حكم استعمال القرص الحيوي ، وحكم لبس القلادة الحيوية ، للنفع والعلاج
السؤال: 138578
بدأت مؤخراً انتشار منتجيْن من شركة ألمانية ، تعرفان باسم Chi Pendant و Biodisc وهما عبارة عن قرص زجاجي يجلي الشفاء من الأمراض , ويمنح الطاقة ، والآخر قلادة تعلق على الرقبة للغرض ذاته ، نريد أن نعرف ما حكمهما في الشرع ، وتنبيه الشباب من الوقوع في الشرك ، نحن نقوم بما يجب علينا اتجاه ديننا ، وننتظر ما تقول يا شيخ لنبلغ الشباب .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
اطلعنا على مواقع متعددة فيها بيان حال هذين المنتَجين ، ويمكن تلخيص ذلك بأمور :
أ.
الشيئان الوارد ذِكرهما في السؤال هما : ”
القرص
الحيوي
“Bio
Disc
،
و : ” القلادة الحيوية ”
Chi Pendant.
ب.
هذه المخترعات هي نتاج أبحاث قام بها لسنوات طويلة : الدكتور ” إيان ليونز ”
Ian Lyons
.
وهو
ألماني الأصل ، وتايلاندي الجنسية .
جـ
. هذا المنتجان
يستعملان في توليد ” الطاقة الطبيعية ” , وهما منتجان
مكونان من معادن طبيعية تمت معالجتها بطريقة تقنية ، وتم تدميج القرص الحيوي
بالزجاج
،
فأصبح بمقدوره توليد ترددات “طاقة كمية” .
دـ.
ذُكرت فوائد كثيرة لاستعمال “القرص الحيوي” و “القلادة” ، ولا نستطيع إثبات صحة ذلك
أو نفيه .
ثانياً :
أما
بخصوص حكم استعمال تلك المنتجات : فذلك راجع إلى أهل الاختصاص من أهل الطب ، ودوائر
الصحة في العالَم ، فهي التي تقرر وجود منافع لها ، أو لا ، وفي حال ثبوت منافع
لهما على الصحة ، وعلاجهما للأمراض : فيكون حكمهما كحكم سائر الأدوية والأعشاب التي
ثبت نفعها للبدن ، أو علاجها للمرض .
غير
أنه ينبغي التنبيه على أمور تتعلق بلبس ” القلادة الحيوية ” :
أ.
أنه لا يجوز لبسها إلا إن ثبت أنها نافعة للبدن ، أو دافعة للمرض .
ب.
أنه لا يجوز للرجال لبسها ، بل تلبسها النساء فقط ؛ لأن لبس القلادة على الصدر خاص
بالنساء دون الرجال ، وخاصة أنه يمكن وضع القلادة في الجيب ، ولا يتعين لبسها على
الصدر .
ج.
ومن لبستها من النساء فلا يجوز أن تكون القلادة فيها صليب ؛ لأن الصليب شعار الكفر
والكفار ، ولذا كان من هديه صلى الله عليه وسلم طمس الصليب ، ونقضه ، ففي الحديث
عن
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت : (إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ
إِلا نَقَضَهُ) رواه البخاري (5952) .
د.
تجنب لبس القلادة التي كتب عليها اسم الله تعالى ، أو آيات قرآنية – وهذا والذي
قبله موجود في الواقع في القلادة موضع السؤال – .
ومع
ذلك ، فإنه لو ثبت نفعها : فينبغي التنزه عنها ؛ لما في لبسها من مشابهة ما عليه
الجاهليون من لبس أشياء كهذه لجلب الحظ أو دفع العين … وغير ذلك ، وقد ظهرت أسورة
مغناطيسية ، ونحاسية ، ادعي في لبسها النفع ، كعلاج الروماتزم ، وقد أجاب العلماء
عن حكم لبسها بأنه ينبغي اجتنابها .
سئل
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : عن حكم استعمال الأسورة المغناطيسية ؟ .
فأجاب :
“والذي أرى في هذه المسألة : هو ترك الأسورة المذكورة ، وعدم استعمالها ؛ سدّاً
لذريعة الشرك ، وحسماً لمادة الفتنة بها ، والميل إليها ، وتعلق النفوس بها ، ورغبة
في توجيه المسلم بقلبه إلى الله سبحانه ، ثقة به ، واعتماداً عليه ، واكتفاء
بالأسباب المشروعة المعلومة إباحتها بلا شك ، وفيما أباح الله ويسَّر لعباده :
غنيةٌ عمَّا حرم عليهم ، وعما اشتبه أمره ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال : (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام
كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه) – متفق عليه – ، وقال صلى الله عليه وسلم
: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) – رواه الترمذي وهو صحيح – .
ولا
ريب أن تعليق الأسورة المذكورة يُشبه ما تفعله الجاهلية في سابق الزمان ، فهو إما
من الأمور المحرمة الشركية ، أو من وسائلها ، وأقل ما يقال فيه : أنه من المشتبهات
، فالأولى بالمسلم والأحوط له : أن يترفع بنفسه عن ذلك ، وأن يكتفي بالعلاج الواضح
الإباحة ، البعيد عن الشبهة ، هذا ما ظهر لي ، ولجماعة من المشايخ ، والمدرسين .
وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه ، وأن يمنَّ علينا جميعاً بالفقه
في دينه ، والسلامة مما يخالف شرعه ، إنه على كل شيء قدير” انتهى .
“فتاوى الشيخ ابن باز” (1/207) .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟