تنزيل
0 / 0
18794416/04/2010

أصيبت بمرض نفسي ثم قتلت نفسها فهل تعد منتحرة ؟

السؤال: 146375

لديَّ سؤال يتعلق بالانتحار ، حيث قامت إحدى صديقات أسرتنا بالانتحار ، لكن ذلك لم يكن بسبب أمر محدد ، حيث إنها كانت تعاني من اضطراب ضغط ما بعد الصدمة ، وبالرغم من أنه يبدو كضغط عادي فإنه يمكن أن يؤثر على المخ سلباً ويقنعه بفعل أشياء لم يكن الشخص ليفعلها وهو في حالته الطبيعية كما لو أنه يتحكم فيها تقريباً ، فهل تكون مع من انتحروا بسبب فقدهم الأمل ؟ أم أن حكمها يكون مختلفاً لوجود اضطراب عقلي ، نفسي ، في رأسها ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ وعن المجنون حتى يفيق) رواه أبو داود (4403) والترمذي (1423) والنسائي (3432) وابن ماجه (2041) .
فإلى أية جماعة ينتمي من انتحر بسبب معاناته من اضطراب نفسي كاضطراب ضغط ما بعد الصدمة ؟ إلى المذنبين أم إلى من رفع القلم عنهم ؟ .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

الانتحار كبيرة من كبائر الذنوب ، توعد الله تعالى عليه بالعذاب العظيم ، ومن قتل
نفسه بشيء في الدنيا : عُذِّب به في الآخرة ، ولينظر جواب السؤال رقم (70363)
.

وما
يصيب المسلم من أمراض عضوية ، كالسرطان ، أو نفسية ، كالاكتئاب ، ولا يستطيع الصبر
عليها : لا يبيح له أن يقتل نفسه ، ولينظر جواب السؤال رقم (111938)
.

ثانياً :

قد
يصاب المسلم بأمراض نفسية أو عضوية فتؤثر في عقله تأثيراً بالغاً حتى لا يدري ما
يقول ولا ما يفعل ، فمثل هذا إن حصل منه قتل لنفسه : فلا يكون مع المذنبين الواقعين
في كبيرة الانتحار ، بل يكون معذوراً ؛ وذلك لوجود مانع من موانع التكليف وهو
“فَقْدُ العقل” .

وعليه : فإذا كان ما أصاب صديقة أسرتك من اضطراب نفسي قد أثَّر على عقلها فلم تعد
تدري ما تقول أو تفعل : فيكون لها حكم من أصيب بالجنون ، وتكون معذورة غير آثمة في
قتل نفسها ؛ لرفع قلم السيئات عنها وهي في تلك الحال ، وتدخل في قول النبي صلى الله
عليه وسلم قال : (رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلاثٍ : عَنْ النَّائِمِ حَتَّى
يَسْتَيْقِظْ ، وَعَنْ الصَّغِيرِ حتَّى يَكْبُر ، وَعَن المَجْنونِ حتَّى َيعْقِل
– أَوْ يَفِيق) رواه أبو داود (4392) والنسائي (3432) وابن ماجه (2041) ، وصححه
الشيخ الألباني في ” صحيح أبي داود ” .

وجاء في “الموسوعة الفقهية” (16/99) – في تعريف الجنون – :

“وأما
في الاصطلاح : فقد عرفه الفقهاء والأصوليون بعبارات مختلفة منها :

أنه
اختلال العقل بحيث يمنع جريان الأفعال والأقوال على نهجه إلا نادراً .

وقيل : الجنون اختلال القوة المميزة بين الأشياء الحسنة والقبيحة المدركة للعواقب
بأن لا تظهر آثارها , وأن تتعطل أفعالها .

وعرَّفه صاحب البحر الرائق بأنه : اختلال القوة التي بها إدراك الكليات” انتهى .

وأما إن كان ذلك الضغط النفسي على صديقة أسرتكم لم يكن له تأثير على عقلها ، وإنما
هي مجرد ضيق نفسي ، وتدري معه ما تقول وما تفعل ، وتميز بين الحسن والقبيح ، وتفرق
بين الخطأ والصواب : فلا تكون معذورة بقتل نفسها ، بل هي مؤاخذة على فعلها ، ونسأل
الله أن يعفو عنها ، وأن يخفف عن أهلها مصيبتهم ويؤجرهم عليها .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android