انتشر في الآونة الأخيرة عادة في أوساط المسلمين لا أدري من أين منشؤها ، لكن على ما يبدو أنها جُلبت من الكفار ، هذه العادة تسمَّى حفلة الطبق الواحد ، خلاصة هذه الحفلة : أن رب البيت – أو المضيّف – يطلب من كل شخص من الضيوف أن يحضر طبقاً مطبوخاً معه إلى الحفلة ، فيشترك الجميع في الأكل منه ، والغرض من ذلك : أن رب المنزل – أو صاحب الحفلة – لا يبقى عليه إلا الأشياء اليسيرة ، وأن لا يُشغَل بالطبخ وغيره ، ما جعلني أستنكر هذا النوع من الحفلات : أن ذلك مخالف لسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يُطعم ضيفه من أحسن ما لديه ، وكان يحث على إكرام الضيف ، والإكرام لا يتأتى إلا عن طريق الطبخ لهم ، وإعطائهم أفضل الأطعمة ، لا أن يُطلب من الضيف أن يحضر طعامه معه ، فما رأي الشرع في مثل هذه الحفلات ؟ وهل ترون أنه من المناسب الذهاب والتواصي على الحضور والمشاركة في مثل هذه الحفلات ؟ .
حكم اجتماع طائفة على طعام، كلٌّ يُحضر معه منه شيئاً؟
السؤال: 139027
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً:
لا شك أن إطعام الطعام من مكارم الأخلاق ، ونبل النفوس ، وقد حث عليه الشرع ، فعنعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ رضي الله عنه قَالَ : أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفْشُوا السَّلاَمَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ) رواه الترمذي (2485) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقد أوجب الإسلام إكرام الضيف ، والقيام بحقه ، فعَنْأَبِيهُرَيْرَةَرضي الله عنه قال : قال رَسُولِاللَّهِصَلَّىاللَّهُعَلَيْهِوَسَلَّمَ : (مَنْكَانَيُؤْمِنُبِاللَّهِوَالْيَوْمِالْآخِرِفَلْيُكْرِمْضَيْفَهُ) رواه البخاري (6018) ومسلم (47) .
والمراد بالضيف الذي يجب إكرامه هو : هو ضيف السفَر ، وهو القادم من بلد آخر ، وليس الزائر له من جيرانه ، أو أصدقائه من بلده ؛ وإكرام هذا الثاني (الزائر) مطلوب ، ويدخل في عمومات الشريعة التي تحث على فعل الخير ، والإحسان إلى الناس ، وتحسين الخلق معهم .
فالضيف المسافر هو الذي له حق في طعام المضيف ، وهذا لا ينطبق على الزائر الذي يمكن أن تقول له: “ارجع” ، كما قال تعالى : (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) النور/28 .
وانظر جواب السؤال رقم (128791) .
وعليه : فما يفعله أولئك المشار إليهم في السؤال لا حرج فيه .
ثم على فرض أنهم ضيوف يجب إكرامهم فقد رضوا هم بإسقاط حقهم ، وأنهم يأتون بالطعام معهم ، ولا حرج في ذلك .
ولهذا ، لا نرى أن فعلهم هذا يخالف الشرع ، أو يناقض المروءة ، بل يدل على ترابطهم ، وقوة صلتهم ، بعضهم ببعض .
ونحن نشكر لك غيرتك على السنَّة ، ونسأل الله أن يفقهنا وإياك في دينه ، وأن يثبتنا على الحق .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة