حرمة اللعب بلعبة إلكترونية – Dissidia – قصتها حرب بين إله الخير وإله الشر !
السؤال: 141453
” Dissidia ” هي آخر لعبة من ألعاب الفيديو ، ولكن هناك شيء فيها وهي أنها تمثل الصراع بين إلهين ، فهل يجوز أن ألعبها ؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً:
السائل لم يتجاوز عمره ( 14 ) عاماً ، وهو يسأل عن الحكم الشرعي للعب بلعبة افتتن
بها الكبار قبل الصغار ، وهذا إن دلَّ على شيء فيدل على الخير الكبير في الشاب
السائل ، وهو مثال صالح من أمثلة كثيرة لشباب الإسلام الذين يسألون عن حكم الشرع ،
وهم يستجيبون – إن شاء الله – للحكم الشرعي بالمنع منه ، ولو كان لهم رغبة في فعل
ذلك الشيء ، فنسأل الله تعالى أن يوفق الأخ السائل الشاب لما فيه رضاه ، وأن يثبته
على الخير والهدى .
ثانياً:
هذه اللعبة التي جاءت في السؤال ، وهي : ”
Final Fantasy
Dissidia
” هي ضمن سلسلة
ألعاب ”
FINAL FANTASY
” والتي مضى على إصدارها ( 20 ) سنة ! فقد كان أول إصدار لهذه السلسلة في سنة 1987
م ! وقد جمعوا في هذه اللعبة الأخيرة نخبة ! أبطال اللعب السابقة .
وهي لعبة تافهة ، احتوت على مخالفات للشرع كثيرة ، منها :
1. ما ذكره الأخ السائل الشاب من جعلهم قصة اللعبة تدور حول معارك وحروب بين إله
الخير ! – وهي امرأة حسناء –
cosmos god of
hormony
– ، وشرير يمثل إله الشر ! –
chaos god of discord – وهكذا هي تسميتهما في اللعبة ، وهو
أمر كافٍ للمنع منها ؛ إذ فيها مخالفة لاعتقاد المسلمين وأصول دينهم ، فليس ثمة إله
في الكون يتصرف فيه إلا الله تعالى ، وليس ثمة إله للخير وآخر للشر إلا في اعتقاد
المجوس ومن ضاهاهم من أهل الضلال .
2. التبرج السافر ، وتفصيل العورات في شخوص النساء ، وفي هذا تأصيل للفساد السلوكي
مع ما سبق من تأصيل الفساد الاعتقادي .
3. تسويق السحر والشعوذة ، وذلك من خلال الأبطال المساندين لإله الشر ! .
4. الموسيقى المحرمة التي لا تنقطع عن تلك اللعبة .
وقد ذكرنا في بعض أجوبتنا حرمة الألعاب الإلكترونية للصغار والكبار إذا كانت تحتوي
على معازف ، وللمزيد من التفصيل ينظر جوابي السؤالين : (
2898 ) و (
39744 ) .
5. تضييع الأوقات في شيء تافه لا قيمة له ، فاللعبة تستغرق 40 ساعة لإكمال طور
قصتها ، ومن أراد جمع كل أدوات اللعبة ، وفتح كل شيء فيها : فقد تستغرق أكثر من 100
ساعة ! فكم من واجبات ستضيع أثناء اللعب بها ؟! وكم من مصالح ستهدر واللاعب مستغرق
في اللعب بها ؟! .
وكل ذلك يجعلنا نجزم بحرمة تلك اللعبة ، وعدم تجويز اللعب بها ، ونحذِّر من خطرها ،
وخطر غيرها من الألعاب الإلكترونية التي انتشرت في الآفاق ، وأدمن على متابعتها
واللعب بها الكبار والصغار ، والذكور والإناث .
قال
الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الزايدي – عضو هيئة
التدريس بكلية الشريعة ، بجامعة الإمام محمد بن سعود – :
من
صور التأثير السلبي على الأطفال : التأثير عبر الألعاب الإلكترونية التي انتشرت
بكثافة وتنوع وإغراء شديد للناشئة ذكوراً وإناثاً
.
ولم
يكتف صانعو تلك الألعاب ومصدروها بالتأثير على السلوك العملي للأطفال عبر ألعابهم ،
بل انتقلوا إلى مرحلة أكثر خطورة حينما اتجهوا للتأثير على ” الفكر ” و ” المعتقد ”
، وعلى سبيل المثال : ” فقد لفت نظر أبوين متابعة ولدهما للعبة من تلك الألعاب بشغف
أدى إلى شبه عزلة لأكثر من يوم ، وحين أعلن الولد بصوت عال فوزه في اللعبة توجه
والداه إلى الشاشة لمشاهدة ما تم إنجازه ، وإذا بالنتيجة تصيبهم بصدمة شديدة ، فقد
وجدوا نتيجة لم تكن ضمن حساباتهم ، قلعة كبيرة جدا ، ارتفع فوقها عدد كبير من
الصلبان ، وقصاصات الورق الملون تنزل من السماء بكثافة إعلانا للنصر الكبير الذي
أحرزه هذا الفتى المسلم ، وهو رفعه لراية الصليب عاليا ، وعبارة في الأسفل كتبت
باللغة الإنجليزية بشكل ملون وجميل تقول له بكل امتنان : أنت فائز ، لقد ربحت ، لقد
وصلت إلى الهدف ”
!!
لكن
الحقيقة أن أصحاب هذه التقنية هم الذين وصلوا إلى الهدف ، الذي سعوا هم لتحقيقه
سنوات طويلة ، حققوه من خلال فلذات الأكباد ، ارتفع الصليب حقيقة في كثير من البيوت
المسلمة ، قد لا يكون ارتفاعه ملموسا في البيوت ، ولكن رفع النشء له من خلال
الألعاب الإلكترونية له دلالات خطيرة ، فقد تكون غفلتنا عن تفسيرها تعطيها شيئا من
البساطة ، ولكن السبب الذي جعلهم يروجون لمثل هذه الألعاب والنتائج دون غيرها
يعطينا دافعا قويا للبحث الجاد في الأسباب والملابسات ، ومن ثم النتائج ؛ فالمجال
واسع أمامهم لصنع ألعاب أخرى في أي شيء آخر ، ولكنهم يريدون هذه اللعبة بالذات ،
ويريدون الوصول إلى هذه النتيجة تماما ، ويعملون على غرس مبادئ معينة في النفوس
تسهم بشكل كبير في توصيل أفكارهم إلى أبنائنا بالرغم من كل شيء
.
وهذه الألعاب الإلكترونية التي غزت أسواق المسلمين بأفكارها الخطيرة تحتاج إلى وقفة
صارمة من الجميع ، ويجب أن تتكاتف الجهود للوقوف أمام غزوها لعقول أبنائنا ، حيث إن
المسؤولية منوطة بعدة جهات وليست جهة واحدة .
–
وذكر الجهات ، وهي : الدولة ، والأبوان ، والمربون ، والإعلام – .
”
حماية المجتمع المسلم من الانحراف الفكري ” ضمن ” مجلة البحوث الإسلامية ” ( 77 /
229 ، 330 ) .
وينظر لمزيد فائدة : أجوبة الأسئلة (
52801 ) و (
97681 ) و (
98769 ) .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة