تنزيل
0 / 0
40623417/09/2009

ماذا يحدث إذا نسي أن يقول دعاء الجماع ؟

السؤال: 135477

لقد سمعت من قبل أنه إذا نسيت أن أقول دعاء الجماع قبل المعاشرة الزوجية … فإن الشيطان يرى عوراتنا ، أو ما شابه ذلك .. هل هذا الكلام صحيح ؟؟
وهل يجب أن أقول دعاء الجماع لمجرد أنى أداعب زوجتى وأرى عورتها ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

يسن لمن أراد جماع أهله أن يقول : ” بِسْمِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا
الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا” ؛ لما روى البخاري
(6388) ومسلم (1434) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا
أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا
الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ
بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا ).

وفي رواية للبخاري (3283) ( لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ
) .

وروايات الحديث تدل على أن هذا الذكر يقال عند الجماع ، لا عند مجرد المداعبة .

واختلف في المراد بقوله : ( لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا ) فقيل : المراد أنه
يكون من الصالحين الذين لا سلطان للشيطان عليهم ، وقيل : أي لا يصرعه الشيطان ، أو
لا يضله بالكفر ، أو لا يشارك أباه فيه عند جماع أمه .

قال القاضي عياض رحمه الله :

” قيل المراد بـ(أنه لا يضره) : أنه لا يصرعه شيطان . وقيل : لا يطعن فيه الشيطان
عند ولادته ، بخلاف غيره .

قال : ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والوسوسة والإغواء” انتهى .

نقله النووي في “شرح صحيح مسلم” (10/5) .

وقال ابن دقيق العيد رحمه الله :

” وقوله عليه السلام : ” لم يضره الشيطان ” يحتمل أن يؤخذ عاما ، يدخل تحته الضرر
الديني ، ويحتمل أن يؤخذ خاصا بالنسبة إلى الضرر البدني ؛ بمعنى أن الشيطان لا
يتخبطه ، ولا يداخله بما يضر عقله أو بدنه ، وهذا أقرب ، وإن كان التخصيص على خلاف
الأصل ؛ لأنا إذا حملناه على العموم اقتضى ذلك : أن يكون الولد معصوما عن المعاصي
كلها ، وقد لا يتفق ذلك ، أو يعز وجوده ، ولا بد من وقوع ما أخبر عنه صلى الله عليه
وسلم . أما إذا حملناه على أمر الضرر في العقل أو البدن : فلا يمتنع ذلك ، ولا يدل
دليل على وجود خلافه . والله أعلم ” . انتهى. “إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام”
(1/398) .

ثانيا :

في هذا الحديث وعد لمن قال ذلك ورزق ولدا : أن الشيطان لا يضره ، وليس في الحديث أن
من نسي هذا الذكر أن الشيطان يضر ولده ولابد ، أو أن الشيطان يكون له نصيب في ذلك
الجماع ولا بد ؛ وإنما ورد ذلك عن بعض السلف . ينظر جواب السؤال رقم (21946)
.

فلهذا ينبغي الحرص على هذا الدعاء والمواظبة عليه رجاء أن يحفظ الله الولد من
الشيطان .

وللوقوف على آداب مهمة عند الجماع ، يراجع جواب السؤال رقم (5560)
.

ثالثا :

من الآداب المهمة للمسلم أن يحرص على التستر الكامل ، وصون عورته ألا يراها أحد ،
وإذا كان الإنسان قد يحتاج إلى التكشف أحيانا ، كما في حال قضاء الحاجة ، أو الجماع
، أو نحوها ، فقد شرع له أن يستتر عن أعين الجن الذين يرونه ، أو يحضرون المكان
الذي هو فيه ، بذكر الله ، كما أرشد الحديث السابق إلى التحصن من أذى الشيطان بذكر
الله .

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ
وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ
اللَّهِ )

رواه الترمذي (606) وصححه الألباني .

قال النووي رحمه الله في كتابه الأذكار (22) : ” باب ما يقول إذا خلع ثوبه لغسل أو
نوم أو نحوهما ” ، وذكر فيه الحديث .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android