تنزيل
0 / 0

يشعر بالارتياح عند موت الآخرين لأنه يريد للناس العظة بالموت !

السؤال: 140678

عندما يموت شخص أشعر بالارتياح ؛ لأنني أريد الأمة أن تتعظ من الموت ، وتعود إلى الله ، لا أني أحب أن يموت الناس ، فهل أنا مؤاخذ بمثل هذا الشعور ؟ .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:

لا نوافقك على شعورك بالارتياح لموت الناس لما ذكرتَ ؛ وذلك لأسباب :

الأول : أن الموت مصيبة على المتوفَّى ، وعلى أهله أيضاً ، قال الله تعالى : (فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ) المائدة/106 .

الثاني : أن حياة المؤمن خير له من مماته ، فبحياته يصلِّي ، ويذكرُ ربَّه ، ويصلُ رحِمَه ، وأما موته : فيقطع عليه أعماله ، وطاعاته .

عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ , وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا) رواه مسلم (2682) .

وعند البخاري (7235) بلفظ : (لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ ، إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ) .

الثالث : يموت كل يوم مئات الآلاف من الناس ، ولا نرى تأثيراً كبيراً لذلك في اتعاظ الناس ، ورجوعهم إلى الله ، اللهم إلا شيئاً يسيراً يكاد يكون محصوراً في بعض أقارب الميت وأصحابه ، وكثيراً ما يكون هذا التأثير مؤقتاً سرعان ما يزول .

ثانياً:

الطريقة السليمة في هذا أن تذكِّر الناس بموتهم هم ، وأن أجلهم إذا جاء فلن يتأخر عنهم لحظة ، وأنهم مقبورون ، ثم مبعوثون ، ثم محشورون ، ثم محاسَبون ، ثم معذَّبون ، أو منعَّمون ، فمثل هذه المواعظ لها تأثير بالغ في حياة الناس ، وهو مشاهد في الواقع .

ولهذه الطريقة السليمة نصوص من الشرع تؤيدها ، ومن ذلك :

1. ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار مِن ذكر الموت ، كما جاء في الحديثعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ) – يَعْنِي : الْمَوْتَ – . رواه الترمذي (2307) وحسَّنه ، وابن ماجه (4258) .

هاذم : يعني : قاطع .

2.ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى زيارة القبور ، كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ) رواه مسلم (976) .

وأخيراً … لا يمتنع أن يكون الفعل الواحد مكروهاً لما يترتب عليه من ألم أو ضرر ، ومحبوباً في الوقت ذاته لما يترتب عليه من مصالح وفوائد .

لكن لا ينبغي إظهار الارتياح لمجرد موت الناس ، فإن هذا التصرف غير مقبول عند الناس ، وقد يدل على عدم اهتمام صاحبه بشأن الموت وعدم تعظيمه له .

ولتعلم أننا وإياك على الدرب سائرون ، وسنلقى المصير نفسه ، فنسأل الله تعالى أن يعيننا على الاستعداد لذلك اليوم .

والله أعلم

 

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android