يعمل طبيبا بالطائف وقد ترك المبيت بمنى والوداع ووكل في الرمي
السؤال: 145265
أعمل طبيباً بمستشفي بالطائف وكان عليّ دوام جميع أيام العيد بالمستشفي … فتركت المبيت بمني جميع أيام التشريق ، ووكلت أبي في رمي الجمار ، ولم أطف طواف الوداع حتى الآن …. فماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
المبيت بمنى ليالي التشريق واجب ، وفي ترك جميعه دم
، وينظر جواب السؤال رقم (21258).
والعمل – لغير مصلحة الحجيج – لا يعتبر عذرا في ترك
المبيت .
ثانيا :
رمي الجمار واجب ، ولا يصح التوكيل فيه إلا لعاجز
عن الرمي كالمريض والشيخ الكبير ونحوه . وينظر جواب السؤال رقم
(34420)
.
وعليه ؛ فتوكيلك لوالدك لا يصح .
ثالثا :
طواف الوداع واجب ، ولا يجوز النفر من مكة بعد انقضاء النسك إلا بوداع ، ومن نفر
بلا وداع وخرج إلى مسافة قصر استقر عليه الدم ، ولم ينفعه رجوعه لو رجع .
وحيث إنك ذهبت إلى الطائف ولم تعد حتى انقضت أيام منى ، فقد استقر عليك الدم ، ولا
ينفعك رجوعك الآن للطواف .
قال النووي رحمه الله : ” إذا خرج بلا وداع وقلنا : يجب طواف الوداع عصى ولزمه
العود للطواف ما لم يبلغ مسافة القصر من مكة , فإن بلغها لم يجب العود بعد ذلك ومتى
لم يعد لزمه الدم , فإن عاد قبل بلوغه مسافة القصر سقط عنه الدم , وإن عاد بعد
بلوغها فالأصح : أن الدم : لا يسقط ” انتهى من “المجموع” (8/233) بتصرف يسير .
وقال البهوتي رحمه الله : “فإن خرج قبل الوداع فعليه الرجوع لفعله إن كان قريبا دون
مسافة القصر ، ولم يخف على نفسه أو ماله أو فوات رفقته أو غير ذلك من الأعذار ، ولا
شيء عليه إذا رجع قريبا ، سواء كان ممن له عذر يسقط عنه الرجوع أو لا ; لأن الدم
لم يستقر عليه لكونه في حكم الحاضر ، فإن لم يمكنه الرجوع لعذر مما تقدم أو لغيره
أو أمكنه الرجوع للوداع ولم يرجع أو بعد مسافة قصر عن مكة فعليه دم ، رجع إلى مكة
وطاف للوداع أو لا ; لأنه قد استقر عليه ببلوغه مسافة القصر فلم يسقط برجوعه …
وسواء ترك طواف الوداع عمدا أو خطأ أو نسيانا لعذر أو غيره ; لأنه من واجبات الحج
فاستوى عمده وخطؤه ، والمعذور وغيره ، كسائر واجبات الحج” انتهى من “كشاف
القناع” (2/512) بتصرف .
وينظر جواب السؤال رقم (42314)
ورقم (14307)
.
وبهذا يتبين أنه يلزمك ثلاثة دماء تذبح وتوزع على فقراء مكة والحرم .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة