0 / 0

أوجه الترويح عن البنات وذكر ضوابط ركوبهن الدراجة الهوائية

السؤال: 143026

لدي بنت عمرها ست سنوات ، هل يجوز لي أن أشتري لها دراجة هوائية لكي تلعب بها ؟ وإلى أي عمر تبقى تلعب بها ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:

لا تمانع الشريعة المطهرة من لعب الأولاد – ذكوراً وإناثاً – في سن الطفولة ، بل هذا أمر فطري لا يمكن أن تمنعه الشريعة الخالدة ، ولذا حفلت السنَّة المطهرة بأمثلة لذلك ، وبما أن السؤال بخصوص الإناث : فنذكر منه ما يتيسر من الترويح الخاص بهن ، مما وردت به السنة ، ومنه:

1. اللعب بالعرائس :

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي . رواه البخاري ( 5779 ) ومسلم ( 2440 ) .

( صواحب ) جمع صاحبة ، وكن جواري صغيرات من أقرانها في السن .

( يتقمعن منه ) يدخلن البيت ويستترن منه ثم يذهبن .

( فيسربهن إلي ) يرسلهن واحدة بعد الأخرى .

قال ابن بطال – رحمه الله – :

كان النبي عليه السلام أحسن الأمة أخلاقًا ، وأبسطهم وجهًا ، وقد وصف الله ذلك بقوله : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم/ 4 ، فكان ينبسط إلى النساء والصبيان ويمازحهم ويداعبهم ، وروي عنه أنه قال : ( إِنِّي لأَمْزَحُ وَلاَ أَقُولُ إِلاَّ حَقّاً ) ، وكان يسرِّح إلى عائشة صواحباتها ليلعبن معها ، فينبغي للمؤمنين الاقتداء بحسن أخلاقه وطلاقة وجهه صلى الله عليه وسلم .

والذي يراد من الحديث : الرخصة في اللعب التي تلعب بها الجواري وهي البنات ، فجاءت فيها الرخصة ، وهي تماثيل ، وليس وجه ذلك عندنا إلا من أجل أنها لهو الصبيان ، ولو كان في الكبار : لكان مكروهًا ، كما جاء النهي في التماثيل كلها ، وفي الملاهي .

" شرح صحيح البخاري " ( 9 / 304 ) .

2. اللعب بالأرجوحة :

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ … فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي … .

رواه البخاري ( 3681 ) ومسلم ( 1422 ) .

قال النووي – رحمه الله – :

( والأرجوحة ) بضم الهمزة هي : خشبة يَلعب عليها الصبيان والجواري الصغار ، يكون وسطها على مكان مرتفع ، ويجلسون على طرفيها ويحركونها ، فيرتفع جانب منها ، وينزل جانب .

" شرح النووي " ( 9 / 207 ) .

3. المسابقة بالأقدام :

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلْ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : تَقَدَّمُوا ، فَتَقَدَّمُوا ، ثُمَّ قَالَ لِي : تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ ، فَسَابَقْتُهُ ، فَسَبَقْتُهُ ، فَسَكَتَ عَنِّي حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : تَقَدَّمُوا ، فَتَقَدَّمُوا ، ثُمَّ قَالَ : تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ ، فَسَابَقْتُهُ ، فَسَبَقَنِي ، فَجَعَلَ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ : هَذِهِ بِتِلْكَ .

رواه أبو داود ( 2578 ) وابن ماجه ( 1979 ) وأحمد ( 25745 ) – واللفظ له – ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال الخطابي – رحمه الله – :

وفي الحديث دليل واضح على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرم الأخلاق ، وحسن المعاشرة مع الأهل ، وتطييب قلوبهم .

" معالم السنن " ( 3 / 66 ) .

وإذا جاز مثل هذا الترويح مع الزوجة فلا يُمنع أن يكون مع البنات والأبناء .

ثانياً:

ولعب البنت على الدراجة الهوائية من الألعاب المباحة التي لم تأت الشريعة بمنعها ، لكنَّ هذا المباح – كعموم المباحات – له ضوابط يحسن التنبيه عليها ، ومنها :

1. الالتزام باللبس الساتر ، وعدم لبس القصير ، أو الضيق ، وهذا فيما لو كان ثمة غيرها من أشقائها من يلعب معها ، أو وُجد من محارمها من ينظر إليها .

2. عدم الخروج من المنزل واللعب بها في الشارع ؛ لما في ذلك من خطر عليها من الذئاب البشرية التي لا تتقي الله تعالى في صغير أو كبير ، ولا في ذكر ولا أنثى ، بل يكون اللعب بها في حدود الأمان من الأماكن ، وتحت نظر أهلها ، بل ينبغي أن يكون ذلك اللعب في بيت أهلها .

ولينظر جواب سؤال رقم : (حكم ركوب المرأة الدراجة الهوائية في بلاد الغرب) .

3. الحرص على الدراجات الآمنة ، وعدم تمكينها من قيادة الدراجة إلا بعد إتقان قيادتها ، والانتباه من احتمال سقوط البنت من الدراجة .

وفي " الولايات المتحدة " – مثلاً – ذكرت تقاريرهم أنه يُصاب أكثر من 11 ألف طفل ومراهق سنويّاً بحوادث اصطدام الدراجات الهوائية والسقوط من عليها ، وأن ثلث إصابات الأطفال كانت تكون في الرأس ، مما يعرِّض الدماغ لإصابات بالغة .

4. وأخيراً : لا ننصح بأن يستمر لعب البنت بالدرجة الهوائية في عمر 8 سنوات فأكثر ؛ لما يذكره الاختصاصيون من الأطباء من أثر ذلك الركوب على الإناث ، سواء في المقاعد السيئة المصنوعة للدراجات – وهو السبب الأكثر وقوعاً – أو جراء سقوطها عنها .

وقد وقفنا على عدة تحذيرات مهمة في هذا الباب لطائفة من الاختصاصيين ، ومنهم :

أ. الدكتور سليم رجب ، الاستشاري بالجراحة النسائية والتنظيرية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب ، حيث قال :

" ركوب الدراجة الهوائية غير مستحب للبنات ؛ بسبب تماس مقعد الدراجة بشكل مباشر مع المهبل ، حيث يكثر الوذح ( السماط ) والالتهاب ، وقد تتعرض الفتاة للسقوط الذي يعرِّض غشاء البكارة ( للأذى ) ، أو الجرح " .

انتهى

ب. الدكتور لوك باينز ، رئيس قسم أمراض النساء والولادة في مستشفى جامعة بروكسل في بلجيكا ، حيث قال :

" إن مقاعد الدراجات الهوائية الأنيقة وذات التجاويف : تشكِّل خطراً ، بشكل خاص على الإناث " . انتهى

وقد ذكر بعض الأطباء أن الإحصائيات الحقيقية لإصابة الإناث بمشكلات في الأماكن الحساسة عندهن أكثر مما وصل لهم ؛ بسبب الإحراج الذي يمنع كثيرات من الاعتراف بما أصابهن نتيجة كثرة الجلوس على كراسي الدراجات الهوائية .

ولذا ينبغي التقليل من ركوب الإناث للدراجات الهوائية ، مع ضرورة الاهتمام بشراء دراجات ذات مقاعد صحية ، والتوقف عن ركوبها لمن بلغن سن الثامنة ، وليس هذا على القطع واليقين ، وإنما هو للاحتياط .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android