حرم لعينه ، فهو حرام على الآخذ وغيره .
فالخمر ـ مثلا ـ لو أهداها إليَّ يهودي أو نصراني ، ممن يرون
إباحة الخمر ، فلا يجوز قبولها ، لأنها حرام لعينها .
وكذلك لو سرق شخص مالا وأعطى غيره منه ، فلا يجوز قبوله منه ،
لأن هذا المال حرام لعينه ) . لقاءات الباب المفتوح ، اللقاء الثاني 1/76
بتصرف يسير .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟