تنزيل
0 / 0
89,36725/02/2010

هل يدخل المعوقون في الدنيا الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟

السؤال: 145743

سألني أحد أصدقائي : هل حقيق أن أي معاق إعاقة خفيفة أو كبيرة سيدخل الجنة بدون حساب بسبب آلامه وما يعانيه ، بغض النظر عن حجم المعاناة هل كان كبيرا أم قليلا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الثابت في الكتاب والسنة أن أصحاب البلاء لهم عند الله الأجر العظيم والمنزلة الكبيرة إن هم صبروا واحتسبوا ، ذلك أن المريض – سواء كان مرضا طارئا أم إعاقة دائمة – يحتمل من الآلام التي كتبها الله عليه ما يكون سببا في تكفير سيئاته ، فالله عز وجل لا يجمع على العبد المؤمن الصابر عذابين في الدنيا والآخرة ، وهو سبحانه يحب الصابرين ، ويوفيهم أجورهم بغير حساب .

وليقرأ معنا كل مبتلى نبذة من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيها من البشائر لهم ما يثلج صدورهم بإذن الله .

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا) رواه البخاري (5640) ومسلم (2572) .

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ : (مَا مِنْ عَبْدٍ يُصْرَعُ صَرْعَةً مِنْ مَرِضٍ إِلا بَعَثَهُ اللَّهُ مِنْهَا طَاهِرًا) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/97) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2277) .

وإذا كان هذا حال من أصيب بمرض عارض أو ألم طارئ ، فما بالك بالذي ابتلي بإعاقة دائمة تصاحبه إلى مماته ، لا شك أن مَن هذا حاله فهو يتقلب في الأجر والثواب ، وينغمس في رحمة الله عز وجل ، إن هو صبر على ما ابتلاه الله به .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الترمذي (2399) وقال الألباني في "سنن الترمذي" : حسن صحيح .

وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِذَا ابْتَلَى اللَّهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ قَالَ لِلْمَلَكِ : اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ ، فَإِنْ شَفَاهُ غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ ، وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ)  رواه أحمد في " المسند " (21/268) قال الألباني : حسن صحيح .

وأخبر صلى الله عليه وسلم أن من أصيب بإعاقة العمى ، وابتلي في عينيه ، فصبر واحتسب عوضه الله منهما الجنة .

فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِنَّ اللَّهَ قَالَ : إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ – يُرِيدُ عَيْنَيْهِ -) رواه البخاري (5653) .

ولما علم الصالحون حكمة الله تعالى في ابتلاء المؤمنين بالأمراض كان البلاء أحب إليهم من الرخاء ، كي ينالوا المنزلة العالية عند الله .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ – يعني الصالحين – لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ) رواه ابن ماجه (4024)، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (144) .

وقال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ – لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ – ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى)  رواه أبو داود (3090) صححه الألباني في "سنن أبي داود" .

وقال وهب بن منبه رحمه الله : "إن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عَدَّه رخاء ، وإذا أصابه رخاء عَدَّه بلاء" انتهى .

"سير أعلام النبلاء" (4/327) .

وقال سفيان الثوري رحمه الله : "ليس بفقيه من لم يعدّ البلاء نعمة والرخاء مصيبة" انتهى .

"حلية الأولياء" (7/55) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

"الآلام والأمراض والمشاقّ من أعظم النعم ، إذ هي أسباب النعم….. فأعظم اللذّات ثمرات الآلام  ونتائجها" انتهى .

"شفاء العليل" (525) .

والحاصل : أن الثواب الذي يناله المبتلى بالإعاقة ، والأجر الذي وعده الله إياه ، يرجى له أن يكون سبباً في دخوله الجنة ، لا سيما وقد كفرت عنه خطاياه بسبب تقلبه في آلام البلاء ، ولكننا لم نقف على حديث خاص يدل على أن المبتلى في الدنيا يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android