شاب يشتكي من عدم إيقاظ والده له لصلاة الفجر فماذا يفعل ؟
السؤال: 139908
لا يوقظني أبي لصلاة الفجر وقد بلغت سن الحلم ، فماذا عليَّ أن أفعل ؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
في
البداية – أخي السائل – نود أن نحيي فيك هذه الهمة الطيبة والحرص على أداء صلاة
الفجر في المسجد ، ونسأل الله سبحانه وتعالى لك الثبات ، ومزيداً من التوفيق ،
والاستقامة .
ثانياً :
يجب
على الوالدين أن يحثا أولادهما – ذكوراً وإناثاً – على المحافظة على الصلاة في
وقتها ، وأن يقوما بتشجيعهما على ذلك ؛ فالأب راع في بيته ومسئول عن رعيته ، والأم
– كذلك – راعية ، ومسئولة عن رعيتها .
ولينظر جواب السؤال رقم (103420)
.
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
هل
يجوز أن يخرج الرجل إلى الصلاة وأولاده بالمنزل ؟ .
فأجاب :
“يجب على المرء أن يقوم بأمر الله عز وجل في قوله : (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ
مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
، يجب على المرء أن يأمر أهله بالصلاة ، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في
قوله صلى الله عليه وسلم : (مُرُوا
أَبْنَاءَكُمْ
بِالصَّلَاةِ
لِسَبْعِ
سِنِينَ
،
وَاضْرِبُوهُمْ
عَلَيْهَا
لِعَشْرِ
،
وَفَرِّقُوا
بَيْنَهُمْ
فِي
الْمَضَاجِعِ) ، وكما ذكر الله تعالى عن إسماعيل أبي العرب أنه كان (وَكَانَ
يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً)
.
ولا
يحل له – أي : الوالد – أن يُبقي أولاده نائمين دون أن يوقظهم للصلاة ويتابعهم ،
ولا يكفي الإيقاظ فقط ، بل لابدَّ من المتابعة ؛ لأنه ربما يوقظهم ثم يرجعون ،
فينامون” انتهى .
“فتاوى إسلامية” (4/215) .
وقد
أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الشاب الذي ينشأ في طاعة الله ؛ فعَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : (سَبْعَةٌ
يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ) ، ذكر منهم :
(شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ) رواه البخاري (629) ومسلم (1031) .
ومن
أهم الأسباب التي تساعد على نشأة الشاب في عبادة ربه ، أن يقوم أبواه أو من يتولى
تربيته بتعويده على ذلك من الصغر ، وتشجيعه والأخذ بيده باستمرار .
وهنيئاً للوالدين مثل هذا الابن الذي يتأسف على عدم إيقاظ والده له لأداء صلاة
الفجر ، وكم يوجد من الآباء من هو على استعداد لبذل كل ما يملك في سبيل أن يكون
ابنه صالحاً مستقيماً على طاعة الله ، ونأسف أن يكون حال بعض الآباء الزهد في تشجيع
أبنائه على الصلاة في وقتها ، أو في المسجد جماعة .
ثالثاً :
إذا
كان والدكَ يستيقظ للصلاة في وقتها ، ويصلي في المسجد جماعة : فالأمر سهل – إن شاء
الله – فتطلب منه أن يوقظك للصلاة ، وأن يصطحبك معه ، وتناقش معه الأمر بهدوء .
وأما إذا كان لا يصلي ، ويتركك نائماً من باب الشفقة عليك ، فهي شفقة في غير محلها
بلا شك .
وعليك أن تأخذ بأسباب الاستيقاظ للصلاة , كالنوم مبكراً , ووضع المنبِّه , والعزيمة
الصادقة , والطلب ممن يستيقظ للصلاة من أهلك أن ينبهك ، أو عن طريق طلب التذكير
بالهاتف عن طريق بعض الأصدقاء ، وغير ذلك من الأسباب المعينة على الاستيقاظ للصلاة
في وقتها .
ويستحسن أن تطلب من إمام الحي أن يبحث هذا الموضوع في درس خاص في المسجد ، أو في
خطبة الجمعة ؛ ليُسمع والدك الحكم الشرعي في فعله ، ويتنبه إلى أهمية أمر أولاده
وأهله بالصلاة وأن ذلك من الواجبات عليه التي سيسأل عنها بين يدي الله تعالى .
ونسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله وتوفيقه , وأن يشرح صدر والدك لإيقاظك للصلاة ،
وأن يجعلك وأهلك جميعاً من المقيمين للصلاة .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة