هل يجوز أن نضع المصاحف وتشغيل القرآن في غرفة حولت من حمام إلى غرفة ملابس حيث أعيد ترميمها؟
هل يجوز وضع المصاحف في مكان تحول من حمام إلى غرفة ملابس؟
السؤال: 139560
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نعم ، يجوز ذلك ، ولا حرج فيه ، لأن المنع من إدخال المصحف وتشغيل القرآن فيها إنما كان تعظيماً للقرآن الكريم ، حيث كان هذا المكان نجساً ، ومكاناً لكشف العورات ، ومأوى للشياطين ، فلما زالت هذه الأوصاف وصار المكان طاهراً نظيفاً ، تغير الحكم تبعاً لذلك .
وقد كانت أرض مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة قبورا للمشركين ، فأزالها النبي صلى الله عليه وسلم وبنى مسجده مكانها .
روى البخاري (1868) ومسلم (524) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ : (يَا بَنِي النَّجَّارِ ثَامِنُونِي . فَقَالُوا : لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ . فَأَمَرَ بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ ، ثُمَّ بِالْخِرَبِ فَسُوِّيَتْ ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ ، فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ) .
قال النووي رحمه الله :
“فِيهِ : جَوَاز نَبْش الْقُبُور الدَّارِسَة , وَأَنَّهُ إِذَا أُزِيلَ تُرَابهَا الْمُخْتَلَط بِصَدِيدِهِمْ وَدِمَائِهِمْ جَازَتْ الصَّلَاة فِي تِلْكَ الْأَرْض , وَجَوَاز اِتِّخَاذ مَوْضِعهَا مَسْجِدًا إِذَا طُيِّبَتْ أَرْضه” انتهى .
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :
توجد جماعة من المسلمين في مدينة عانتا في ولاية جورجيا في الولايات الأمريكية ، وترغب في إقامة مسجد لأداء الصلوات الخمس والجمعة ، وكانت هناك كنيسة معروضة للبيع ، فهل يجوز لهم شراء هذه الكنيسة وتحويلها إلى مسجد بعد إزالة الأصلبة الموجودة ، وكذلك الصور المعلقة والمنقوشة ؟
فأجابت :
“نعم ، يجوز شراؤها وجعلها مسجدا ، وتجب إزالة الصلبان والصور المعلقة والمنقوشة فيها ، وكل ما يشعر بأنها كنيسة ، ولا نعلم مانعا يمنع من ذلك” انتهى .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل يجوز تحويل دورات المياه – أعزكم الله – إلى مصلى – يعني بعد هدّها وردمها وتغييرها ؟
الشيخ : لماذا لا تجوز الصلاة في المراحيض ؟ السائل : لأنه مكان نجس .
الشيخ : لأنه نجس ، وإذا أزيل وطُهِّر ، فتجوز الصلاة ؟ السائل : تجوز .
الشيخ : الآن الأرض إذا كانت نجسة وطهرتها بالماء ، ألا تجوز الصلاة عليها ؟
فالأعرابي الذي جاء وبال في المسجد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُصَبَّ على بوله ماء ، ثم طَهُر ويُصَلَّى فيه ، كما أن القبور لو نُبِشَت وجُعِل مكانها مسجداً جازت الصلاة فيها .
ألم تعلم أن المسجد النبوي كان فيه قبور للمشركين ، ثم نُبِشَت وجعل مسجداً نبوياً ، الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ؟!
إذاً : الحكم يدور مع علته ، الآن يوجد تطهير المياه بمواد كيماوية ، كتطهير المياه النجسة ، والمجاري ، هذه إذا ألقي عليها المواد الكيماوية وطهُرت صارت طاهرة ، ليس فيها شيء ، وخذها عندك قاعدة شرعية : (الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً)” انتهى .
“لقاء الباب المفتوح” (135/10) .
وعلى هذا ، فإذا أعيد ترميم الحمام وجعله غرفة ملابس ، فقد زال حكم الحمام ، فيجوز قراءة القرآن والصلاة فيه ، ودخوله بالمصحف .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب