الصور الجائزة والمحرَّم اقتناؤها ، وعلاقة ذلك بدخول الملائكة لأمكنة وجودها
السؤال: 137174
هل يجوز أن أصلي في حجرة بها زينات من العرائس ، واللعب ؟ وأنا لا أفهم لماذا يقول الناس إن الملائكة لا تدخل بيوتاً بها عرائس ، ولعب ، فهل هذا من الإسلام ؟ .
من فضلك بيِّن لي صحة هذا الحكم ، بحديث صحيح ، لو وُجد .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
من
الجيد السؤال عن أحكام الشرع الله تعالى لمن لا يعلمها ، ومن الجيد أيضاً : أن يكون
السائل فطناً ، فيسأل عن الدليل على حكم مسألته ، حتى يكون متبعاً الكتاب والسنة .
ثانياً :
ثبت
في السنَّة الصحيحة – بلا ريب – تحريم الرسم ، والنحت ، لذوات الأرواح ، وثبت –
كذلك – أن الملائكة لا تدخل بيتاً توجد فيه تلك الصور المحرمة ، والمقصود بهم :
ملائكة الرحمة والاستغفار .
فعن
أبي طلحة رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
( لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ، وَلاَ صُورَةٌ تَمَاثِيلُ )
رواه البخاري ( 3053 ) ومسلم ( 2106 ) .
وعن
عائشة رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : قَالَ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ( إِنَّا لاَ نَدْخُلُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ أوْ
صُورَةٌ ) رواه مسلم ( 2104 ) .
فإذا وجدت الصور المحرَّمة في بيت : حُرم أهله وجود ملائكة الرحمة ، والاستغفار ،
وصار البيت مأوى للشياطين .
ويدخل في هذه الصور المحرمة :
1.
التماثيل لذوات الأرواح ، مصنعة ، أم منحوتة ، من أي مادة كان ذلك التصنيع ، أو
النحت .
ويدخل فيها حلي النساء المصنع على صورة حيوان .
2.
الصور الشمسية – الفوتوغرافية – ، التي لا يحتاج صاحبها إليها ، بل يحتفظ بها
للذكرى أو لغير ذلك من الأسباب التي ليست ضرورية .
3.
الصور المرسومة باليد ، أو بالكمبيوتر ، لذوات الأرواح .
ولا
يدخل في هذا الحكم [التحريم ، وحرمان دخول الملائكة] الصور التي يجوز اقتناؤها ،
ومنها:
1.
ما كان وجوده ضرورة ، كصور البطاقة الشخصية ، وجواز السفر ، وكالصور الموجودة على
الأوراق النقدية .
2.
ما كان ممتهناً من الصور ، كالموجود منها على السجاد ، أو علب الحليب ، والصلصة ،
وغيرها ، مما مصيره القمامة .
قال
الحافظ ابن حجر رحمه الله :
قال
الخطَّابي : والصورة التي لا تدخل الملائكة البيت الذي هي فيه ما يحرم اقتناؤه ،
وهو ما يكون من الصور التي فيها الروح ، مما لم يقطع رأسه ، أو لم يمتهن .
”
فتح الباري ” ( 10 / 382 ) .
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
إن
صور جميع الأحياء من آدمي أو حيوان محرمة ، سواء كانت مجسمة ، أم رسوماً ، وألوانا
في ورق ، ونحوه ، أم نسيجاً في قماش ، أو صوراً شمسية ، والملائكة لا تدخل بيتاً
فيه صورة ؛ لعموم الأحاديث الصحيحة التي دلت على ذلك .
ويرخص فيما دعت إليه الضرورة ، كصور المجرمين ، والمشبوهين ؛ لضبطهم ، والصور التي
تدخل في جوازات السفر ، وحفائظ النفوس ؛ لشدة الضرورة إلى ذلك ، ونرجو ألا تكون هذه
وأمثالها مانعة من دخول الملائكة البيت لضرورة حفظها ، وحملها ، والله المستعان .
وهكذا الصور التي تمتهن كالتي في الفراش ، والوسائد ، نرجو أنها لا تمنع من دخول
الملائكة ، ومن الأحاديث الواردة في ذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن
أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم ) رواه البخاري .
وروي أيضاً عن أبي جحيفة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن آكل
الربا وموكله ولعن المصور ) .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ عبد الله بن قعود .
”
فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 1 / 720 ، 721 ) .
وانظر جواب السؤال رقم (134313)
.
3.
لعب الأطفال .
وقد
سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (119056)
و (20325)
.
ثالثا :
أما
حكم الصلاة في مكان فيه صور : فهو مبني على التقسيم السابق ، فلا تجوز الصلاة في
مكان فيه صور محرَّمة ، وتجوز الصلاة في مكان فيه صور جائزة .
قال
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
أما
الصلاة في الأماكن التي توجد فيها مثل هذه الصور : فإن كانت من الأشياء المباحة ،
كالذي يُمْتَهَن – على قول جمهور أهل العلم – : فلا بأس بها ، وإن كانت من الأشياء
التي غير مباحة ، مثل الصور المعلقة : فإنه لا يُصلَّى في هذا المكان حتى تُنَزَّل
الصور ، مع أن هذه الصور المعلقة لا يجوز أن تعلَّق أبداً مهما كان المصوَّر ، بعض
الناس يضع صورته في برواز ، ويعلقها في المجلس ، أو يضع صورة والده ، أحياناً يضعون
صورة الوالد وهو ميت – نسأل الله العافية – وبعض الناس يضع صور اللاعبين – لاعبي
الكرة ! – ، وللناس إرادات ، وأهواء ، المهم : كل الصور المعلقة لا تجوز أيّاً كان
المعلَّق
.
”
جلسات رمضانية ” ( رقم الدرس : 6 ، عام 1410 هـ ) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
أصلي بغرفة بها صور ، كصورة صديق لي معلقة على الحائط ، أو صورة إنسان آخر ، وقد
قال لي بعض الأخوة : ” إن صلاتك باطلة بسبب استقبال هذه الصور ” ، فماذا أفعل في
المدة الماضية ؟ وما حكم صلاتي ؟ بارك الله فيكم .
فأجاب :
الصلاة صحيحة ، ومَن قال إن الصلاة باطلة : فقد غلط ، فالصلاة صحيحة ، ولكن يكره
الصلاة في هذه الحجرة إذا تيسر غيرها ، وإلا فالصلاة صحيحة ؛ لأنك لا تعبد الصور ،
إنما صليت لله ، فصلاتك صحيحة .
”
فتاوى نور على الدرب ” ( ص 309 ، 310 ) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
هل
تجوز صلاة المصلي وأمامه صورة حيوان ، كالحصان – مثلاً – ، معلقة على الجدار ؟ .
فأجاب :
الصلاة صحيحة ، لكن أصل تعليق الصور على الجدران : لا يجوز .
الصور إنما تجوز إذا كانت ممتهنة ، توطأ ، وأما إذا كانت معلقة : فلا ، وقد أخبر
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ) .
”
فتاوى نور على الدرب ” ( شريط : 372 ، وجه : ب ) .
ولمزيد الفائدة يراجع جواب السؤال رقم (
6390 ) و (
130263 ) .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة