توفي بعد الحادث بسنوات فهل يلزم السائق شيء ؟
السؤال: 138425
عملت حادث الله يحفظكم من شر الحوادث وكان معي صديقي وكان في غيبوبة بعد شهر فاق ثم توفى صديقي يرحمه الله بعد ثلاث سنوات هل علي كفارة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
كل ما يترتب على آثار الجناية فهو مضمون من الجاني ، سواء كانت على سبيل العمد أم
الخطأ .
قال ابن قدامة المقدسي : ” وسِرَايَةُ الْجِنَايَةِ مَضْمُونَةٌ بِلاَ خِلاَفٍ ،
لأَِنَّهَا أَثَرُ الْجِنَايَةِ ، وَالْجِنَايَةُ مَضْمُونَةٌ ، فكَذَلِكَ
أَثَرُهَا “. انتهى ” المغني ” (9/445) .
وبناء على ذلك ، لا يخلو صديقك بعد الحادث من حالين :
الأول : أن يستمر مرضه وتأثره بالحادث إلى وفاته ، ففي هذه الحال يلزمك تحمل
مسئولية ما حدث سواء طالت المدة أم قصرت ؛ لأن وفاته وإن لم تكن وقت الحادث إلا
أنها بسببه في ظاهر الأمر.
قال العيني : ” وَكُلُّ مَا لَهُ سَبَبٌ ظَاهِرٌ يُحَالُ عَلَيْهِ ، كَمَنْ جَرَحَ
إنْسَانًا فَلَمْ يَزَلْ صَاحِبَ فِرَاشٍ حَتَّى مَاتَ ، يُحَالُ بِمَوْتِهِ عَلَى
الْجِرَاحَةِ ؛ لِأَنَّهُ هُوَ السَّبَبُ الظَّاهِرُ “. انتهى ” العناية شرح
الهداية” (1 /156) .
وقال الكاساني : ” السَّبَبُ الْمُفْضِي إلَى الشَّيْءِ يُقَامُ مَقَامَ ذَلِكَ
الشَّيْءِ فِي أُصُولِ الشَّرْعِ “. انتهى ” بدائع الصنائع ” (16 /331) .
وجاء في ” درر الحكام شرح غرر الأحكام ” (6/3) : ” وَلِأَنَّ الْجِرَاحَاتِ
يُعْتَبَرُ فِيهَا مَآلُهَا ، لَا حَالُهَا ، لِاحْتِمَالِ السِّرَايَةِ إلَى
النَّفْسِ ، فَيَظْهَرُ أَنَّهُ قَتْلٌ ، وَإِنَّمَا يَسْتَقِرُّ الْأَمْرُ
بِالْبُرْءِ “.
الثاني : أن يكون صاحبك قد استرد صحته وعافيته بعد إفاقته من الغيبوبة ، وعاد لحاله
الطبيعي ، ثم توفى بعد ذلك .
ففي هذه الحال لا يلزمك شيء ؛ لأن الظاهر أن الوفاة بسبب آخر ، إلا أن يقرر الأطباء
الثقات أن وفاته كانت من آثار ذلك الحادث .
ثانياً :
إذا تبين أن وفاته كانت بسبب الحادث ، وكان الحادث قد نجم عن خطأ منك فيلزمك دفع
الدية كاملة لأهل صديقك ، مع الكفارة وهي صيام شهرين متتابعين.
وأما إذا كان الخطأ مشتركا بينك وبين سائق آخر فيلزمكم التشارك في الدية ( كلٌّ حسب
نسبة خطئه ) ويلزم كل واحد منكم الكفارة .
ثالثا :
إذا كان الحادث بغير تقصير منك ، ولا إهمال : فليس عليك شيء ، لا الدية ولا الكفارة
.
وانظر جواب السؤال رقم (52918)
ورقم (30952)
.
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة