يعمل في شركة تخزين ملفات الشركات ، ومن بينها شركات تأمين وبنوك ربوية
السؤال: 137166
أعمل في شركة عملها الرئيسي هو التخزين , تخزين ملفات ومستندات الشركات , ولكن من بين هذه الشركات يوجد بنوك وشركات تأمين , أنا أعمل في المخزن , أحمل الصناديق التي بها الملفات ويتم تخزينها وعند طلب أي صندوق أحضره , علما بأن كل عميل في الشركة له رقم معين ، وأنا لا أعرف من العملاء إلا القليل , فما حكم عملي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
حيث
إن هذا التخزين لملفات الشركات مما تعان به الشركات على أعمالها ؛ لأن هذه الملفات
– لا شك – تحتوي على كافة مصالحها من تعاقدات وحسابات ومستندات وغير ذلك مما لا تتم
مصالحها إلا به .
وحيث إن من بين هذه الشركات شركات تأمين ، وبنوك ربوية ، فقيامك بعملك في تخزين
الملفات يعد تعاونا مع شركات التأمين والبنوك الربوية على عملها المحرم ، وقد قال
الله تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
المائدة/2 .
والواجب على المسلم أن يترك معصية الله تعالى ، وألا يعين العاصي على معصيته ، وقد
ذكرت أنك لا تعرف من العملاء إلا القليل .
وعلى هذا ، فلا يمكنك ترك العمل المحرم (وهو مساعدة شركات التأمين والبنوك الربوية)
إلا بترك هذا العمل ، لأنه اختلط فيه الحلال بالحرام ، وأنت على يقين أنك تقع في
الحرام .
ومن
ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
ونسوق إليك بعض فتاوى أهل العلم فيما يخص مسألتك ؛ ليتبين لك أن أدنى تعاون مع هذه
الهيئات الربوية هو من التعاون على الإثم والعدوان ، وهو مما حرمه الله تعالى على
عباده المؤمنين .
فقد
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء : عن شخص يعمل حارساً في أحد البنوك .
فأجابت : “البنوك التي تتعامل بالربا لا يجوز للمسلم أن يكون حارسا لها ؛ لأن هذا
من التعاون على الإثم والعدوان ، وقد نهى الله عنه بقوله : (وَلَا تَعَاوَنُوا
عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) وأغلب أحوال البنوك التعامل بالربا” انتهى .
“فتاوى اللجنة الدائمة” (15/43) .
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء أيضا :
أعمل بوظيفة طابع آلة كاتبة ، ويطلب مني في بعض الأحيان كتابة خطابات إلى بعض
البنوك لتنفيذ بعض الأعمال المصرفية ، مضمونها : أن الشركة تقرض البنك (أو تقترض
منه) مبلغا بعمولة قدرها كذا بالمائة من قيمة القرض ، فأرجو من سماحتكم إفادتي عن
مدى شرعية عملي هذا بالنسبة لتحرير تلك الخطابات ؟
فأجابت : “عملك كاتبا للمعاملات الربوية محرم ، والمال الذي تأخذه مقابل ذلك سحت ،
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه
وشاهديه) فالواجب عليك ترك هذا العمل ، وفي الحلال غنية عن الحرام ، ومن ترك شيئا
لله عوضه الله خيرا منه” انتهى .
“فتاوى اللجنة الدائمة” (15/60) .
وسئلت اللجنة :
أنا
موظف أعمل في شركة أرامكو ، في قسم تملك البيوت ، هذا القسم يعطي قروضا لبناء مساكن
للموظفين ، هذه القروض ربوية بنص فتوى منكم ، عملي في هذا القسم في وحدة توزيع
الأراضي ، ولا علاقة لي بما يخص توقيع القروض أو الشهادة وما شابهها ، فهل علي إثم
من خلال عملي في هذا القسم الذي يمنح قروضا ربوية ؟
فأجابت :
“إذا كان الواقع كما ذكر من عملك في توزيع الأراضي لا في القروض الربوية ، فليس في
عملك مباشرة للربا ، ولكن فيه تعاون مع من يتعاملون بالربا ويباشرونه ، وهذا لا
يجوز ؛ لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان” انتهى .
“فتاوى اللجنة الدائمة” (15/17-18) .
وورد إلى اللجنة هذا السؤال :
أعمل محاسبا في جريدة ، والجريدة تنشر يوميا صفحة عن أخبار الممثلين والممثلات
والمطربين والمطربات ، فهل في راتبي شيء؟
فأجابت :
“الغالب في أخبار الممثلين والممثلات في فنهم وفي الحديث عن المطربين والمطربات في
طربهم الشر والانحراف عن الجادة ، وفي ذلك ترويج لفنون اللهو ، وإشاعة للفتن
والمغريات بالفواحش ، ونشر للشر والفساد ، وأمثال ذلك مما يدنس الهيئة ، ويذهب
بالكرامة والقيم الأخلاقية ، ولا شك أن العمل في مثل هذا الميدان لا يجوز ؛ لما فيه
من التعاون على الإثم والعدوان ، وعلى هذا لا يجوز اتخاذه طريقا للكسب ، وطرق الرزق
كثيرة ، فليتق العبد ربه ، قال الله تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال سبحانه : (وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ
جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)” انتهى .
“فتاوى اللجنة الدائمة” (15 / 52-53) .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
“التعامل بالربا محرم على الشركات وعلى البنوك وعلى الأفراد . ولا يجوز للمسلم أن
يتوظف في المحلات التي تتعامل بالربا ، ولو كان تعاملها به قليلاً ، لأن الموظف عند
هذه المؤسسات والمحلات الربوية يكون متعاونًا معهم على الإثم والعدوان – والمتعاون
مع المرابين تشمله اللعنة لقوله صلى الله عليه وسلم : (لعن الله آكل الربا وموكله
وشاهديه وكاتبه)” انتهى .
“المنتقى من فتاوى الفوزان” (68/8) .
والله أعلم
ولمزيد الفائدة راجع إجابة السؤال رقم : (82886)
.
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة