0 / 0

هل من البر بالوالدة المتوفاة تسمية المولودة باسمها ؟

السؤال: 144641

ازداد لدي مولودتان ولله الحمد ، سميت الكبرى " عزيزة "، على اسم والدتي المتوفاة رحمها الله ، وسميت الصغرى " كلثوم " على اسم والدة زوجتي رحمها الله ، والهدف من ذلك هو تذكر الوالدتين ومحبتهما ومكانتهما في نفوسنا ، هل يجوز ذلك شرعا ، هل ذلك من أعمال البر بالوالدين ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

تسمية الأبناء بأسماء الأجداد والآباء يتبع التفصيل الآتي :

1- إذا وقع بطلب الأب من ابنه أن يسمي حفيده على اسمه : فتلبية طلبه ، والنزول عند رغبته من كمال البر والصلة ، إذ لا شك أن طاعة الوالدين فيما يحبانه من أبواب المباحات هو من البر ، ولكن لا يلزم من ذلك أن من لم يستجب لوالده في هذا الشأن فهو عاق ، وإنما خالف الأولى ، إلا إذا رفض أن يسمي على اسم أبيه لعذر ، كما في حال أن يكون اسم أبيه غير شرعي أو لا يسمي به الناس اليوم ، ونحو ذلك من الأعذار .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال الآتي عن تسمية الأولاد على الوالدين ، خصوصاً إذا كان الوالد يرى أن ذلك بر ، وأنه إذا لم يفعل فإنه عاق لوالديه ؟

فأجاب :

الأفضل أن يقول للأب : الأسماء المحبوبة إلى الله أحب إلي وإليك ، فما دام الله تعالى يحب الأسماء المضافة إليه عبد الله وعبد الرحمن ، فأعطني يا والدي فرصة أسمي بذلك .

فإن أصر ورأيت أنه سوف يرى ذلك عقوقاً منك فلا بأس أن تسمي باسمه وإن كان مرجوحاً ، فلو فرضنا أن اسمه محمد وقال : سم ولدك محمداً ، قال: يا أبت ، عبد الله أحسن وأفضل ، قال : لا ، إن كنت تريد أن تبرني سمه محمداً ، فهنا لا بأس أن يسميه محمداً ؛ لأنه اسم مباح وطيب ، وأسماء الرسل أفضل من أسماء غيرهم ، إلا ما كان أحب إلى الله فهو أفضل " انتهى.

" اللقاء الشهري " (28/سؤال رقم/12)

2- أما إذا كان الأب متوفى ، أو كان حيا ولم يطلب أن يسمى حفيده باسمه : فهنا نقول : إن تسمية الأبناء بأسماء أحد الوالدين ليس من البر المطلوب المؤكد ، وإنما هو من المحبة والمودة التي يؤجر الإنسان على نيته فيهما ، ويؤجر إن كان ذلك مما يفرح الوالدين ، أو كان سبباً في الدعاء للوالدين كلما تذكرهما بسبب تسمية ابنه باسمهما ، ولكن ذلك لا يجعل هذا العمل من البر المؤكد ، إذ لم يرد به الدليل الخاص ، ولم نجد للعلماء نصا عليه ، وإنما هو من البر بحسب النية أو بحسب ما يؤول الأمر إليه .

وقد سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله السؤال الآتي :

هل تسمية الأولاد على الوالدين من البر بهما ؟

فأجاب:

هذا يدل على المحبة والارتباط، ليس من البر، ولكن يدل على المحبة والارتباط بالوالدين.

وسئل فضيلة الشيخ خالد المشيقح حفظه الله السؤال الآتي :

" هل تسمية المولود أو المولودة باسم الأب أو الأم خاصة وأنهما قد توفاهما الله إلى رحمته (يعتبر براً بالوالدين) ؟

فأجاب :

هذا لم يرد فيه شيء في الشرع ولا في السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لا شك أن كون الإنسان يسمي باسم والده أو والدته قد يكون ذلك أدعى إلى أن يتذكر والديه ، وأن يقوم بالدعاء لهما ، فإن كانت تترتب عليه هذه المصلحة فالأولى أن يسمي باسميهما ، والله أعلم " انتهى.

وأما حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ) رواه مسلم (2315) فهو دليل على استحباب تسمية الأبناء بأسماء الأنبياء كما بين ذلك العلماء ، كما في " تسمية المولود " للشيخ بكر أبو زيد (ص/15).

 والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android