هل يحج الفريضة ، أم يتصدق بالمال على جاره الفقير ؟
السؤال: 146390
إذا كان الحج فرضا علي ، وأنا على وشك رحلة الحج ، ولكن جارى لا يجد قوت يومه : هل من الأفضل أن أحج أم أعطي فلوس الحج لجاري الفقير وأؤجل الحج إلى السنوات القادمة ؟ شكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ذهب
جمهور أهل العلم إلى أن الحج واجب على الفور على كل مستطيع .
قال
ابن قدامة رحمه الله في “المغني” (3/212) :
”
من وجب عليه الحج , وأمكنه فعله , وجب عليه على الفور , ولم يجز له تأخيره . وبهذا
قال أبو حنيفة ومالك ، لقول الله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ
غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) آل عمران/97 ” انتهى .
والاستطاعة هي القدرة البدنية والمالية :
جاء
في فتاوى اللجنة الدائمة (11/30) :
”
الاستطاعة بالنسبة للحج أن يكون صحيح البدن ، وأن يملك من المواصلات ما يصل به إلى
بيت الله الحرام ، من طائرة أو سيارة أو دابة ، أو أجرة ذلك بحسب حاله ، وأن يملك
زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً ، على أن يكون ذلك زائداً عن نفقات من تلزمه نفقته حتى
يرجع من حجه ، وأن يكون مع المرأة زوج أو محرم لها حتى في سفرها للحج أو العمرة ”
انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
”
والاستطاعة نوعان : استطاعة بالبدن ، واستطاعة بالمال ، فالاستطاعة بالمال شرط
للوجوب ، والاستطاعة بالبدن شرط للأداء ” انتهى .
“اللقاء الشهري” (1 / 391) .
وحيث إنك مستطيع فقد وجب عليك الحج وجوبا عينيا ، فهو مقدم على التصدق على جارك
الفقير ؛ لأنه ممن لا تلزمك نفقته ، وصدقتك عليه ـ والحالة هذه ـ هي من باب التطوع
والنفل ، والفرض مقدم على التطوع .
قال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
”
والحج على الوجه المشروع أفضل من الصدقة التي ليست بواجبة .
وأما إن كان له أقارب محاويج ، أو هناك فقراء تضطرهم الحاجة إلى نفقة : فالصدقة
عليهم أفضل .
أما
إذا كان كلاهما تطوعا فالحج أفضل ، لأنه عبادة بدنية ومالية ” انتهى .
“الاختيارات” (116) .
والله تعالى أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة