أحيانا أتأخر عن صلاة الجمعة ، فلا أجد مكاناً في المسجد إلا في الصفوف الخلفية ، فأصعد إلى الطابق العلوي لأجد مكاناً في صفوف متقدمة بدون أذية للمصلين ، فهل الأولى الصلاة في الطابق السفلي حيث الإمام ولو في صفوف متأخرة أم الصعود إلى الطابق العلوي في صفوف متقدمة؟
هل يصلي في الصفوف الخلفية وراء الإمام ، أم في الصفوف الأمامية من الطابق العلوي ؟
السؤال: 136256
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الصلاة في الصفوف المتأخرة من الطابق السفلي الذي فيه الإمام أفضل من الصلاة في الصفوف المتقدمة من الطابق العلوي ؛ لأن الصلاة خلف الإمام هي الأصل ، ولا يلجأ الناس إلى الصلاة بالطابق العلوي إلا عند ضيق المسجد وعدم كفايته للمصلين .
وأيضا : فإن القرب من الإمام أفضل ، والصلاة بالطابق السفلي أقرب إلى الإمام منها بالطابق العلوي .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : سمعنا أن الصلاة في الطابق السفلي من المسجد الحرام أفضل من الصلاة في الطابق العلوي ، فهل هذا صحيح من حيث العلو على الإمام ؟
فأجاب بقوله : ” الطابق السفلي قد يكون أفضل من حيث قربه من الإمام ؛ لأنه بلا شك أقرب إلى الإمام ، والصف الأول أفضل لأنه أقرب من الإمام .
وأما من حيث علو المأموم على الإمام فهذه المسألة فيها خلاف ، مع أن كثيراً من أهل العلم يقيد هذه المسألة بما إذا صلى الإمام وحده بالأسفل وصلى بقية الجماعة كلهم فوقه فهذه هي التي تكره ، وأما إذا كان مع الإمام أحد فإنه لا كراهة في علو المأموم على الإمام ، والآن معروف في الحرم أن غالب المصلين يصلون في الأسفل ، فعلى هذا فالذين يصلون فوق ليس في صلاتهم كراهة بل ذلك جائز ، ولكن كما قلت الأسفل أقرب إلى الإمام فيكون أولى ” انتهى .
“مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (13/19-20)
وقد تكون الصلاة في الطابق العلوي أفضل إذا كانت أقرب إلى الخشوع ، لما قد يتأذى به المصلى في الصفوف الخلفية خلف الإمام من الزحام أو شدة الحر .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : أيهما أفضل الصلاة في الدور العلوي أم في الدور الأرضي من المسجد ؟
فأجاب : ” الصلاة في الأسفل أفضل من الصلاة في الأعلى ؛ لأنها أقرب إلى الإمام ، والدنو من الإمام أفضل من البعد عنه ، لكن إذا اقترن بالصلاة في الأعلى نشاط الإنسان فنشط ، ويرى أنه يخشع أكثر فإن هذا أفضل ، وذلك لأن المحافظة على الفضيلة المتعلقة بالعبادة أولى من المحافظة على الفضيلة المتعلقة بمكانها ، هكذا قال العلماء ، وضربوا لذلك مثلاً بالرَّمَل في طواف القدوم أو الدنو من الكعبة ، لو قال قائل : أنا إن دنوت من الكعبة لم يحصل لي الرَّمَل ، وإن أبعدت عن الكعبة حصل لي الرَّمَل فأيهما أفضل ، أن أدنو من الكعبة ، أو أن أبتعد وأرمل، فأيهما أفضل ؟
يقول العلماء : الأفضل أن تبتعد وترمل ؛ لأن الفضيلة المتعلقة بذات العبادة أولى بالمحافظة من الفضيلة المتعلقة بمكانها ” انتهى .
“مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (13/ 14) .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب